نصوص أدبية

عـشـر قـصـائـد خـديـجـة / يحيى السماوي

  فـانـطـفـأ الـصّـبـاحُ بـمـقـلـتـيـهِ

 

 

 

(1) شـيـزوفـريـنـيـا

قـدمي  مُـنـغـرسٌ كـالـصّـخـرة ِ

في  

فـردوسِ الـقـرن ِ الحادي والعـشـريـنْ

 

لكنْ رأسي

مـازالَ  يُـسـافـرُ  بـيْ  في  مُـسْـتـنـقـع ِ أمـسـي

بـحـثـا ً

عن  ثـاراتِ  قـبـيـلـةِ جَـدّي

فـي

فِـتـنـةِ " صِـفّـيـن ْ " ..

 

كيف إذن  سـيـضـوعُ  الـحـبُّ

ويـنضجُ في الـبـسـتـان ِ

الـتـيـنْ ؟

**

 

(2)  نـسـغ

يـسْـتـنـهِـضُ الـمـاءُ الـجـذورَ

لـيـمـلأ الـعـنـقـودُ صـحْـنَ الـمـائـدةْ

 

فـاسْـتـنـهِـضـي جـذري بـمـائِـكِ ..

واحـتـي قـفـرٌ

وعـرجـونـي اسْـتـبـاحَ الـمـارقـون قـلائـدهْ

 

عـيـنـايَ زائـدتـانِ ـ مـنذُ فـِراقِـنـا ـ عـن حـاجـتـي ..

وفـحـولـتـي  فـي غـيـر خِـدرك ِ 

زائِـدةْ

**

 

(3) وحـشـة

أيُّـهـا الـطّـاعِـنُ بـالـحـزن ِ

جـلـيـسُ الـلا  أحـدْ

 

لـيـلـكَ المُـمْـتـدُّ  مِـنْ   مـذبـحـةِ الأمـس ِ

إلى بُـسـتـان ِ غـدْ

 

دون  أنـوار ِ الـتـي لـيـسـتْ تُـسـمّـى :

مُـطـفـأ الـشـمـسِ  ..

وجـفـنُ الـنـجـم ِ يـشـكـو  مـن رَمَـدْ

 

ربَّ شـهْـدٍ   في الـهـوى

يُـفـضـي الـى الـحـنـظـل ِ ..

والحـنـظـلُ قـد يُـفـضـي إلـى

 شَـهـدْ الـرَّغـدْ

 

فـاتّـخِـذْ مـن ســعـفِـهـا  بـيـتـا ً وظِـلا ً

ومـدَدْ

*

 

(4) الـعـراق

قـسَـمـا ً بـطـيـنِـكَ

وهو حِـرْزُ

 

وبـشـوكِ رمـلِـكَ

وهـو قَـزُّ :

 

إنْ حَـزَّ نـخـلـتَـكَ الـدّخـيـلُ

فإنّ مـاءَكَ لا يُـحَـزُّ

**

 

 

(5) تـظـاهـرة

يـاســادتـي الـقـادةَ

أصـحـابَ الـمـعـالـي الـغُـرِّ

والـفـخـامـة ْ

 

أتـيـتـكـم أقـيءُ جـرحي

في فـمـي أسـئـلـة ُ الـقـيـامـةْ

 

لا تـحـجـبـوا وجـوهُـكـمْ ..

دمي على جـبـاهِـكـم عـلامـةْ

 

مـنـذ أتـيـتـمْ

والصحـونُ تـشـحـذُ الـرغـيـفَ ..

فـالـنـهــرُ ظـمـيـئـا ً بـاتَ

والـحـقـلُ  بـلا  كـرامَـة ْ

 

الـرُّعـبُ والـجـوعُ اسْـتـبـاحـا  دَمَـنـا

ومـا يـزالُ بـعـضُـكـم يُـنـقِّـبُ الـقـبـورَ

بـحـثـا ً

عـن رمـيـم ِ جُـبَّـةِ " الإمـامـةْ " !

*

 

 

(6)  مـتـهـمـون

الـكُـلُّ مُـتَّـهَـمٌ أمامَ الله ِ في يـوم ِ القـيامـةْ :

جـيـشُ الخـلـيـفـة ِ  ..

والخـلـيـفـة ُ ..

والـمُـغـني ..

والعِـمامة ْ !

 

حـتـى تُـعـيـدوا لـلـرغـيـفِ الـدِّفءَ..

والـمـنـديـلَ لـلـعـشّـاقِ ..

والـقـنـديـلَ لـلـكـوخ ِ الـمُـضـام ِ ..

ولـلـحـزيـن ِ الإبـتـسـامـةْ !

**

 

(7) دريـئـة

خـلعَـتْ ملاءتها الـمـروءةُ

فاتّخـذتُ بـدارهـا  رُكـنـا ً

قـصِـيّـا

 

خـوفـا ً عـلـيهـا مـن جـنـوحـي

لا عَـلـيّـا  !

**

 

(8)  تـفـاحـة الـنـعـمـى

تـفّـاحـةُ الأمـسِ الـبـعـيـدِ

رمَـتْ بـ " آدمَ " خـارجَ الـفـردوس ِ

فـانـطـفـأ الـصّـبـاحُ بـمـقـلـتـيـهِ

وأغْـمَـضَـتْ أجـفـانـهـا الأقـمـارُ

فـهـو لـذئـبِ مـنـدَمَـةٍ طـريـدْ

 

وأنـا دخـلـتُ  جـنـائـنَ  الـفـردوس ِ

حـيـن قـطـفـتُ مـن تـفـاح ِ حـقـلِـكِ  .. !

هـل أنـا ـ فـي الـعـشـق ِ ـ آدمُـهُ الـجـديـدْ ؟

**

 

(9) حـلـم

حـلـمـتُ يـومـا ً أنـنـي

ربـابـةْ

 

وكـان مـا بـيـنـي وبـيـن مـعـزفـي

حـنـجـرةٌ تـنـهـلُ  مـن بـحـيـرة ِ الـكآبـةْ

 

وحـيـنـمـا اسـتـيـقـظـتُ

سـال الـضـوءُ مـن أصـابـعـي

وأمـطـرتْ حـديـقـتـي سـحـابـةْ

*

 

(10) حـلـم آخـر

حـلـمـتُ يـومـا أنـنـي

سـادِنُ مـحـرابِ الـتـي صـارتْ تـسـمـى

نـخـلـة َ الـلـهِ بـبـسـتـانـي

وظِـلَّ  الـلـهْ

 

فـي جـسـدِ الـتـرابِ والـنـيـران ِ

والـمـيـاهْ

 

وحـيـنـمـا اسـتـيـقـظـتُ

كـانـت لـغـتـي

تـخـلـو مـن الـشـوكِ

وجـمـر الآهْ

**

 

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2073 الاربعاء 28 / 03 / 2012)

في نصوص اليوم