نصوص أدبية

محمد المحسن: مرثية لشهيدين على الأقل

محمد المحسنبحبرنا يسطع نجم يضيء الطريقَ

تصاغ القناديل منها..

وجمر العشايا..

ويبحر في هديها الفقراء..

نواصل السيرَ على الدرب المضيء

..مهما كان الأذى..

والعناء الممل يطول..

إنّي أراهم يتهامسون غدرا- بصحون - المساجد

ولا نبل لهم غير ليل الضمير

لكن ترى ما سنقول

إذا نطق حفاة الضمير بالإغتيالات؟

أقول ترى..

ماذا لسان اليسار يقول..؟

على نفس دربك يا شكري* مستهدفون

نحن نرثي الذين يطلقون الرصاص علينا

ونحمل زهرتنا شامخين

برغم الركوع الشمولي

نستقبل النار

والشائعات الأشد من النار

إنا هنا دائما نحمل أكفاننا ونمضي..

إلى الموت..

منتشئيين

فكل جرح بنا يعي ما يقول

غير سؤال لجوج ظلّ ينهشني:

كيف لم يخجل القتل؟!

كيف لم يخجل الموت؟!

أي أب للعقارب أفتى بقتلك "يا محمد"**؟

أفتى بسفك دمائنا !

ما ملة المجرمين..

ومن أي روث؟؟

وتظل في تضاعيف الرّوح

محرقة للسؤال..

***

محمد المحسن - شاعر وناقد تونسي

 ................................ 

*شكري بِلعيد (26 نوفمبر 1964 - 6 فبراير 2013)، سياسي ومحامي تونسي. وهو عضو سابق في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي والأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد. وأحد مؤسسي تيار الجبهة الشعبية وعضو مجلس الأمناء فيها. كان من أشدّ المنتقدين لآداء الحكومة الإئتلافية في تونس. وهو يتبع التيار الماركسي اللينيني.

أغتيل أمام منزله من قبل مجهولين،الأمر الذي اتبعه مظاهرات عارمة بالبلاد وإعلان الاتحاد العام التونسي للشغل عن الدخول في إضراب عام..

**محمد براهمي (15 ماي 1955 - 25 جويلية 2013) هو سياسي تونسي وعضو المجلس الوطني التأسيسي عن حزب التيار الشعبي والمنسق العام للحزب والأمين العام السابق لحزب حركة الشعب وينتمي للتيار الناصري. وعُرف بمعارضته الشرسة لحركة النهضة.

اُغتيل في 25 يوليو 2013 بأربع عشرة طلقة نارية أمام منزله من قبل بوبكر الحكيم ولطفي الزين.

 

في نصوص اليوم