نصوص أدبية

شـجـون عـراقـيـة / يحيى السماوي

  

وطني مـسـتـنـقـع ؟

إذنْ :

سـأرجـو الـلـه  أنْ يجعـلـني

ضـفـدعـا !

*

 

أيُّـهـا الإمـبـراطـور

الـمـديـنـةُ لا تحـتاجُ كلَّ هـؤلاءِ الـعَـسـسِ ..

الـمـتـاريـسَ ..

جـدرانَ الـعـزلِ الـكـونـكـريـتـيـة ..

ومـفـارز الـتـفـيـش ..

 

إنّ شــمـعـة َ  عـدلٍ واحـدة

سـتـكـفـي لإضـاءتـهـا ..

 

كـثـرةُ الـسّـجـونِ لا تعـني

تـطـبـيـقَ الـعـدالـة !

*

 

بُـقَـعٌ مـن الـصّـفـعـاتِ الأمـريـكـيـةِ

عـلـى وجـوهِ الـسـاسـةِ الـمُـدجّـنـيـن  ..

بُـقـعٌ من الدم الـمـتخـثّـر

عـلى الأرصـفـة ..

بُـقـعٌ مـن  أثـر قـشـور الـبـاذنـجـان

عـلـى جـبـاهِ  عـشّـاقِ " الكاولـيـة " ...

بـقـعٌ مـن  الـنـفـطِ الـمُـهـرّبِ

عـلـى رمـالِ الـبـصـرة ..

بـقـعٌ بـالـحـبـر الأحـمـر

عـلـى الأسـمـاءِ الـمـطـلـوبـةِ للـمـسـدسّـات كـاتـمـة الـصـوت ..

بُـقَـعٌ ... بـقـع ..

جـمـيـعـهـا تـحـمـلُ رائـحـةَ الـعـار !

بـاسـتـثـنـاء بـقـعـةٍ واحـدةٍ لـهـا عـطـرُ الـشـرف :

بُـقَـعُ الـعَـرَق ِ الـجّـافِ

عـلـى ثـيـابِ الـكـادحـيـن !

*

 

نـحـنُ جـمـيـعـاً

نـسـتـطيع حـيـاكـة َ طاقـيـةِ الجـواهـري ..

ولكـنْ :

أيُّـنـا يـسـتطيعُ أن يكون الـجـواهـري ؟

*

 

حـيـن اتـّسـخ عَـلَـمُ الـوطـن

غـسـلـنـاهُ بـالـمـاء ...

تُـرى

بـمـاذا نـغـسـلُ الـمـاءَ

إذا اتّـسـخ ؟

*

 

إذا كان الـوطـنُ أصـمّ

والـشـعـبُ أخـرسَ

والـقـاضي أعـمـى

كـيف يـتُـمُّ  الـتّـفـاهـم ؟

......

...........

أيـن تُولِّي وجهَـك

فـالـطـلـقـةُ  آتـيـة ٌ لا ريـبَ فـيهـا  ..

وإلآ

فـالـمُـفـخّـخـة ُ

أو

" الـدّريـل " و الـسّـاطـور !

*

 

جـرحي أكـبـرُ من جـسـدي ..

آهـتي أكـبـرُ من صـدري ..

صـرخـتي أكـبـرُ مـن حـنجـرتي ..

والـوطـنُ أضـيَـقُ

مـن أنْ

يـتـسِـعَ لـخـيـمـتِـنـا ..

أكـلُّ هـذا وتـسـألـيـنـنـي

لـمـاذا انـطـفـأتْ قـنـاديـلي

ضـحكـة ً

إثـرَ ضـحـكـة ؟

*

 

سواء أكان الحارسُ ذئـبـاً وطـنـيّـاً

أم خـنـزيـرا ً عـولـمـيّـاً

فالـيـماماتُ

لـن تجـدَ الـبـسـتـانَ

غـيـرَ مـقـبـرة ..

 

الـيـمـامُ لا يـبـنـي أعـشـاشـه

عـلى

شـواهِـدِ الـقـبـور !

*

 

هـو دائمُ الـنجاح في أنْ يـفـشـل  ..

وأنا دائمُ الـفـشـلِ في أنْ أنجح

رُغـمَ أنَّ لـنـا  مُعـلِّـمـاً واحدا !

*

 

لـنـجـعـلَ الحوانـيـتَ والـمـقـاهـي بـلا جـدران ..

والـشـوارعَ بـلا أعـمـدة ..

كي لا تـتـسـخ

بـالـشّـعـاراتِ وتـصـاويـر الـقـادة

الـذيـن

أتـخـمـونـا جوعـا ..

ألـيـسَـتِ الـنـظـافـةُ مـن الإيـمـان؟

 

إذا كـان ولابـدّ مـن الـشـعـاراتِ

فـلـيـكـتـبـوهـا عـلى الأرصـفـة

لـتـقـرأهـا أحـذيـة ُ الـمـارّة ..

 

وأنـتـم أيهـا الـفـقـراء :

أنـزلـوا لافـتـاتِهـم واصـنـعـوا  مـنـهـا

حـفّـاظاتٍ  لـلأطـفـالِ  وأفـرشـةً لـبـيـوتِ الـصّـفـيـح ..

 

الجـيـاع لايُـجـيـدون قـراءة الـلافـتـات ..

لـن يـقـرأوا  إلآ  مـا تـكـتـبُـهُ الـصّـحـونُ

فـي  كـتـابِ الـمـائـدة !

*

 

صـمـتـا ً أيّـهـا الـقـادة

فـالـمُـعـدَمـون

لـن يـصـيخـوا الـسّـمعَ لخـطـابـاتِـكـم ..

وحـدُهُ هـدوءُ الـلـيـل

يـســتـنـنـفــرُ مـسـامـعَهـم الـتي أعْـطـبَـهـا

أزيـزُ الـرَّصاصِ  الـمُـخـاتـل

ودويُّ الإنـفـجـارات   !

*

 

هـذا لـيـس إنـصـافـا ً  سـيـادة الـرئـيـس ..

لـقـد أمـرتَ بـإقـامـة ِ نـصـبٍ تـذكـاري

لـلـجـنـدي الـمـجـهـول ..

فـمـتـى تُـقـيـمـون نـصـبـا ً تـذكـاريّـا ً

لـلـشـعـب الـمـجـهـول ؟

**

........................ 

* أستجدي الأحبة القراء أن يجودوا عليّ بماء عفوهم ، أطفئ به جمر تقصيري غير المتعمد ... فالسفر قد  يؤخّـر ردودي على تعليقاتهم لكنه لن يؤخر حتما إنحنائي امتنانا ودعائي لهم بين الصفا ومروة وبين يدي الذي ختم الله به كتاب النبوة .

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2020السبت 04 / 02 / 2012)

في نصوص اليوم