نصوص أدبية

قِـدّيـسـة الـشـفـتـيـن / يحيى السماوي

 أشـرقـتْ شـمـسـان ِ  ..

شـمـسٌ خـضَّـبَـتْ بالـضـحـكـةِ الـعـذراءِ  أوتـارَ الـرَّبـابـةِ

فـاصـطـفـاهـا الـقـائـمـون إلـى صـلاةِ العـشـق مـئـذنـة ً ..

وشـمـسٌ نـورُهـا الـصّـوفـيُّ

أكثـرُ خـضـرةً مـن بُـردةِ الـفـردوسِ ..

أسـرى بيْ شــذاهـا  نـحـو مـمـلـكـةِ الـرّحـيـقْ

 

فـأنـا بـهـا  :

الـمُـتـهَـجِّـدُ ..

الـضـلّـيـلُ ..

والـحُـرُّ الـمُـكـبَّـلُ بـالـهـوى الـقِـدّيـسِ ..

والـعـبـدُ  الـطـلـيـقْ

 

والـمُـقـلـةُ  العـمـيـاءُ

والـقـدَمُ  الـمُـخـضَّـبُ بـالـبـريـقْ

 

وأنـا الـلـهـيـبُ  الـبـاردُ الـنـيـرانِ ..

والـمـاءُ  الـذي  أمـواجُـهُ

تُـغـوي بـسـاتـيـنَ الـلـذائـذِ بـالـحـريـقْ

 

أهيَ الطـريـقُ إلى الـمـزيـدِ مـن الـفـجـائـع ِ ؟

أمْ  هيَ الـفـردوسُ ؟

لـسـتُ اللهَ ..

كـيـف إذن سـيعـرفُ ما نهـايـتُـهُ الـغـريـقْ ؟

 

الـوردُ للـشُّـرُفـاتِ ..

والصفـصافـة ُ الـشـمـطـاءُ لـلـتـنّـور ِ ..

والـمـاءُ  الـسُّـلافـةُ  لـلـفـراشـة ِ ..

أنجـدي حلّاجَـكِ الـمحكـومَ  بـالـصَّـلـبِ الـمـؤجَّـل ِ ..

أنـجـديـهِ

عـسى يـنـشُّ الـسَـعْـفُ عـن صحـن الـفـراتِ  الجـوعَ  ..

والـقـنـديـلُ  في  ديـجـور ِ دجـلـة َ  يـسـتـفـيـقْ

 

الماءُ أعْـطـشـني

فهـل ليْ مـنْ  ســرابِـكِ  رشـفـة ٌ  تُـحْـيـي رمـادَ  غـدي ؟

الـشـواطـئُ أوصـدتْ أنـهـارَهـا ..

والـنـبـعُ فـرَّ ..

ولـيـس مـن حَـبْـل ٍ  لأدْلـوَ مـن سـلافـةِ  بـئـرِ  واديـكِ الـعـمـيـقْ

 

أوَلـسْـتِ مَـنْ بـعـثـتْ رمـادَ  هـشـيـم ِ مـائـدتـي

وأيـقـظـتِ الـرَّبـابـة َ  مِـن عـمـيـقِ سُـبـاتِـهـا

فـاخـضـرَّ بـعـد يـبـاسِـهِ حَـجَـرُ الـطـريـقْ ؟

 **

 

ضَـفَـرتْ مـن الـقُـبـلاتِ بـاقـة َ وردِهـا شـفـتـي

تـلـيـقُ بـمـبـسـمَـيْـكِ

 

مَـنْ لـيْ بـمـعـجـزةِ " الـبُـراقِ " الان

يـحـمـلـنـي إلـيـكِ ؟

 

لـولاكِ مـاعـرفَ الـهـديـلَ

ولا ازدهـى بـقـطـافِـهِ والـظِـلِّ أيْـكـي

 

ولـمـا كـفـرتُ بـكـأسِ  أمـسـي

حـيـن  ألـقـى بـيْ غـدي  مـن شـرفـةِ الـمـاضـي

عـلـيـكِ

 

لأكـونَ حارسَــكِ الـمُـدجّـجَ بـالـنعـاسِ ..

الـمُـسـتـجـيـرَ من الـلظى

بـسـريـرِ  وردٍ  في حـدائـق مـقـلـتـيـكِ

 

مَـنْ لـيْ بـريـح ٍ  تـسْــتـحِـثُّ سـحـائـبـي

فـتـزخُّـنـي

قُـبَـلا ً عـلـى شــفـتـيـكِ  آسرتي الـبـتـولَ ؟

الـعـمـرُ مـرَّ  سـوى حُـثـالـتِـهِ  ..

فـمـدّي لـلـغـريـق ِ الـطـوق َ ..

آن تـرجُّـلـي عـن صـهـوةِ الأرض ِ ..

افـرشـي لـيْ بُـردة ً مـن عـشـبِ حـقـلِـكِ ..

جـهِّـزي لـطـريـدِ جـنَّـتِـكِ  الـنـذورَ

ووسِّـديـهِ سـاعـديـكِ

 

لـيـقـومَ  بـعـد الـمـوتِ  يـا قِـدِّيـسـة الـشـفـتـيـن ِ  

فـيـكِ !

 **

 

16/6/2012

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2153 السبت 16/ 06 / 2012)

في نصوص اليوم