نصوص أدبية
تـطـريـزات عـلـى سـعـف نـخـلـة الله / يحيى السماوي
(1)
الـخـبـزُ يـشـكـو الـجـوع َ ..
والـيـنـبـوعُ يـسْـتـجـدي الـسَّـرابَ ..
وتـشـحـذُ الـشـمـسُ الـضِّـيـاءَ مـن الـفـوانـيـسِ الـكـفـيـفـة ِ ..
مـا الـجـديـدُ إذنْ
إذا جَـحَـدتْ مُـغـنِّـيـهـا الـرَّبـابـةُ ؟
والـنـديـمـة ُ صَـيَّـرَتْ مـن شَـعـرهـا حَـبْـلا ً لـمـشـنـقـة ٍ
ومـنْ شُـبّـاكِـهـا لـهـزار قـلـبِـكَ مـقـصـلـةْ ؟
الـعـشـقُ عـنـدكَ مـثـلُ نـبـضِـكَ :
لا يـكـفُّ عـن الـرَّفـيـفِ ..
وعـنـد " بـعـض ٍ " مـوسِـمٌ قـيْـدَ الـفـصـول ِ
ومـرحـلـةْ ..
كـانـتْ تُـسـمِّـيـنـي نـبـيَّ الـتـيـن ِ والـزّيـتـون ِ ..
أفْـقَ جـنـاحِـهـا ..
وأنـا أسَــمِّـيـهـا الـبـشـيـرة َ بـالـقـرنـفـل ِ
والـبـتـولَ الـمُـرْسَـلـةْ
أتـلـو فـأبـدأ بـاسْـمِـهـا الآيـاتِ
قـبـلَ " الـبَـسْـمَـلـة ْ " !
دال الـغـرورُ بـقـلـبـهـا
فـغـدَتْ تُـسَـمِّـيـنـي الـغـريـبَ ..
وصـرتُ حـيـن تـمُـرُّ فـي مرآة ِ ذاكـرتـي
يـلـوذُ دمـي بـحـصـن ِ " الـحَـوْقَـلـة ْ " !
أدواؤنـا فـي الـعـشـقِ مـثـلُ هـمـومِـنـا :
مُـسْـتـفْـحَـلـة ْ
أبـصـارُنـا مـفـتـوحـة ٌ..
أمّـا الـبـصـائـرُ والـقـلـوبُ فـمُـقْـفَـلـة ْ !
الأفـقُ نـافـذة ٌ
ولـكـنَّ الـسّـتـائـرَ مُـسْـدَلـة ْ
يـا نـخـلـة َ الـلـهِ / الـشـراعَ / الـمـوجـة َ / الـرِّيـحَ / الـفَـنـارَ /
الـمُـبْـتـغـى / والـبـوصَـلـةْ
خـطـوي طـلـيـق ٌ ..
غـيـرُ أنَّ دروبـنـا فـي الـغـربـتـيـن ِ
مُـكـبَّـلـة ْ !!
لـي فـيـكِ دون الـنـاس ِ
أشْـرَفُ مـنـزلـة ْ :
نـاطـورُ تـمْـرِكِ ..
عـبـدُكِ الـمـأمـورُ ..
مِـرْوَدُك ِ الـذي لـولاهُ
مـا مـرَّتْ يـداكِ عـلـى رذاذِ الـمِـكْـحَـلـة ْ !
**
(2)
مـا الـضّـيـرُ مـن زَعْـم ِ الـسَّـفـيـه ِ
ربـيـبِ مـاخـور " الـخـبـيـثـة ِ " ؟
فـاشـكـري لـلـهِ نـعـمـة َ فـضـلِـهِ
أنَّ " الـمُـهَـتَّـكَ " يـزدري مُـتـبَـتِّـلـة ْ !!
مـن حـقِّ أشـواكِ الـصّـحـارى
أنْ تـغـصَّ بـقـيـحِـهـا حـقـدا ً عـلـى وردِ الـحـديـقـة ِ ..
والـطّـحـالـبِ أنْ تـغـارَ إذا اسْـتـحَـمَّـتْ بـالـعـبـيـر ِ سَـفَـرْجَـلـة ْ ..
أرأيْـتِ صرصـارا ً يُـحِـبُّ شـذا وطِـيْـبَ
قـرنـفـلـة ْ ؟
أصْـلُ الـبَـيـادر ِ :
سُـنـبـلـة ْ
طُـبِـعَـتْ عـلـى حُـبِّ الـجِـنـان ِ قـلـوبُـنـا
وتـنـكَّـرتْ لـ " الـمـزبـلـة ْ " !
**
(3)
حـاولـتُ أرسـمُ نـخـلـة َ الــلـهِ الـجـلـيـلـة َ
فـانـتـهـيـتُ إلـى سـطـور ٍ
لـسـتُ أفـهـمُ مـا الـعـلاقـةُ بـيـنـهـا
مـكـتـوبـة ٍ بـالـضّـوءِ فـي ورقِ الـهـواءِ ..
