نصوص أدبية

لا مراثي للشاعر الجميل

saad jasem2الآنَ ...

وبعدَ أَنْ مضى

في رحلتِهِ الابديةِ

نحوَ فراديسِ النورِ

والمسرّاتِ والخلاص

سيبقى عطرُهُ يرفرفُ

كأَجنحةِ الفراشاتِ والحمائمِ والنوارس

ويعبقُ بروائحِ الجوري والقرنفلِ والياسمين

.

وستبقى قصائدُهُ الشجيةُ

والرهيفةُ والمضيئةُ

تتلألأُ فوقَ حيطانِ مدائنِ الفقراء

والشهداءِ والمنفيين

وفي دفاترِ البناتِ

والعشاقِ البُسطاء

.

وستبقى ضحكاتُهُ الحلوةُ

تضيئُ فوقَ شفاهِ المقهورينَ

وتتعالى اصداؤها نحوَ سماءِ الله

.

وستبقى صورُهُ الشخصية

وتصاويرُهُ مع الاصدقاء

تؤرخُ سيرةَ المحبّةِ

والامكنةِ والوقائعِ

التي لايمكنُ نسيانها ابداً

.

وستبقى (زينتُهُ) الوردة

ويبقى (كنانُهُ) الحنون

سيبقيانِ حارسينِ ساهرينِ

على بيتهِ الشعريِّ وشموعهِ المُتوهّجةِ

وقمصانِهِ الملوّنة

.

وستبقى ذكرياتُهُ العاطرةُ

التي نحتفظُ بها في قلوبِنا

وذاكراتِنا وأرواحِنا التي تحبُّهُ

لأنَّهُ طائرٌ حقيقي

وصديقٌ حقيقي

وشاعرٌ حقيقي

وها أنا احتفي بهِ الآنَ ولا أرثيه

حيثُ لامراثي للشاعرِ الجميل:

(جمعة الحلفي)

 

سعد جاسم

 

 

في نصوص اليوم