نصوص أدبية

يا دفء شمس الأمس / يحيى السماوي

  

أحـدو  بـأشـجـاري .. ولا مـطـرُ

وأزخُّ  أمـطـاري .. ولا شـــجَــرُ

 

زَمَّ الأسى  حـقـلـي  وكـان عـلى

رغم الـلـظـى بـالـعـشـبِ يـأتـزِرُ

 

أغصانُـهُ الـزّهـراءُ مـا نـبـضـتْ

إلآ وفَـوحُ  الـطــيـبِ يــنــتـشــرُ

 

يا دفءَ شـمسِ الأمسِ هل حدثٌ

عن  يـومِـنـا ؟ وعن المُنى خـبَـرُ ؟

 

بالأمـسِ كـنـتُ إذا وقـفـتُ عـلـى

بـابِ الـهـوى يـتـراقصُ الـحَـجَـرُ

 

عُـقـبى؟ وما العـقـبى لذي شغـفٍ

لـم يُــبْـقِ مـن  أيـامِـهِ  الــسَّــفَــرُ ؟

 

فـي كـلِّ يـوم ٍ  لـيْ  لـدى  وطـن ٍ

كـوخٌ ...  وليْ  فـي غــيـرِهِ أثــرُ

 

وهُـنـتْ خـطـايَ وكـادَ يـخـذلـنـي

رغمَ الـصباح ِ وشمـسِـهِ الـبَصَـرُ

 

تـرثـي قـنـاديـلـي ضُـحـى مُـقـلي

ويـفــرُّ  مـن  أحـداقـيَ الــقــمَــرُ

 

والدربُ ـ رغمَ الـجمـرِ ـ أغـنـيـةٌ

عــذراءُ لـم يـنـبـضْ  لـهـا  وتـرُ

 

مـا لـلـعــراقِ الـفـحـلِ  ذُلَّ ولـمْ

يغـضبْ ويشـهرْ سـيـفَـهُ الـظـفَـرُ؟ُ

 

بالأمـسِ كـان سِــلالَ عـافــيــة ٍ

خضـراءَ يـنـعـسُ حولها الـنـظـرُ

 

والــقــومُ : أهـلٌ  فـي مـودَّتِـهـم

كــلٌّ بـهِ ـ مـن نــشــوة ٍ ـ خَـدَرُ

 

يبُسَتْ ضـروعُ العـشقِ فـيهِ فما

معنى الهوى إنْ  حُـرِّمَ الـسَّـمَـرُ ؟

 

لقد اختصرتُ العـمـرَ من زمن ٍ

لو أنّ عـمرَ الـنـفـي  يُـخـتـصَـرُ !

 

تـنـأى عـن الأحـبـاب قـافـلـتـي

قـسـرا ً  فــيـغـدو  ذلَّــة ً كِــبَــرُ

 

يا خـبـزَ أمي : هـل سـيجـمعُـنا

صحنُ الـعـشـاءِ فـيعذبُ العُـمُرُ ؟

 

يـمشي لهيبُ الـشوقِ في جـسـدٍ

أضـنـاهُ ـ فـرط تـشـرّدٍ ـ  خَـوَرُ

 

كيف السماوةُ ؟ كيف " قِـشـلـتُهـا ؟*

و الـمجـدُ  والوركاءُ والخُضُرُ " ؟

 

ليْ نـاقـةٌ فـيـهـا .. ولـيْ جَــمَـلٌ

وعـلى مـساربِ جـسـرِها فِـكَـرُ

 

**

 

يـا أيـهــا الـمـاشـي وفـي  دمـهِ

يـمـشي الـفـراتُ وطِيـنُهُ العَطِرُ

 

يـا حـامـلا ً فـي قــلـبِـهِ وطـنـا ً

طِـفـلا ً يحفُّ دروبَـهُ الـخـطـرُ

 

حـتّـام تـرجـو وصْـلَ جـاحِـدة ٍ ؟

فاهجـرْ إذا الأحبابُ قد هـجـروا

 

يا سـائـلي هجرا ً: متى هـجَـرَتْ

مُـقَـلَ السـماءِ نـجـومُهـا الـزُّهُـرُ ؟

 

لـولا الـعــراقُ  أكـان أورَثـنـي

شـــرَفـا ً  أبٌ  بـثـراهُ   مُــدَّثِـرُ ؟

 

أنا ما هـرقتُ الـعـمـرَ مُـغـتـربـا ً

لِـيُـزيـن عـقـدي التـبـرُ والـدُّرَرُ

 

لـكـنـهُ : حَـتـمُ  الـغـريـقِ  رأى

طـوقـا ً ويـدري  أنـهُ الــشَّــرَرُ

 

سـاط الـدُّجى عينا ً قد اكـتحَـلتْ

بالـدّمـع ِ .. فـيها من أسىً حَـوَرُ

 

لـلـجـاهــلـيّـةِ ـ فـي مـرابـعِــنـا ـ

صَـنـمٌ وتحـتَ ضـلـوعِــنـا إبَـرُ

 

أبطالُ نـصـفِ الليلِ ما شـرُفـتْ

بـقـبـيـلِـهِـم قـحـطـانُ أو مُـضَـرُ

 

قـومٌ  إذا  وعـدوا فـقـد نـكــثـوا

عهـدا ً.. وإنْ قاموا فـقـد غـدروا

 

شــاصَـتْ أمـانـيـنـا وأثْـكَـلـهــا

نـذلٌ .. لــهُ مـن مِــثـلِــهِ زُمَــرُ **

 

 

 

دمشق 22/9/1995

من ديوان " هذه خيمتي فأين الوطن " الصادر عام 1997

 

......................

* من أحياء ونواحي مدينة السماوة

** النذل : المقصود به صدام حسين

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2144 الخميس  07 / 06 / 2012)

في نصوص اليوم