نصوص أدبية

الديـ فـَخ ْـراطيّة ُ والإنتحابات

صالح موسى الطائيأتـَراكمُ فوق الصمت ِ جثـّة َ شـِعر ٍ دون َ حُروف

وعَلى عُنـُقي يَتمشّى الموت ُ دون َ هُويّة

حيث المدينة ُ موحشة ٌ جداً بعناكبها

وبدمعاتِ العصافير

وبكابوس ٍ يُعيدُ اجترار الخرافة  في الرؤوس

فـَأين َ أدونيس...؟

أين َ دالي...؟

أين نورُ السماوات...؟

في هذا الليل البشري الملغوم

فالحديقة ُ ما زالَ يَحْجُبُ أزهارَها السخام

والبيوت ُ تعرّت ْ من كركرة الأطفال والعتبات

فـَبأيِّ دَهاليز ٍ مغوليّة ٍ يتكاثرُ هذا الحُطام ؟

أو في أيِّ ثأر ٍ وطفوف ٍ

يَعْصِرُنا هذا التأريخ ُ المثقوب...؟

حيث لا أحمرَ في الشفاهِ ولا في القلوب

لا أحمرَ في هذا العالم ِ غير الدم ِ المسفوح

فلقد سقطتْ كلّ ُ الشوارع ِ

والشوارب  والثورات  تحت شعار:

قد فاز َ بالأصوات ِ وبالموز ِ

مَن ْ كان قردا ً أصيلاً

أو مَن ْ كان يدَوْزن ُ أوتارَ شهوتِه ِ

بفحيح ِ الثعابين والأوبئة

حتى هرَبَ الشيوعيُّ الأولُ والأخيرُ

واختزَلَ الشاعرُ كلَّ قصائدِهِ

بصفير ِ الصمت ِ

وبـِحَشرَجَة ِ الروح ِ والجسد

فـَعَلامَ تـُراهن ُ يا أيها النخلُ اليتيم

وَعـَلى مَن ْ...؟

فـَهذا الليلُ بلا كأس ٍ وبلا طرقات

بلا فـَجر ٍ وبلا فـَرَج

أرصفة ٌ يلكزُها القلبُ بما تبَقـّى فيهِ

مِن ْ ذكريات

فـَأراها هامدة ً

تتجوّلُ فيها الأشباحُ والبهاليلُ

والديـ فـَخ ْـراطيّة ُ

والإنتحابات....

حينها أتـَراكمُ ثانية ً فوق الخيبة ِ

بين الأزَقـّة ِ التي تأكلُ جدرانها شوقا ً

لِضحكات الذين أضاعـَهُمُ المنفى

والترحالُ

والعصاباتُ

وتجّارُ المقابر والصلوات على محمّد وآلِ محمّد

***

شعر  صالح الطائي

في نصوص اليوم