نصوص أدبية

أربـع ومـضـات خـافـتـة

yahia alsamawiأتـعـبـني الصّراخُ في برِّيَّـةِ الصَّـبـرِ

فـقـرَّرْتُ ارتِـداءَ بُـردةِ الـسـكـوتْ

 


 

أربـع ومـضـات خـافـتـة / يحيى السماوي

 

(1)

تـعِـبَـتْ مـن صُـبـحِـهـا الـشـمـسُ

فـألـقـتْ بُـردةَ الـضـوءِ الـى كـهـفِ الـغـروبِ

 

وخـيـولـي تَـعِـبَـتْ مـن وَهْـمِ نـصـري

فـي حـروبـي

 

والـرُّحـى أتْـعَـبَـهـا طـحْـنُ شـعـاراتِ "ولاةِ الأمـرِ"

بـالـبـيـدرِ والـمـاءِ الـعـذوبِ

 

شـجَـري بـاتَ بـلا ظِـلٍّ

وأغـصـانـي يـتـيـمـات الـعـنـاقـيـدِ

ومـاعـادَ أنـيـسَ الـلـيـلِ قـيـثـاري وكـوبـي

 

 

لا خُـطـىً لـيْ ...

كـيـفَ أجـتـازُ الـمـسـافـاتِ وعُـكّـازي ضـريـرٌ

والـمـتـاهـاتُ دروبـي؟

 

كـلُّ ذنـبـي أنـنـي دون ذنـوبِ

 

فـاعـصـفـي مـاشِــئـتِ يـانـيـرانُ بـيْ

إنَّ رمـادي لـم يـعـد يـخـشـى ثـعـابـيـنَ الـلـهـيـبِ

 

فـأنـا قـرَّرْتُ أنْ أنـتـحـرَ الانَ

فـأحـيـا

دون شِـعـرٍ يـاحـبـيـبـي

***

 

(2)

يـا سـادتـي الـذيـن مـنـهـمْ

يـخـجَـلُ الـخـَـجَــلْ

 

الـخـيـبـريُّـونَ اسـتـبـاحـوا بـيـتـنـا ...

واغـتـصـبـوا نـسـاءنـا ...

وحَـوَّلـونـا فِـرَقـا ً بـاسـم ِ تـعـالـيـم ِ

"أبـي جَــهَــلْ"

 

كـفـاكـمُ الـدَّجَـلْ

 

كـفـاكـمُ الـتـنـقـيـب فـي مـقـبـرة ِ الـمـاضـي

عـن الـشـهــودِ

فـي "مـعـركـةِ الـجَـمَـلْ"!

***

 

(3)

يـا وطـنـي الـمـرسـومَ فـي خـارطـةِ الـعـالـم

كـالـتـابـوتْ

 

الـقـحـطُ فـي الـحـقـولِ والـدمـاءُ فـي الأنـهـارِ

والأحـزانُ فـي الـبـيـوتْ

 

مـاحـاجـةُ الـظـامـئِ لـلـبـحـارِ

والـجـائـعِ لـلـيـاقـوتْ؟

 

أتـعـبـنـي الـصّـراخُ فـي بـرِّيَّـةِ الـصَّـبـرِ

فـقـرَّرْتُ ارتِـداءَ بُـردةِ الـسـكـوتْ

 

خـشـيـةَ أنْ أمـوتْ

 

لـو قـلـتُ إنَّ داءنا أسـبـابُـهُ جـمـوعُـنـا الـخـرسـاءُ

لا الأقـدارُ والـطـاغـوتْ

***

 

(4)

قَـصُّـوا فـمَ الـصَّـعـلـوكِ

خـشـيـةَ أنْ يـقـولَ لِـصـاحِـبِ "الأمـر الـمـقـدّسْ"

 

لـو لـم تـكـنْ كـالـصَّـخـرِ أخـرسْ

 

لـم تـجـعـلِ الـمـتـحـدِّثَ الـرسـمـيَّ بـاسـمِ الـعـرشِ

سـيـفـكَ والـمـسـدَّسْ

 

في نصوص اليوم