نصوص أدبية
رباعيات
اعتبرْ يا أيها القلب المعنـّى في ضلوعي
بالذي قد حلَّ في إيوان كسرى بالمدائنْ:
كـم جرتْ فيه السواقي مترعاتٍ بالنجيعِ
وأبيـدتْ وأُزيـلتْ بعـد ذا تلك المساكـنْ
* * *
يَذرِفُ الدمعَ نهرُ دِجلة َحُزْنـًا
وهو يجري، من حزنه، كالدماءِ
أرسلتـْه الأهدابُ نارًا تلـظـّى
حَـرُّها مُـضـرَمٌ بــدون انـطـفـاءِ
* * *
قد بكى مجدَه العظيمَ وأضحَى
يستعيد المجـد التـليد السعـيدا
ويـُسيلُ الدموعَ حزنا على ما
صار من عزِّه المجيـدِ، فقيدَا
* * *
كم مشينا على الضفاف نـَشاوَى
وهتفنا بالشعر فيه سـكـارى
كيف ولـَّت تلك العهودُ وضاعتْ
وجمال الحياة كيف توارى؟
* * *
إن ظلم الأهلين مُـرٌّ كما قـد
قيـل قِدمًا في غابر الأزمانِ:
كيف تـُستعذب المَذلـَّةَ ظلـمًا
مِنْ عدوٍّ، يعيث كالأفعوانِ؟
***
تـَصنع الأعمارُ شيخا غير أني
لا أراها تصنع العقـل الكبيرْ
ولـَكـَم شـاهـدتُ عـقــلا راجِـحًـا
في فتى يبدو لنا طفلا صغيرْ
***
إن التأني يُقيل الناسَ عثرتـَهمْ
أما الـتسـرُّعُ فـهْـو الــهـدرُ للفـُرصِ ِ
فانظر إلى الأمرِ في بدءٍ ومُختتمٍ
كي لا تظلَّ مَدَى الأيامِ في غـُصَص ِ
****
إن حبَّ الفتى جنونٌ جميلٌ
وغرام الشيخ الوقـور جـنـونُ
وأرى في جـنـون ذاك جمالاً
وجنون الشيوخ عندي مجونُ
***
تقضِّ العمر جريا
خلف حلـْمٍ مستحيلْ
ولـْتعشْ دوما سعيدا
وارضَ بالشيء القليلْ
* **
سوف تبقى ظامئا
إن غـرَّ عينيكَ السرابْ
وسـتـُرْويكَ كـؤوس
مُـتـْرعاتٌ للـشــرابْ
****
(العراك في العراق)
رفضوا ظلم أهلِهمْ وذويهــمْ
وارتضوْا ظلم جائرٍ أجنـبيِّ
زعموه قد جاء ينشر عـــدلا
مَن بهـذا يقـول غيـرُ الغبيِّ؟
* * *
أ. د: نورالدين صمود