نصوص أدبية
أطـلِـقْ سِـراحَـكَ مـنـك .. / يحيى السماوي
طـحَـنـتْ رُحـى الآهـاتِ صـدرَكَ ؟
أنـتَ كـنـتَ رُحـاكَ ..
إنّ الـذنـبَ ذنـبُـكَ ..
كـنـتَ تـعـرفُ أنَّ عـصـرَكَ مـارق ٌ
فـلِـمَ اتَّـخـذتَ إلـى أمـانـيـكَ الـصِّـراط َ الـمـسـتـقـيـمْ ؟
الـنـارُ جـائـعـة ٌ
أتـقْـحَـمُـهـا بـعـشـبِـكَ ؟
لـسـتَ " إبـراهـيـمَ " ..
كـيـف إذنْ نـشـرتَ شِـراعَ عُـشـبـِكَ
فـي بـحـار ٍ مـوجُـهـا الـنـيـرانُ ؟
أنـتَ إذنْ :
لـنـفـسِـكَ كـنـتَ سـوطـكَ والـخـصـيـمْ
أطـلِـقْ سِـراحَـكَ مـنـكَ
أنـتَ سـجـيـنُ قـيـدِكَ والـشـهـيـدُ الـحـيُّ
يا ذا الـخـافـقِ الـطـفـل ِ الـمُـوَزَّع ِ
بـيـن فـردوس ِ الـخـيـال ِ ..
وبـيـن
واقِـعِـكَ الـجـحـيـمْ
هـا أنـتَ مـذبـوحٌ بـعِـشـقِـكَ ..
لـسـتَ بـالـجـانـي ..
ولا جـنـتِ الـحـبـيـبـة ُ ..
إنـهُ
الـزَّمـنُ الـعـقـيـمْ
مـهـمـا غـرَسْـتَ
فـلـنْ يـكـونَ حـصـادُ غـرسِـكَ
غـيـرَ مِـنـجَـلِـكَ الـهـشـيـمْ
الـدُّرُّ ..
والـدّيـبـاجُ ..
والـجـاهُ ..
الـوجـاهـةُ :
حَـصْـدُ مـنْ صـلّـوا عـلـى
سِـجّـادةِ " الـعـاصـي الـرَّجـيـمْ "
طـوَتِ الـحـدائـقُ صُـبـحَـهـا ..
وتـدثّـرَتْ
بـمـلاءةِ الـلـيـلِ الـبـهـيـمْ
فـاقـنـعْ بـحـظِّـكَ يا ابـن سـرمـكَ
مـا الـذي أبـقـتْ لـكَ الأيـامُ
غـيـر حُـثـالـةٍ فـي كـأسِ عُـمـرِكَ ؟
فـاغْـتـبِـقْ ..
قـد لا يُـتـيـحُ لـك الـدُّجـى شـمـسـا ً
إلـى
واحـاتِ مُـصْـطـبَـح ِ الـنـعـيـمْ
دعْ لـلـدُّخـان ِ يـخـط ُّ سِـفـرَكَ
فـاسْـتـحِـمْ بـالـجـمـر ِ
واشـربْ نـخْـبَ جـرحِـكَ بـاسـم ِ
مـطـمـحِـكَ الـيـتـيـمْ
لا فـرقَ فـي عـصـر الـنّـعـيـم الـسّـحْـتِ
بـيـن جـديـدِ يـومِـكَ
والـقـديـمْ
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2096 الجمعة 20 / 04 / 2012)