نصوص أدبية

بني الشرقاط يا أهلي

حسين يوسف الزويدكُتبت خلال محنة النزوح

التي عاشها أبناء الشرقاط،

وإشادة بالتعاون بين أبنائه.

***

نـــوازلُ منتهـى الكربات يــأبـى هـولُـهـا لينـا

تلفُّ ديارَنا الثـكلـــى و أيـــن المنتــأى أيــنــا؟

حصـــادُ مواســـمَ الأحـزانِ في ارجاء وادينـا

علـــى مضضٍ جنيناهـــا بيْـادرَ فـي بــوادينـا

نـــداءُ الحـــزنِ و الحرمـان يبقى راسخاً فـينا

و تبقـى فرحـــةُ الأعـــيـادِ تنـأى عـن أمـــانينا

حيـــاةُ القهـرِ و الآهـات مـــن موروثِها فـينــا:

حـــزانـى دمـــعُنا يجـــري بمـــا آلَـــتْ ليالينــا

رعــاكِ اللهُ ديــرتـَــنـــا أيـا بوحـــاً يـنــاغـــينـا

فـــأنتِ الملـــحُ أنـــتِ الــزادُ يا شرقاطُ لُـمِّينا

وأنتِ الفـــلُّ فـــواحٌ و مــا أحــلاكِ نسـرينـا

سلمْـــتِ و يحفظُ الصوبين ربُّ العرشِ بــارينا

و دام الزهـــوُ والأفراحُ فــي أنــحاءِ شاطينـــا

فكونـــي غيمةً وســـنى وظـــلّاً وارفــاً فينـا

بــدون ربـاكِ يـا شـرقاطُ لا تحلـــو أمـاسينا

فـــمــا أحلـــى تجمعنــا و مــا أقسـى تجافينـا

تعالوا يا بنـي عمــي فصوت الحـب يدعونـــــا

ففي (الجرنافِ)* جيّاشٌ هوى (اسديراتنا) فينا

وذي (بعاجةٌ) صـارَتْ لأهـــل (الهيجلِ) المينا

وهذي (اجميلةُ) الأعمامِ فـي الصوبين تـدنينـا

وأما (الخُصْمُ) ؟ واخصمـاه يا أبـهـى حوارينـا

(تلولُ الباجِ) تاريخٌ (طنايــا) (١) فــي أغانينا

بنـــي الشرقاطِ يا أهلي لَكَمْ ســالَــتْ مآقينـــا

فـــداكم كـــل نَــهّــازٍ و خَـوّانٍ لأهــلــيــنـــا

مفاعيلــن مفاعيلـــن هَزَجْناهـــا قــوافـيــنــا

***

د. حسين يوسف الزويد

......................

* كل ما ذكر بين قوسين هي اسماء قرى و مناطق في الشرقاط بساحليها الأيمن والأيسر.. فمنطقة اسديرات هي التي نشأ و ترعرع فيها القاص والروائي حسن مطلك و القاص والكاتب محسن الرملي و قرية اجميلة هي التي انجبت القاص محمود جنداري و الأديب الدكتور نوري محمد ظاهر أما قرية بعاجة فهي قرية بروفسور لغة العرب أ.د حمد محمود الدوخي الشاعر و الناقد و الكاتب و الأكاديمي و قرية الهيجل فهي قرية أ.د سعد جرجيس سعيد استاذ اللغة العربية و الشاعر و الناقد الأكاديمي اللامع..و أخيرا منطقة الجرناف هي منطقة محدثكم حسين يوسف الزويد و كل ما ذكرته من اعلام الشرقاط يفوقونني علما و مكانة.

(١) طنايا: هيَ صفة أو نخوة  تطلق على عشيرة شمر، حيث يقول قائلهم عند الشدائد و باللهجة البدوية: (وين الطنايا وين شرابة الهيل) علما انه يتواجد قسم من عشيرة شمر في الشرقاط.

 

في نصوص اليوم