نصوص أدبية
أربـعـة مــناديـل مـن حـريــر الـنـبـض / يحيى السماوي
(1)
واقِـفـا ً كـنتُ وراءَ الـبابِ
شـحّـاذا ً ظـمـيءَ الـنـبـض ِ
أسْــتـجْـدي الـرّواقْ
وقـعَ أقـدامِـكِ ..
أسْــتـعـطِـفُ جـفـنَ الـحـارس ِ الـلـيـلـيِّ أنْ يُـطـبِـق َ ..
مـرَّتْ سـاعـة ٌ غـرثـى .. وأخـرى ..
نِـمْـتُ يـقـظـان َ ..
وحـيـن اسْــتـيـقـظـتْ بـدءَ هـسـيـس ِ الـخـطـو روحـي :
خِـلـتـنـي أركـضُ
لـكـنْ
دون سـاقْ ..
قـال صـوفـائـيـلُ ـ أو " شُـبِّـهَ لـيْ " :
إسـراؤكَ الـلـيـلـة َ
فـادخُـلْ آمـنـا ً فـردوسَــكَ الـمـوعــودَ ..
أسْــرى بـيْ
فـمـعـراجـي سـريـرٌ ..
ومـرايـا نـخـلـةِ الـلـهِ " الـبُـراقْ "
**
(2)
عـصْـرُنـا عـصـرُ أبـاطـيـلَ وزيـفٍ
لـيـسَ عـصـرَ الـمُـعْـجِـزاتِ
خـتـمَ الـلـهُ الـرِّسـالاتِ
فـلا الـمجـذومُ يُـشـفـيـهِ دُعـاءٌ ..
لا خُـطـىً تـمـشـي عـلـى الـمـوج ِ ..
وبـطـنُ الـحـوتِ لا يُـصـبـحُ طـوقـا ً لـنـجـاة ِ
الـهُـدى مُـتـهَـمٌ فـيـهِ
بـتـألـيـبِ الـقـنـاديـلِ عـلـى الـظـلـمـةِ ..
والـفـأس ِ عـلـى " عُـزّى " و " لاتِ " !
كـانـتِ الـحـانـة ُ مـحـرابـي ..
وكـانـتْ صَـلـواتـي
آيُـهـا عـزفُ الـغـوانـي
فـي كـهـوفِ الـشــهَــواتِ !
كـيـفَ صَـيَّـرْتِ مـن الـضِّـلّـيـلِ قِـدّيـسـا ً
وأعْـشـبْـتِ فـلاتـي ؟
كـيـفَ غـيَّـرْتِ طـبـاعـي ؟
بـتُّ لا أشــبـهـنـي الان ..
فـأيـن الـكـهْـلُ فـي هـذا الـفـتـى الـطـاعـنِ بـالـعـشـق ِ ؟
أرانـي
غـيـرَ ماكـانـتْ عـلـى هـيـأتِـهـا بـالأمـسِ ذاتـي !
عـصـرُنـا لـيـس بـعـصـر الـمُـعـجـزاتِ !!
كـيـف أحْـيَـيْـتِ رُفـاتـي ؟
**
(3)
مـا الـذي أخْـفـيـهِ عـن قـومـي ؟
فـسِـرّي
بـاتَ جَـهْــرا !
واحَـتـي :
تـأبـى سـوى عـشـقِـكِ
نـهـرا !
وكـؤوسـي :
لا تـرى غـيـرَ نـدى ثـغـرِكِ
خـمـرا !
وقـواريـري :
أبَـتْ غـيـرَ زفـيـر ٍ مـنـكِ
عـطـرا !
وصَـلاتـي :
لـم يَـعُـدْ يـقـبـلـهـا الـلـهُ
إذا
لم أتـوضّـأ بـرضـابٍ مـنـكِ
أو
ألـثـمُ ثـغـرا
أنـجـديـنـي ..
إنَّ سِـرّي بـاتَ فـي لـيـلِ مـفـازاتِ بـنـي عُـذرة َ
بـدرا !
لـم أجـدْ إلآكِ لـيْ مـسـرىً لـمـعـراجـي
ولا غـيـرَكِ عُـذرا
لـظـنـونـي ويـقـيـنـي ..
يـا الـتـي قـبـلـكِ نـسـكـي كـان كُـفـرا
وقـصـيـدي كـان
هـذرا !
وربـاحـي كـان مـن قـبـلِـكِ
خُـسْـرا
يـا الـتـي مـن دونِـهـا الـفِـردوسُ
لـن يـعْـدِلَ قـفـرا
أأصَـلـي الـعُـمْـرَ ـ كـلَّ الـعـمـر ِ ـ قَـصْـرا ؟
إنـنـي فـي سَـفـر ٍ لا يـنـتـهـي بـيـن سـمـاواتـكِ ..
مـا أنْ أخـتــم الـرِّحْـلـة َ
حـتـى تُـعـلِـنَ الـلـذة ُ عـن مـيـلادِ أخـرى
هَـيِّـئـي لِـلـطـلـق ِ صَـبـرا ً
" إنَّ بـعـدَ الـعُـسْـر يُـسـرا "
مـاؤنـا يُـنـبـئُ
عـن
هـدهـدِ بُـشـرى !
**
(4)
جَـرّبْـتُ يـومـا ً :
أنْ أمـسِّـدَ غـيـرَ جـذعِـكِ ..
أنْ أمـشِّـطَ غـيـرَ سـعـفِـكِ ..
أنْ أشـمَّ سـوى رحـيـقِـكِ ..
فـانـتـبـهْـتُ إلـى يـدي حَـجَـرا ً
وكـأسـي خـمـرُهـا الـغـسـلـيـنُ
والـزّقُّـوم فـي صـحـنـي
وحـقـلـي دون عُـشـب ِ
ورأيْـتُ قـلـبـي يـسـتـحـي مـنـي ..
فـيـا سُـبـحـان غـارس ِ جـذرك ِ الـضّـوئـيِّ
فـي
بـسـتـان ِ قـلـبـي !
جَـرَّبْـتُ يـومـا ً أنْ أرى إلآك
فـي
مِـرآة ِ عـيـنـي
فـاسْـتـحـى مـن مُـقـلـتـي جـفـنـي
وهـدبـي
جَـرَّبْـتُ ذات غـد ٍ
أراودُ وردة ً عـن عـطـرِهـا
فـي غـيـر روضِـكِ
فـانـطـفـأتُ ..
وجـدتـنـي نـهـرا ً بـلا مـاءٍ
وخـطـوا ً
دون درب ِ
***
السماوة 22/ 2 / 2012
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2040 الجمعة 24 / 02 / 2012)