نصوص أدبية

يـا نـور ديـن الـودّ

الـى صديقي الشاعر د. نور الدين صمود: صدىً لقصيدته

 "يحيى السماوي" التي أكرمني بوسامها

yahia alsamawi

يـا نـور ديـن الـودّ / يحيى السماوي

 

قالـوا تـصَـوَّفَ .. قـلـتُ لـيـسَ تـصَـوُّفـا

لــكــنَّ قــلــبـي ـ فـي هــواهُ ـ تـعَــفَّــفــا

 

رَضَـعَ الــنـدى طِـفـلاً وحـيـن فـطـمْـتُـهُ

كـان الـهـدى  نـبـضـاً لــهُ والـمُـصْـحَـفـا

 

يـا صـاحـبـي وأخـو الــتـقـى مــن طـبـعِـهِ

لا يــنــتــقـي لــلـقــلــبِ إلآ الـمـصـطـفــى

 

لـيْ ـ مـثـلُ كـلِّ الـعـاشــقــيــنَ ـ حـبــيــبـةٌ

قـنـديـلُـهـا رغـمَ الـعــواصِـفِ مـا انــطـفــا

 

هيَ لـيـسـتِ " الـعُـزّى" ولـسـتُ بِـمُـشْـركٍ

والـخِـدرُ لـم يـكـنِ " الـعــتـيـقَ الأشــرَفـا " (1)

 

لـكــنـهــا ـ في الـقـلـبِ ـ كـعــبــةُ عـاشِــقٍ

إنْ زرتُ واديــهــا حَـجَـجْــتُ مُــطَــوِّفــا

 

فكأنـني فـي الـطهـرِ " زمـزمَ " أو " مُـنـىً "

وكـأنـهــا فـي الـعَـفِّ " مَــروةُ والـصَّــفــا " (2)

 

طـفـلانِ .. نـبـتـكـرُ الـغـريـبَ مـن الـدُّمـى

ونــقُــدُّ مـن صـخــر الــعَــواذِلِ مِـعــزَفــا (3)

 

تـشــدو فــيُـغــفِــيـنـي رحــيــقُ هــديـلِـهــا

ويُــفِــيــقــنـي لــثــمٌ ... فـأصـحـو مُــتــرَفــا

 

طـفـلانِ .. مـا سَــكـرا .. ولـكـنْ أسْــكَــرا

كـأسَ الـهـوى ـ  يـومَ الــلــقــاءِ ـ وأتـحَـفــا

 

يــتــسـابــقــانِ مـع الــلــذاذةِ ... كــلَّــمــا

وصــلا: أعـادا فـي الــســبـاقِ وأسْــرَفـا

 

فـرشــتْ لـيَ الـوردَ الــشــفــيــفَ مـلاءةً

وأنـا فـرشــتُ لـهـا جــفــونـي شــرشــفــا

 

لُــذنــا بِـدِفــئَــيْــنـا عَــشِــيـَّـةَ أمــطـرَتْ

بَــرداً ســـمـاءٌ ... والــفــضــاءُ تـكـهَّــفــا (4)

 

ألـقـى بـمـعـطـفِـهِ عـلــيـهــا فـاكـتـفــتْ

وعـلـيـهِ ألــقــتْ دفءَ نــهــدٍ فـاكــتـفـى

 

مُـتـوَضِّـئـاً  بـزفـيـرِهـا صَـلّـى الــدُّجـى

وأطـالَ فـي تـســبــيـحـِهِ حــتـى غــفــا

 

فـأفـاقَ والــقــنـديــلُ أغــمَــضَ نـورَهُ

والـشـمسُ قـد نـسَجَـتْ لِـشاتٍ مِـعــطـفـا (5)

 

سَــكـنـتْ حـرائـقــنـا ... ولـكـنْ لــيــلُــنــا

وســريــرُنـا ـ فــرطَ الـعــنـاقِ ـ تـرَجَّــفــا

 

نـغـفـو فــيـسـتــرُنـا الـدُّجـى عــن أعــيـنٍ

تـغــتـاظُ لــو أنَّ الـهُــيــامَ بــنــا احْــتــفـى

 

كـمْ سَــبَّــنـي فـي عـشــقِـهــا مَـنْ رأسُــهُ

مـا كـان مِـن  نـعــلـي أجَــلَّ وأنــظــفــا

 

نـذلٌ لــهُ فـي الــمُـخــزيـاتِ بــضــاعــةٌ

فـإذا اســتـطـابَ الـطـهــرَ كـان تـكـلُّــفــا

 

يا " نـورَ دِيـنِ " الـودِّ هـلْ خَـبَـرَ الـهـوى

إلآ الــذي عـاش الــصَّـــبــابــةَ مُــدنَــفــا؟

***

عُــدنـا الـى حــيــثُ الــنـخــيــلُ مــآذِنٌ ..

فـإذا الـنـخـيـلُ عـلـى فُــراتَــيــهِ انــكـفــا

 

لا الـجـسـرُ تـقـرَبُـهُ الـمـهـاةُ .. ولا شــدا (6)

عــنــدَ الــرصـافـةِ مُــسْــتــهــامٌ شُـــنِّــفــا

 

مـا أخْـلــفَ الــوَعْــدَ الـخـلــيــلُ وخِـلُّــهُ

يـومـاً .. ولـكــنَّ "الـخـلـيـفـةَ" أخـلــفــا

 

فـي كــلِّ حـزبٍ فـي الـعـراقِ " خـلـيـفـةٌ "

زادَ الــخِــلافــةَ والــعــراقَ تــخــلُّـــفـــا

 

يــتــنــاطـحـونَ عــلــى فُــتـاتِ ولــيــمــةٍ

كــلٌّ  أعَــدَّ مُـــلـــثَّـــمــاً .. ومُــسَـــيَّـــفــا (7)

 

جَـزَّتْ نـواصِـيَـهـا الـكـرامـةُ  واســتـحـى

مــن يــومِــنــا غــدُنــا ... رآهُ مُــزَيَّـــفــا

 

يـا " نـورَ دِيـن الـودِّ " قـدْ وَسَّــمْــتــنـي

شَــرفـاً فـزدتُ بـمـا وسَــمْــتَ تـشــرُّفــا

 

أزْلَـفْــتـنـي  مـن نـهـرِ شِــعـركَ فـانـتـشــى (8)

قــلـــبٌ أبـى غــيــرَ الــيــقــيــنِ تــزَلُّــفــا

***

 

أديليد لأربعاء 19/4/2017

.....................

(1) البيت العتيق: من أسماء الكعبة المشرفة

(2) العفّ: العفاف

(3) الـقـدُّ : شقُّ الشيء طولاً وتقطيعه .

(4) تكهّـفَ: أصبح كالكهف ـ كناية عن الظلام

(5) الشات: الداخل في الشتاء / البردان

(6) إشارة الى بيت علي بن الجهم:

عيون المها بين الرصافة والجسر

جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

(7) المسيّف: حامل السيف ـ إشارة للميليشيات

(8) أزلفتني: قرّبتني .

 

 

في نصوص اليوم