نصوص أدبية

لا تلم وجهي الاخر.. ولمني

سميرة بنصرأنبثق منذ الوهلة الاولى لليوم لملاقاة نفسي.. أمرّ بجميع النتوءات الحادّة.. أزيل حسك التوقيت ثم.. وأخيرا أجدني، فأحتفي بي على نخْبِ كأسين وخوان لا يسعني.. أحتسي الفارغة بكل نهم وأقدم المملوءة لي.. يقابلني وجهي باستفسارات فادحة الهطول.. يركّب خليط المعاني على صهيل الخيول التي تعتلي عبابَ الكأس.

أخشى المعاني وأخشى غليان الخيول المتلاحقة . أشيح بقافيتي عن وجهي . يحتويني الجمود في متاهات الحركة وبرود الكلمات..

أجدني محاصرة برموز الاستفهام تنضح من وجهي، فأعتذر للأسئلة نيابة عن الاجوبة الكاذبة وأعتذر للأكاذيب الصادقة متى شاقني عسر مخاض الكلام.

ينزُّ وجهي المقابل بعرق مفخّخ، يستصرخ تجاويف النبوءات الماثلة بثمالات الكؤوس. ينازعني وجهي بيد من حديد فيتهاوى الخوان الذي بيننا وتصّاعد الكؤوس زحفا.. ويشتد الصراع،ـ لا وفاق ولا مهادنة ويتسع النطاق.. مطاردة تقايض النسل بالخطايا . توشك العتمة ان تصير ملاذ الهاربين من ملاقاة وجوهم على نحو مرتّب.

أهدأ قليلا.. أتخفّفُ من أحمالي وأثام تكويني.. يحملها الوجه الاخر ويرحل بعيدا، بعيدا بزاوية قصية بإخفاقات القلب وزبدالذاكرة.

 

سميرة بنصر - تونس

في نصوص اليوم