نصوص أدبية

فاضل ضامد: غرق

الأمسُ

كان أقربَ من لمسِ نجمةٍ

على فستانِ صغيرة

وأقربُ من مدى في عينِ حبيبة

الأمسُ

يرتفعُ كالمدِّ  فنغرقُ

في تاريخِه المخبولِ بالذكرياتِ

وينحسرُ جزْرُه على أحلامِنا الخرِفة

عندَ قيلولةٍ في وسطِ البردِ

الأمسُ

مِطرقةٌ تحثُنا أنْ نمتطيَ سندانَها

لنمضيَ كي نترسَ المستقبلَ لظى

الأمسُ

سفينةٌ مرتْ وبحرُنا أنجبها بهدوء

حتى لا تعلمَ القابلةُ المؤذونةُ

إنها ولادةٌ عسيرةٌ

تعالي أيّتُها المسبحةُ لنحسبَ عددَ

حسناتِ الأمسِ حتى نغيظُ

مستقبَلنا الهرمِ

تأكدي أيتها القارورة

أنَّ مياهَ الأمسِ كانتْ جبروتاً يقضي حاجتَه على أسمالِنا

فتبقى الحبالُ تشدُ أوزارَها حتى

لا تطيرَ ملابسُنا

حين مسّنا الأمسُ تصدعَ الرأسُ

بوابلٍ من مطرٍ أسود

الامسُ

كفيلٌ بمحوِ النهاياتِ

كأنها لهوٌ نضيعُ به والمتاهةُ لعبةٌ

إلا انَّنا نحسبُ الأمسَ غرغرةً

لترطيبَ بلعومَ الوقتِ

***

فاضل ضامد - العراق

2021

 

 

في نصوص اليوم