نصوص أدبية

رسالة الى حبيبتي

ata mansourمـا أنتِ إلّا سـماءٌ حينَ تَمطُرُني

غَـيـثٌ يُـقــالُ ولا يَــعـنـيهُـمُ غَــــرقي

 


 

رسالة الى حبيبتي / عطا الحاج يوسف منصور

 

لا تـنـثري الـوردَ ذِكـراهُ على ورقـي

شـوكٌ وعِـطرٌ غـفـا بالـوجدِ في طُـرُقي

 

لا تـنـثُري الـوردَ كان الـوردُ اُغنـيتي

لـيـلاً تَـعـرّى على إيـقـــاعِها شــبـقي

 

فـي ظِـلّـهِ سَـلَـبَـتْ والـجَلـدُ لـذتُها

أحـلى لـيالي الهوى المشـبوبِ بالارقِ

 

نشـوى تـنامُ وخـيطُ حـالَ يفصِلُها

ما بـينَ بينٍ لـيغـدو الـحُـبُ كالـشـفقِ

 

نـيرونُ أحرقَ رومـا عـند نـشـوتهِ

كي تَـسـتـفيقَ على الآهـاتِ والحُـرَقِ

 

يا أنتِ يا عُمُري الماضي ويا زمناً

شَـــرِبتُ مِـنهُ ولَـمّا زالَ فـي رَمَـقـي

 

للآنِ تـنـتابُـني جــمراً لـواذِعُـهُ

ما بـانَ بـانَ وبـاقـيها على الحَــدَقِ

 

مـا أنتِ إلّا سـماءٌ حينَ تَمطُرُني

غَـيـثٌ يُـقــالُ ولا يَــعـنـيهُـمُ غَــــرقي

 

ناشَـدتُكِ اللهَ يا بغـدادُ في رجـلٍ

أعطاكِ صَـفواً ولمْ يأخـذْ سـوى الرَنَقِ

 

أنْ تُـنصفيهِ ولو في قُبلةٍ عَرَضاً

كي يرسُـمَ الصبحَ نوّاراً على الافُــقِ

 

ناديتُ بغــدادَ يا بغـدادُ يا حُـلُماً

هلْ عنـدكِ اليومَ ما ارجــو لِمُنطـلقي

 

هل عنـدكِ اليومَ ما يُصبي كفاتنةٍ

يُـســـبِّــحُ اللهَ فـيـــها رائـــقُ الالـــقِ

 

كي اُطفِئَ الظمأَ الموسومَ في شـفتي

شـوقاً واُسْـرِجَ قـنـديلي مـن الـعَـبَـقِ

 

يا أنتِ يا حُـلُماً مُـذْ كُنتُ في صِغري

اراكِ عُــرســي فـآلَ الـحــظُّ لـلـنَـزِقِ

 

بـغـــدادُ بـغــــدادُ آمـالي كـقـافــلةٍ

طـالَ الطريـقُ عليها فهيَ في رَهَـقِ

 

ما هكـذا انتِ يا مَنْ كُنـتُ أعـرفُـها

صُـبحـاً تـلألأَ بـالافـراحِ في الـغَـسَـقِ

 

تُـجرجرينَ ذيـولَ الـوهنِ قـانِعَةً

بـينَ اللصـوصِ معَ الخـيباتِ والفَـرَقِ

 

ما هكذا كُنتِ يا بغـدادُ ذا زمنٌ

بـهِ اســتَـرقّـكِ أبـنـاءٌ بــــلا خُــلُـقِ

 

للـعابـثـينَ اراكِ اليـومَ صاغِـرةً

وقـدْ أتـوكِ ولـمْ يُـبقوا على الطَـبَقِ

 

مأواهُـمُ صِـرتِ هـذا ما يُعذبني

هاهُمْ تَـخَـلّـوُا وعـافـوكِ بـمُـنزلَـقِ

 

إنّـي لأبكيكِ يـا بغـدادَ مِنْ زَمنٍ

مُـنـذُ ابـتُـليتِ وقبل اليومِ بالـعَــلـقِ

 

دبّوا اليكِ دبيبَ النملِ في جُننٍ

قـدْ موَّهوها وكلُّ الغايِ في الـدَبَـقِ

 

فإنْ سَـكَتِ عليهم صِرتِ في خبرٍ

وسـوفَ تبقينَ في بلواكِ في نفـقِ

 

ناديتُ بغـدادَ يا بغـدادُ لسـتُ ارى

في الافــقِ بارقـةً في عـاجــلٍ وثـقـي

 

أني على العهدِ لم اخذلكِ لو سنحتْ

بعض الظروف وهذا العهدُ في عُـنُقي

 

إذا عـثرتِ على المنصورِ ثانيةً

افـديكِ بالعُـمرِ مثـلَ الـحُـبِّ لـــمْ أذُقِ

 

بـهِ اعيـشُ وفيه نـيلُ اُمـنيتي

فـالامرُ مـا عـــادَ للأفـــاكِ والـمَـذِقِ

 

الدنمارك / كوبنهاجن      

الاثنين في 16 مايس 2016 

 

في نصوص اليوم