نصوص أدبية

تـطـريـزات أخـرى عـلـى طرف عـبـاءتـهـا / يحيى السماوي

مَـسِّـدي ْ أفـوافَ الـوردِ بـعـطـر زفـيـرِك ..
فالـنـدى جـاء يسـتـجدي حـبَّـنـا اللامألوف
كشـفَ سِـرِّ نـقـاءِ زئـبـقِ مـرايـانـا ..
والأوتـارُ الـمـبـحـوحـةُ جـاءت تـسـألـنـي
سِــرّ صُـداحِ الـمـاءِ فـي حـنـجـرتـي ..
حـنـجـرتـي الـتـي كـانـتْ
فـائـضـة عـن الـحـاجـةِ
قـبل ارتشـافِـهـا كـوثـرَ هـديـلِـك ..
لـمْ أشـأ الـقـولَ
إنّ ريـحَ يـديَّ حـيـن مـرّتْ بـيـن جـدائـلـك
اخـتـرعـتْ نـغـمـا ً جـديـدا ً لـلـحـفـيـف
كالـخـريـر الـجـديـد الـذي اخـتـرعـه نـهـرانـا
حـيـن الـتـقـيـا أوّلَ مـرّة ٍ
فـي مـصبِّ الـغـيـمـةِ الـتـي
صـنـع الـلـه مـنـهـا سـريـرَنـا !
**
ســأكـون " الـحلّاجَ الـجـديـد " *
طـمـعـا ً بـسـيـفِـك ..
فـاشـطـريـنـي نـصـفـيـن
لـيُـعـلِّـقـنـي الـهـوى عـلـى جـسـرِ صـدرِك :
نـصـفٌ تـحـت الـقُـبَّـةِ الـيمـنـى
والـثـانـي فـوق بـقـايـا فـمـي
عـنـد يـاقـوتـةِ قـبـتِـه الـيـسـرى
مـجـدُ نـقـطـتـي :
أنْ تـتـحـدَ بـخـطّـكِ
كـاتـحـاد مـاءَيـنـا فـي الـحـوضِ الـمُـقـدّس !
**
صحرائي شاسعة ..
أريدك نهرا دون ضِـفـاف
لا ساقية
رسـولي بـضعـة ٌ مـنـكِ ..
ورسـولـكِ بـضعـة ٌ مـنـي ..
هـو آيـة ُ صحـنِـنـا
في مـائـدةِ العـشـق !
**
أأنـا جهـنَّـم ؟
مـا لـِصحـن فـمـي
كـلـمـا أرمي فـيـهِ خـبـزَ قـبـلاتِـك
يصرخ بي : هـل مـن مـزيـد ؟
**
صـوتـك يُـثـيـر غـبار الـشـوق في قـلـبـي
فـيعـمى نـبضي ..
إمـضغي جوعـي
حـتى أشـبع !
لـقِّـحـي قـلـمـي بـمِـدادِك
كـي تـنـجـبَ أبـجـديـتـي قـبـيـلـة َ قـصـائـد
**
أنـتِ لـسـتِ " رومـا "
فـلـمـاذا طـرُقي كـلهـا
تـؤدّي إلـيـك ؟
**
يـاسـمـيـنُ رجـولـتـي لا يـضـوع
إلآ
لـفـراشـاتِ أنـوثـتِـك ..
الـحـبُّ لـيـس أعـمـى
فـهـو الـذي دلّـنـي عـلـيـك ..
**
يا لاسـمِـك الـمُـعـجـز !!
كـيـف مـحـا جـمـيـعَ الأسـمـاءِ
فـي
" سـبّـورة " عـمـري ؟
حـنـجـرتـي عـاريـة ٌ
إلآ
مـن مـلاءة إسـمِـك
أكـانـتْ أشـجـاري ســتُـثـقـلُ بـالـعـنـاقـيـد
لـولا عـبـوديّـتـهـا لـنـهـرك ؟
أنـتِ أسـمـائـي الـحـسـنـى !
**
أحِـبُّ الـفـيـضـانـات ..
فـهـي تـجـرفُ زورقـي إلى سـريـرك .. !
هـاتِ كـأسَـكِ
صُـبّـيـنـي فـيـه
لأشـربَـكِ قُـبـلـة ً قـبـلـة !
**
حِـرائـي خِـدْرُك
وحُـبُّـكِ مُـعـجـزتـي ..
هـذا مـا بـشَّـرَنـي بـه " صـوفـائـيـل "
يـوم قـال لـي :
إعـشـقْ بـاسـم الـتـي صـارتْ تُـسـمّـى :
نـخـلـة الـلـهِ
فـي بـسـتـانِ عـيـنـيـك !
وهـا أنـا الان
أبَـشِّـرُ نـهـدَ الـعـانـسِ بالـلـبـن ..
والـصـحـارى بـالـعـشـب ..
والأشـرعـة الـمشـلـولـة َ بـالـرِّيـح ..
نـازلا ً فـي صـعـودي إلـيـكِ
إلى حـيـث تـقـيـمُ الـفـسـيـلـةُ
فـي جـذورك
**
أنـتِ سِــرِّي الـمـفـضـوحُ
فـعـلامَ احـتِـرازُك مـن جَـهـري ؟
يـوم سـقـطـتْ أزرارُ قـمـيـصِـكِ مـغـشِــيّـا ً عـلـيـهـا
مـن هـولِ جـنـونـي :
أصـابـعـي غـدتْ فـراشـات ٍ
وفـمـي صـقـرا ً طـريـدتُـهُ حـمـامـتـا نـهـديـك !
**
أعـرفُ أنَّ وديـانـكِ الـعـميـقـة َ لـن تـمـلأهـا
إلآ سـيـولـي ..
لـكـنّ أمـطـاري
لا تـحـمـلـهـا
إلآ
غـيـومـك
**
لا عـيـبَ فـيـكِ
إلآ
أرقي ..
لا فـضيـلـة لـي
إلآ
هـواك
ألـيس مُـعـجـزة ً جـلـوسُ الجمـر والـماء
في كأس ٍ واحـدة ؟
**
الكلمات طـوَّبَـتْـنـي قـسِّـيـســا ً
في
مـحـرابِ الـورقـة ..
وثـغـرك تـوَّجَــنـي قـيـصـرا ً
في
مـمـلـكـة الـقـبـلات
لـتـذهـب الـرّيحُ بـالـورقـةِ
مادام فـمي مـمـسـكا ً بصولجان
شـفـتـيـك
..............
* الحلاج: هو الحسين بن منصور بن محمي، أحد أعلام المتصوفة في القرن الرابع الهجري، إتهمه القاضي محمد بن داود بالزندقة، فأمر المقتدر بالله بصلبه، فصلب بباب خراسان على نهر دجلة ببغداد يوم 24 من ذي القعدة سنة 309 للهجرة ـ وقيل إنه شُطِر إلى نصفين وُضِع كل نصف عند بداية الجسر من جهتي الكرخ والرصافة .
تقوم فلسفته الصوفية على أن: (النقطة أصل كل خط، والخط كله نقط مجتمعة فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط . وكل خط مستقيم أو منحرف فهو متحرك عن النقطة بعينها، وكل ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين . وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا ُقلت : ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله فيه) .
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2001 السبت 14 / 01 / 2012)

في نصوص اليوم