نصوص أدبية

عراقُ الله

سعد جاسمكلَّما أتذكّرُكَ

يرتبكُ دمي

وأَصابعي تُصابُ بالإرتجافِ والذهولِ

 وتَغصُّ حنجرتي بالحشرجةِ

وبالسكوتِ المُرِّ

وتسقطُ من قلبي

دمعةُ دمٍ

تُبَقّعُ وجهَ قميصي

فيتجعّدُ من فرطِ التذكّرِ

والأَسى والحنين

 

وكُلَّما أَحتاجُكَ

يُضيءُ وجهُكَ

في مرايا ذاكرتي

وروائحُ خبزِكَ

وطلعِكَ

وبنفسجِكَ

وقيمرِكَ

ورازقيِّكَ

وعنبرِكَ

وطينكَ الحنون

دائماً تفوحُ

من مساماتِ روحي

ومن جِلْدي الترابيِّ البسيط

وكُلّما إِختنقتُ إِشتياقاً إليكَ

وضاقَ بيَ الهواءُ

 وأَشتعلَ حنيني

أَصيحُ:

حيثُ لامدى يَسَعُ لوعتي

وجنوني فيكَ وعليكْ

عرااااااااااق-

ع : عينٌ تتوهجُ فيها صورتُك القديمة

وأنتَ أخضرٌ ومعافى ورهيف

ر: روحٌ تتلالأُ بضوءِ مسلّاتِ الحكمةِ

ورقيماتِ الحرفِ الأولِ

 وفتنةِ الجنائنِ الأرضيةِ وملاحمِ البسالاتِ

وإنوثةِ عشتاراتِ الخصبِ والحبِّ والمسرّاتِ

وأنوارِ حكمائِكَ وفرسانِكَ وشعرائِكَ وفنانيكَ ومُحاربيكَ ورواتِكَ

وقُضاتِكَ ومزارعيكَ ومعلميكَ النبلاء

آآآآآه منكَ وعليك ا :

ماأَبهاكَ وماأَغلاكَ

 وماأَقساكَ أيها الملعونُ الجميل

ق : قلقي عليكَ وقلبي معكَ

حتى وأنتَ تطردُني وتقتلُني

وترميني الى الغامضِ والمجهول

لكنني وبلهفةِ المعشوقِ

أبقى عاشِقكَ

ودمي رهانُكَ وقربانُكَ

ونهرُ خلاصِكَ الابدي

 

ياأنتَ ياأُغنيتي الأسيانة

وبيت أُمي الفراتية

وصلاة أُبي السيد الحنون

وإشراقة حبيبتي الأولى

وحكايات وذكريات إخوتي وأخواتي الخجولاتِ

 وأَصدقائي الحائرين

الضائعين النازفين

وإلتباساتُ ومآربُ البرابرةِ واللصوصِ

 والخونةِ والغانياتِ وحكّامِ الغفلةِ

والطوائفِ والكراهيةِ والقسوةِ السوداء

 

ياااااااااااه ياأَنتَ ياقبرنا الأخير 

يااااااااه ياأَنتَ يافردوسنا الوحيد

ياااااااااااااه ياعراااااااق

أَصيحُ فيكَ وأُناديكَ

وأَنا أَحتضرُ

أَو أَحلمُ

أَو أَعشقُ

أو أَثملُ

أَو أُغني مجروحاً

ومجنوناً ونشواناً

فيضجُّ العالمُ كلُّهُ

بالعطرِ والهديلِ

والغناءِ الحرِّ

وأَدعيةِ الامهاتِ

الصابراتِ

النازفاتِ

النائحاتِ

الحالماتِ

الصائحاتِ فيكَ وعليكَ

ياعراااااااق-

هلْ أنتَ حيٌّ

وحقيقيٌّ

وكريمٌ

ونبيلٌ

وطيّبٌ

كما نريدُك ونحتاجُكَ ونحبُّكَ؟؟؟

وآآآآآآآهْ

ياعراقي

ياعراقنا

ياعراقَهم

ياعراقَ الخليقةِ

ياعراقَ اللهْ

***

سعد جاسم

 

 

في نصوص اليوم