نصوص أدبية

شهوات بريئة

اشتهي رؤيةَ اصدقاءٍ احبُّهم

وأُحبُّ حواراتِهم الصاخبة

saad jasem

شهوات بريئة / سعد جاسم

 

الآنَ ...

تشتعلُ الذكرى

وتتعالى الى أَقصى تجليّاتِها

والحنينُ يتصاعدُ

حتى اعالي المنافي

التي شابَ عُشْبُهُا

ببياضِ الثلجِ

والوحشةِ الغامضة

الآنَ ...

أَشتهي اغنيةً جنوبيةً

وشاياً عراقياً

في مقهى (حسن عجمي)*

أَشتهيهِ ثقيلاً ومُهيّلاً

ومن يدِ العمِّ (ابو داوود)**

وهو يختالُ بشاربهِ العثماني

وبضحكتهِ المتعاليةِ

لهُ الفردوسُ

وعلى روحهِ السلام

 

والآنَ كذلكَ ...

اشتهي رؤيةَ اصدقاءٍ احبُّهم

وأُحبُّ حواراتِهم الصاخبة

حولَ قصيدةِ النثرِ

وعصرِ الروايةِ والسينما

ومابعدِ بعدِ الحداثةِ

وموتِ المؤلفِ

وصداعِ الحضاراتِ

وأوهامِ جلجامش

وعشبتهِ الضائعة

وعن غيابِ الحريّةِ

والموتِ اليومي

والطائفيةِ المريرة

والعولمةِ الذئبية

وجنوناتِ ترامب

ووحشيةِ داعش

واللصوصِ الذينَ نهبوا البلادَ

هُمْ وسياسيو الصدفةِ السوداءِ

والزمنِ الاغبر

 

وكذلكَ اشتهي الآنَ

أَنْ ارى إمرأَةً

كانتْ لاتعرفُ غيرَ ان تضحك

ولكنّها ضاعتْ

ذاتَ مُفخخةٍ مجنونةٍ

في مستشفى للامراضِ العقلية

 

وأشتهي الآن أكثرَ

رؤيةَ قبرِ أُمي

او بالاحرى رؤيتها هيَ

لأنني اشعرُ انها مشتاقةٌ لي

وأنا مشتاقٌ لها حدَّ اللوعةِ والبكاءْ

 

أَشتهي ...وأَشتهي

وآآآهٍ مني

ومن شهواتي

التي لاتنتهي

حتى في خريفي الاخير

 

.....................

* حسن عجمي : مقهى بغدادي في شارع الرشيد .

**ابو داوود : كان عاملاً في تلك المقهى قبلَ رحيله الى العالم الآخر.

 

 

في نصوص اليوم