الـنـخـلـةُ :
الـعـشـقُ الـحـنـيـفُ / الـمـاءُ / سِـدرةُ واحـةِ الـمَـلـكـوتِ /
والـلـغـةُ الـجـديـدةْ
أحْـيَـتْ رمـادَ الـصَّـوتِ فـي تـابـوتِ حـنـجـرتـي
وأنْـبَـضَـتِ الـقـصـيـدةْ
فـهـي الـولادةُ ..
والـوَلـودَةُ ..
والـولـيـدةْ
وهـي الـشـهـادةُ يـومَ أبْـعَـثُ
والـشـهـيـدةْ
**
(4)
فـي الـدَّربِ نـحـوَ مـديـنـة ِ الـعـشـق ِ الـيـقـيـن ِ
رأيـتُ شـيـخـا ً عـمـرُهُ يـومـانِ ..
أو شـهـران ِ ..
أو سـنـتـان ِ ..
أو دهـران ِ ..
أو شـمـسـان ِ ..
يـلـبـسُ بُـرْدة ً ضـوئـيـة ً
فـسـألـتُـهُ :
أيُّ الـدروبِ الـسَّـهْـلُ نـحـوَ الـلـهِ والـفَـرَح ِ الـمـؤبَّـدِ
والـسَّـمـاواتِ الـسِّـمـاكْ ؟
فـأجـابـنـي :
هـي فـيـكَ لـكـنْ
عـيـنُ طـيـشِـكَ لا تـرى
فـرأيْـتَ شـيـطـانَ الـظـنـونِ
ولـم تـحـدِّقْ بـالـمـلاكْ
فـحـذارِ ..
بـعـضُ بـيـادر الـفـرَحِ الـمـؤقَّـتِ
قـد تـقـودُ إلـى الـهـلاكْ
**
(5)
يـومـي وأمـس صـبـابـتـي خـصْـمـان ِ
أأنـا الـقـتـيـلُ ؟ أم الــظـلـومُ الـجـانـي؟
زادي قــلـيــلٌ والـطـريـقُ طـويـلــة ٌ
ويـدايَ راسِــفــتـان ِ .. والـعــيــنـان ِ
أسَـمـاحَـة َ الـشـيـطـان لـو عـلَّـمْـتـنـي
مَـكْـرَ الـخـؤون ِ سـمـاحـة َ الشـيـطـان ِ !
حـاولـتُ تـجـربـة َ الـخـيـانـة ِ مـرّة ً
فــتـحَـجَّـرتْ مُـقـلـي وشُـلَّ لـسـانـي !!
كـلُّ الـلـواتي عـشـتُـهـنَّ فـجَـعْـنـنـي
إلآ الــتـي غـدتِ الــفــؤادَ الــثـانـي
أسـماؤهـا الحُسـنى تـمـيـمةُ خطوتي
وهــديــلـهــا تـرتــيـلـــتـي وأذانـي
عـقـدَ الإلـهُ عـلـى نـمـيـر عـفـافِـهـا
نـبـضـي وعـشـبَ مـروءتي وقِـراني
**
(6)
الـمـجـدُ لـلـيـنـبـوع ِ
يـفـنـى فـي عـروق ِ الـنـهـر ِ ..
لـلـنـاعـور ِ
يـذرفُ دمعَ مُـقـلـتِـهِ لِـيُـثْـمِـلَ جَـدْوَلـهْ
لـلـغـصـن ٍ يـفـرشُ لـلـحـفـاة ِ ظِـلالـهُ ..
ولِـشـاهِـر ٍ قـلـمَ الـيـقـيـن ِ يـفـكُّ لـغـزَ الـمـعـضـلـةْ
الـمـجـدُ لـلـعـشـاقِ ..
يـردمُ هـمـسُـهـمْ بـئـرَ الـلـظـى والـجـلـجـلـةْ
**
(7)
فـي الـدّربِ نـحـو الـنـخـلـةِ الـمـعـصـومـة ِ الأعـذاق ِ
صـادفـنـي مـن الـشَّـجَـر ِ الـكـثـيـرْ
بـعـضٌ لـهُ شـكـلُ الـرِّمـاح ِ
وبـعـضـهُ طـبـعُ الـرِّيـاح ِ
وبـعـضُـهُ ألـقُ الـزُّبُـرْجـد ِ والـحـريـرْ
فـلِـمَ اصـطـفـاهـا الـلـهُ مِـعْـراجـا ً إلـى فـردوسِـهِ ؟
واحـاتـيَ اعْـتـصَـمَـتْ بـحـبـل ِ مـيـاهِـهـا ..
وبـحـبـلِ حـجـرة ِ نـومِـهـا اعْـتـصَـمَ الـسَّـريـرْ
وقـصـائـدي اعـتـصَـمَـتْ بـحـبـل ِ هـديـلـهـا ..
فـأنـا الـمُـجِـيـرُ بعِـشـقِـهـا
وبـغـيـرهـا فـالـمُـسْـتـجـيـرْ !!
***
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2057 الأثنين 12 / 03 / 2012)
السماوة 11/ 3 / 2012