نصوص أدبية

هناء شوقي: سرقتُ من أجلكِ كتابا

هناء شوقيلستُ بقارئ! لا تلفت إنتباهي عناوين الروايات، أنا الذي أطلقتُ حربًا استفزايةً على خزائن الكُتب!

نعم! سميتها خزائن لأنها تُشبه برفوفها خزائن الملابس والأواني، أدرتِ إنتباهي حينما وقعَ نظري على غلاف كتاب، كُنتِ هناك، جالسة ترمُقينني بعينيكِ الحادتين وكُنتُ أشيح بنظراتي مُتجاهلًا نظراتك، إلا أنَّ هذا السيناريو كان في عقلي فقط وكُنتِ أنتِ في البعيد، في اللا مكان...

سألني البائع عمّا إذا راق لي الكتاب، العنوان، إسم الكاتب أو حتى الغلاف، وقفتُ أمامهُ مشدوهًا عاجزًا عن الإجابة، أدرتُ ظهري وبعضي مُكبل بكُلّي، فاجأني لكزٌ على كتفي، استدرتُ تجاهه، إنه رجلٌ يُشبه ذاك الذي يفرش نوره الكتاب، نعم! هو الكاتب، طلبَ مني أن أحمل الكتاب لأهديه لمن يتوق للقراءة، كُنتِ أنتِ في بالي.

على سحابةٍ حُبلى بالخجل، ومن غير كلام منمق أحنيتُ رأسي المرتدي إرتباكًا، وتابعتُ السير والكتاب تحت إبطي والأقدام تهرول نحوكِ، طرقتُ الباب، فتحتُ الباب، دخلتُ نحوكِ ومن دون مقدمات أهديتك كتابًا لا علم لي بمحتواه، من أجلكِ سرقتُ كتابًا في مخيلتي كان بلا إهداء وبقيت طي الكتمان خفاياه.

 

هناء شوقي

في نصوص اليوم