نصوص أدبية

المحاورات (1) / أحمد الحلي

أنت

حاديَ ركبِ القافلةْ

أيها الرجلُ ... القابلةْ

قبلكَ ،

كانت الكلماتُ

أفاعيَ في جلابيبِ الحُواة

فأحلتها – بأناة بصيرتك – قمحاً

يأكل من رغيفه

جياعُ الحقيقةْ !

 

أرسطو

من أين لبصري الكليلْ

القدرةُ على الإحاطةِ

بكل جبروتِ عقلكَ المتفرَّدْ

كالشمسِ في عُلاها السماوي المتوقّدْ

ممتطياً

أعلى صهواتِ المجدِ

تبقى وحيدا !

 

غاليليو

أيُّ حصادٍ مُرً ولعنهْ

جلبوها لأنفسهم أعضاءُ المحكمةِ الموقّرة

حينَ اقتادوا قسراً

جلالَ كهولتك النبيّةِ

من أجل أن تُواري فكرهْ

آذنت – برغمهم –

بمولدِ عصرِ النور !

 

الغزالي

كمْ هي قاحلةٌ وموحشة

تلك الصحاري التي

لا يجدُ العابرون فيها

واحةَ ماءْ ،

يا نبراس الهُداة

دعِ المتحذلقين الغُواة

ينشرون حولهم

أحابيلَ لغوهمْ

وارتعْ بفيء سدرتك الفرعاء

فأشجارهم مهما

تبرعمت عنها الغصون

لن تترك على الأرض إلاّ

ظلالاً عارية !

 

أبو نؤاس

أذبتَ الحياةَ في كأسٍ

وشربتها ...

حتى الثَمالة

جعلت من ذاتكَ

قرباناً للصدقِ

فرجموك ،

لكي يصرفوا أعينَ الآخرين

عن عيوبهم المستترة !

 

الخليل ( الفراهيدي)

لموسيقى الحرفِ في أُذنيك

جرسٌ لا تدانيه عذوبة

كم لأجله طوفتَ

بسفينتكَ السكرى بعيدا

تحدوك لمجاهل الأُفق

جنياتُ الماءِ

أيها الساحرُ الذي

استطاع إحتباسَ البحار

في قارورة !

 

المتنبي

لو أن زوبعةً

اختارتْ أن تؤدي

دورَ إنسانٍ

لاختارت أن تكونكْ

أيها المستيقظُ مع أول صهيلٍ

لان فيك من السجايا

ما لم يكن فيهم

ولم ترتضِ على أبواب السلاطين

إن تُستباح كرامةُ الكلمةْ

تألبوا عليك

وعدُّوك غريبا !

 

المعرّي

أمنَ العدلِ أن تحسبَها جناية *؟

تلك التي أضحت بفم الزمان

أغنيةً وحكاية !

لعينيكَ المغمضتين

الضوءُ الذي

ليس لأعين المبصرين

أيُّ جرمٍ هذا الذي

اقترفته يداك

بحق أوثانهم المتكرّشة * ؟

حين دعوتَ إلى سُمنة الروح

من خلال هُزال الجسد !

 

ماركس

شيءٌ واحدٌ

فات نباهتكَ أيها المبجَّلُ

هو أن العالمَ

ربما يكون أكثرَ بدانةً

من الثوبِ الذي

صنعت !

 

......................

* الإشارة هنا إلى البيت الشعري الذي أمر المعري أن يُكتب على شاهدة قبره وهو ؛

هذا جناهُ أبي عليَّ     وما جنيتُ على أحدْ

* الإشارة هنا إلى الصراع المرير الذي خاضه المعري مع داعي الدعاة الفاطمي، الذي كان له نفوذ وسطوة على أجزاء كبيرة من بلاد الشام آنذاك، لا سيما وأنه اتهم المعري بالزندقة والخروج عن الملة ، بسبب امتناعه عن أكل اللحوم .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2270 الجمعة 09 / 11 / 2012)


في نصوص اليوم