نصوص أدبية

عطا يوسف منصور: حديثُ المرايا

ata mansourماذا تُفَكّرُ حينَ تَتْمرأى

أماميْ أيها الرجلُ الكليلْ؟!

 


 

حديثُ المرايا / عطا يوسف منصور

 

قالتْ أراكَ وأنتَ قُربيَ واجِمَاً

تَتَفحصُ البصماتِ

في وجهي الصقيلْ

قُلتُ الهوى والشوقُ

قدْ مَرَجا ظلالي

بينَ تَفْريطيْ واِفراطيْ

وذا عِبءٌ ثقيلْ

قالتْ هوَ العُمْرُ اِذاً

يَمضيْ ولا تدريْ لِأينْ

قُلتُ المُنى تمضي بصاحِبِها

ولا يَدري

الى حينِ الرحيلْ

قالتْ أجَلْ

هذي هي البصماتُ

تُعلِنُ أنَّ شَمسَكَ

تَرتديْ ثوبَ الاصيلْ

ويديكَ حينَ تَشُدّني

ما عادتا تقوى

ومِنْ قَبلُ

أحِسُّ برعشةٍ

تسري مَعَ الدِفئِ

ولا يَعنيكَ مِنْ أمري القليلْ

إذْ ينتهيْ الامرُ

بتعديلِ القيافةِ

والملابسِ في مَكبٍّ للغسيلْ

وأنا الحبيسةُ

بينَ زاويةٍ تَبلّلَ وجهُها

متروكةً في حيرةٍ

فما اعتذارُكَ

والعِتابُ لِمَنْ

وبيْ شجنٌ

أ تترُكني وتبحثُ عنْ بديلْ

للآنِ أذكُرُ

حينَ ساومتَ على سِعري

[المراياتي]

وكُنتَ غَمزتني

وأشرتَ لا أبغيْ البديلْ

لِتَعُودَ بيْ

للبيتِ

في حِضنٍ تمَنتْهُ رفيقاتي

معَ السفرِ الطويلْ

واليومَ أنْتَ كما أرى

مُتجهماً

ماذا تُفَكّرُ حينَ تَتْمرأى

أماميْ أيها الرجلُ الكليلْ؟!

فأجبتُها

إنّيْ وحَقّكِ مُخلصٌ

ولكِ أقولُ

وما أقولُ هو اعترافٌ

للحبيبةِ

ظلَّ مَحبوساً بطيّاتِ السنينْ

فإذا تطاوَلَ هكذا حُبيْ أنا

هذا أنا

سأُجيبُ يا أحلى مرا يا

يا مرايايَ

بوجهكِ كمْ وكَمْ

عُدْتُ بذاكِرتي

وأحلامي الى الزمنِ الجميلْ

 


الحاج عطا الحاج يوسف منصور  

الدنمارك / كوبنهاجن

الثلاثاء في 15 / تشرين ثاني / 2016

 

في نصوص اليوم