تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

محسن عبد المعطي: عَذَابُ الْحُبْ

بِكُلِّ الصِّدْقِ مِنْ أَعْمَاقِ مَا بِي

تَحِيَّةُ حُبِّنَا عِنْدَ الْخِطَابِ

*

لَمَحْتُ الوُدَّ فِي عَيْنَيْكِ دَوْماً

لِقَلْبٍ مُخْلِصٍ دُونَ الذِّئَابِ

*

تَحَمَّل يَا عُلاَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ

لِأَجْلِ الْحُبِّ مِنْ أَجْلِ الشَّبَابِ

*

يُقِيمُ حَيَاتَهُ حُبًّا وَوُدًّا

لِيَعْلُوَ حُبُّنَا فَوْقَ الْهِضَابِ

*

وَعُذِّبَ فِي الْهَوَى ظُلْماً وَلَكِنْ

تَخَطَّى صَابِراً كُلَّ الصِّعَابِ

***

يُجِلُّ حَبِيبَتِي فِي كُلِّ وَقْتٍ

يُحِبُّ عُيُونَهَا مُنْذُ التَّصَابِي

*

حَبِيبٌ مُخْلِصٌ أَمْسَى بِحَقٍّ

لِكُلِّ الْعَاشِقِينَ هُدَى الصَّوَابِ

*

بِكُلِّ الشَّوْقِ قَدْ وُهِبَتْ حَيَاتِي

لِيَسْمُوَ حُبُّنَا فَوْقَ السَّحَابِ

*

تَنَاوَلَهُ اللِّئَامُ بِكُلِّ مَكْرٍ

وَ مَكْرُ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْمُصَابِ

*

فَلَقَّنَهُمْ دُرُوساً قَدْ وَعَوْهَا

بِأَنَّ الْبُعْدَ أَوْلَى بِالسِّبَابِ

***

وَحُبِّي قَدْ غَدَا حُبًّا عَظِيماً

دُعَامَتُهُ الْبَشَاشَةُ لاَ التَّغَابِي

*

وَأَحْبَبْتُ الْحَبِيبَةَ مِنْ شُعُورِي

فَكُنَّا نَلْتَقِي بَيْنَ الشِّعَابِ

*

دَعَوْتُ اللَّهَ مِنْ أَعْمَاقِ قَلْبِي

لِأَجْلِ حَبِيبَتِي خَيْرِ الصِّحَابِ

*

تَعَلَّمْتُ الْكَثِيرَ لِأَجْلِ حُبِّي

لِأَجْلِكِ غَادَتِي بَعْدَ الْعَذَابِ

*

بِقَلْبٍ هَائِمٍ لِهَوَاكِ يَهْفُو

وَرُوحٍ قَدْ غَدَتْ حَيْرَى بِبَابِي

***

وَنَفْسِي بَيْنَ أَمْوَاجِ الْأَمَانِي

وَبَيْنَ الْيَأْسِ تَسْعَى لِلصَّوَابِ

*

فَأَنْتِ حَبِيبَتِي حُسْنٌ وَسِحْرٌ

وَأَخْلاَقٌ مُسَبِّبَةُ انْجِذَابِي

*

يَفُوحُ الْعِطْرُ يَا رُوحِي عَلَيْهِ

بِخَطْوِ حَبِيبَتِي رُوحِي إِيَابِي

*

وَدَرْبٌ أَنْتِ قَادِمَةٌ عَلَيْهِ

طَرِيقُ الْحُبِّ مَرْفُوعُ الْجَنَابِ

*

لِسَانِي يَبْتَغِي إِرْسَالَ صَوتٍ

يُعَبِّرُ عَنْ أَحَاسِيسِ الشَّبَابِ

***

وَبَيْنَ جَوَانِحِي حُبٌّ وَوُدٌّ

لِأَحْبَابِي غَدَوْا بَيْنَ الضَّبَابِ

*

بِجِسْمِي دَبَّ إِحْسَاسٌ خَفِيٌّ

بِأَنَّ الْحُبَّ يَخْلُو مِنْ عِتَابِي

*

وَقَاسَيْتُ الضَّنَا فِي الْحُبِّ دَوْماً

عَشِقْتُ الْقُرْبَ بَعْدَ أَسَى الذِّهَابِ

*

وَلَمْ أُفْصِحْ بِشَيْءٍ يَا حَبِيبِي

لِأُخْفِيَ حُبَّنَا خَلْفَ الْحِجَابِ

*

وَأَسْرَارُ الْمَحَبَّةِ فِي فُؤَادِي

يَضِنُّ بِهَا عَلَى نَبْحِ الْكِلاَبِ

***

وإِنْعَامُ السَّمَا غَيْثٌ لَبِيبٌ

لِحُبٍّ خَالِدٍ بَينَ الْكِتَابِ

*

وَكِتْمَانُ الْمَحَبَّةِ يَا هَنَائِي

يُهَيِّجُ صَبْوَتِي عِنْدَ اغْتِرَابِي

*

وَلاَ أَبْغِي بِبُؤْسِي كُلَّ سَعْدِي

فَأَنْعِمْ بِالشَّقَاوَةِ خَيْرَ بَابِ

*

لِأَرْقَى مُتْعَةً وَسُرُورَ نَفْسٍ

دَوَاماً بَعْدَ هَمِّي وَاكْتِئَابِي

*

وَأُقْسِمُ أَنَّنِي أَهْوَاكِ عِشْقاً

وَلاَ أَرْضَى مُخَادَعَةَ السَّرَابِ

***

وَلَمْ أَهْوَ الْعِتَابَ بِأَيِّ شَيْءٍ

فَكَانَ الْحُبُّ كَالشَّهْدِ الْمُذَابِ

*

أُفَكِّرُ فِي هَوَاكِ غَدَا بِقَلْبِي

وَبَيْنَ جَوَانِحِي حُبَّ الْمُجَابِ

*

أَخَالُ الْحُبَّ يَرْقُبُنِي بِطَيْفٍ

لِأَحْبَابِي أَرَى حُسْنَ الْمَآبِ

*

وَكَانَ الْقَلْبُ يَخْلُو مِنْ حَبِيبٍ

وَكَانَ الدَّمْعُ يَبْعُدُ عَنْ عِقَابِي

*

وَقَدْ أَحْبَبْتُ حُبًّا نَالَ بَوْحِي

فَطَالَتْ شَقْوَتِي كَثُرَ انْتِحَابِي

***

وَتَغْشَانِي الْكَآبَةُ فِي مَسَائِي

وَجَفَّ الدَّمْعُ بَلْ كُلُّ اللُّعَابِ

*

وَأَحْزَانٌ تُخَيِّمُ فِي اللَّيَالِي

ويُضْحِي الْحُبُّ غَضًّا فِي اللُّبَابِ

*

وَلَسْتِ بِجَانِبِي حَتَّى تُوَاسِي

نُقَاسِمُ بَعْضَنَا حُلْوَ الشَّرابِ

*

وَكَيْفَ السَّعْدُ فِي وَجْهِي أَرَاهُ

وَقَدْ بَعُدَتْ غَدَتْ نَهْبَ الْحِرَابِ

*

تَخَيَّلْتُ الْحَبِيبَةَ سَامَرَتْنِي

ونُورُ جَبِينِهَا بَدْراً دَرَى بِي

***

شعر: أ. د. محسن عبد المعطي

شاعر وناقد وروائي مصري

في نصوص اليوم