نصوص أدبية

فـرشاة نـبـض / يحيى السماوي

 

 

جـئـتِ بـالـخـضـرةِ لـلـبـسـتـانِ ..

والـمـوجـةِ لـلـنـهــر ِ ..

وبـالـرّيـح ِ إلـى أشـرعـةِ الـمُـبـحِـر ِ ..

والـنـور ِ لـكـهـفـي  ..

والـمـواويـلِ  لـصـمـتـي وسُـبـاتـي

 

وأعـدْتِ الـزَّمَـنَ الـضّـائـعَ  لـلـطـفـلِ / الـفـتـى / الـكـهـل ِ الـذي خـرَّ قـتـيـلا ً

قـبـلَ أنْ يُـنـجـِبَـهُ رحْـمُ الـحـيـاة ِ

 

أنـا يـا طـاهــرةَ الآثـام ِ

شُــيِّـعْـتُ شـهـيـدا ً فـي حـروبِ الـعـشـقِ ..

واسْـتـبْـكـى مـواويـلـي :

نـخـيـلـي ..

وعـصـافـيـري ..

وطـيـنـي ..

وفُـراتـي !

 

الـهـوى مـنْ دُبُـر ٍ قَـدَّ سـفـيـنـي ..

والـدُّجـى مـن قُـبُـل ٍ قَـدَّ شـراعـي ..

فـاصْـطـفـاكِ الـلـهُ  لـيْ طـوقَ نـجـاة ِ !

 

أنـتِ غـيَّـرْتِ فـصـولـي  :

لم يـعـد يـقـرَبُـهـا  ثـلـجُ شـتـاءٍ

وأعـاصيـرُ  خـريـفٍ

ولـظـى صـيـفٍ ..

وغـيَّـرتِ مـواعـيـدَ طـلـوع الـشـمـسِ فـي يـومـي ..

وأوقـاتِ حـدوثِ الـجـزْر ِ والـمـدِّ  لأمـواج ِ قـصـيـدي ..

و مـواعـيـدَ صَـلاتـي

 

وتـضـاريـسَ جـبـالـي ... وسـفـوحـي ..

وحـقـولـي .. وسـهـوبـي ..

وفـلاتـي

 

فـخُـذي بـيْ  لـلـغـدِ الـمـأمـولِ ..

مـادُمْـتِ تـعَـمّـدتِ نـشـوري حـيـنـمـا أحْـيَـيْـتِـنـي

بـعـدَ مـواتِ  :

 

أكـملي دورَكِ  يـاصـوفـيّـة َ الـلـذاتِ

في

رسـم حـيـاتي

 

فـأنـا

لـولا  هـواكِ الـوشـمُ

لـنْ تُعْـرَفَ ـ  لـو ضِعـتُ ـ  صِـفـاتي

 

إنـنـي  بـتُّ غـريـبَ الـطّـبْـع ِ

لا تُـشـبـهـنـي ـ قـبـل انـبـعـاثـي فـيـكِ ـ ذاتـي

 

دفـتـري :

كان سـريـرٌ فـي كهـوفِ الـلـيـل ِ ..

والـكأسُ دواتـي

 

خـمـرتـي جَـمـرُ لُـهـاثٍ

أنـضَـبَ الـحـرفَ بِـزِقِّ الـكـلـمـاتِ

 

فـانـقـذيـنـي

مـن بـقـايـا نَـزَواتـي

 

ومـتـاهـاتِ  فـتـوحاتِ حِـصـانـي الـفـحْـل ِ

فـي مُـشْـتـجَـر ِ الـطـيـش ِ ..

وسـوح ِ الـشّــهَــواتِ

 

حَـطِّـمـي في  كـعـبـتـي :

" عُـزّايَ "  يـاقِـدّيـسـة َ الـفـأسِ ..

و " لا تـي " ..

 

واشـفـعـي لـيْ  يـومَ لا يـنـفـعُ :

ثـغـري غـيـرُ ثـغـرِكْ ..

وسـريـري غـيـرُ خِـدْرِكْ ..

وضـلـوعـي غـيـرُ صـدرِكْ ..

وشـراعـي غـيـرُ بـحـرِكْ

ورحـيـقـي غـيـرُ عـطـرِكْ ..

وذراعـي غـيـرُ خـصـرِكْ ..

وسـطـوري غـيـرُ حـبـركْ ..

وتـراتـيـلـي إذا لـم تـتـخـذ مـنـكِ صـراطـا ً طُـرقـاتـي

 

طـوّبـيـنـي :

سـادِنـا ً لِـلـخـدر ِ ..

فـلّاحـا ً فُـراتـيّـا ً لِـروضِـكْ ..

غـيـمـة ً عـذراءَ لا تـنـزفُ إلآ فـوقَ أرضِـكْ ..

وسـأرضـى :

لـكِ كُـلّـي ..

وأنـا 

لـيْ بـعـضُ بـعـضِـكْ ..

فـأنـا الـقـانـعُ مـن كـلِّ فـراديـسِـكِ بـالـشـوكِ

ورمـل ٍ وحـصـاة ِ

 

فاشـهـدي  ـ يـا  حُـجَّـةَ الـلـهِ  ـ عـلى  تـوبـةِ قـلـبٍ

لـم يـكـن يـقـربُ مـن قـبـلِـكِ

مـحـرابَ  صـلاة ِ

 

لـيـس إلآ نـبـض فـرشـاتِـكِ

يُـسْـري لـلـفـراديـس ِ بـجـثـمـان ِ

رُفـاتـي  !

 

***

أديليد 10/7/2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2177 الثلاثاء 10/ 07 / 2012)


في نصوص اليوم