نصوص أدبية

حامد عبد الصمد: شجر من الأشواق

1- الحزن المسرور

من تراب القرى

من جذور الشجرْ

من طفولة، أجنحة البيت، لغز الجمالْ

ودنيا التمنّي

من الضوء يخفق في روح فانوسنا

المعلّق فوق الجدارْ

من نقاء عروس الغصون

من رنين الطيوف

وكلّ المواسم، جدائل حبّ....

وهْي ترسم في الافق ايماءة، من حنين

من الذكريات ْ

بملء المدى

بكلّ السنينْ

من القلب، لون شفاه تصلّي

ولا شيء عندي... بصدر الغيوم

غير هذا الصدى

تنادي به النفس

لا شيء غير البكاء ْ

فجأة

من الأمسِ..

عادت حمامات طيبٍ

تحاور صمت ربانا

وتحبو

على الأرض، فوق التراب

حكايات حب، ودنيا خيال

وشوق يطلّ

على بعد حلم ٍ...

كعطر دعاه ارتحال

مع الشمس

تسطع في الصبح ِ

بين البيوت، وبين النخيلْ

- ألم نكُ غير ضلوع السلال...؟

أيفنى الجمال....؟

أم الحبِّ يمشي..

ويمشي

الزمان الأليف **

كيف بي...!؟

سأشرب سرّ القمر

وأبقى وحيدا

ببحر من الدمع.. والحسراتْ

وقد طار فيءٌ من النفس

ما بين قلبي، ودربك حقّاً

بعيدا عن النبع

من كلّ هذا...

وهذا....

لا المدائنَ، فاردة، في الهواء الفروع

بين أزمنة ضائعة

إنّني اتأمّل....

خيط ظلال

على صورة، في جدار الضلوع

كي أشقّ الطريق

اليك أبي

واحة من ندى

تضيء لي الكون، فوق نجوم السماء

تستردّ ليَ الأمنياتْ

ويرحل عنّي المغيبْ **

برغم الفراق..

ورغم الرحيلْ

لقد كنتَ، وحدك، تسألُ عنّي

وتبحث عنّي

بكلّ مكان

فأنتَ الدليل..

الدليل الحبيبْ.........!

**

2- حلم

رأيتُ والدي

تهمسُ في عظامه نسمه

يخرجُ

من ترابهِ

ويوقظ النجمة

**

3- ملامح ينبوع

في صحراء الصمتْ

من عتماتٍ

تغرق فيها الرغباتْ

ما بين الأمس، وبين اليومْ

من شهقات

تمضي

في نبضات

تتهادى

تحت عناقيد الصحو..

وبرج النومْ

يتفجّر ذكر أبي

روحاً من

نورٍ.. وحنان يتوهّج

كالحلم الدافئ.

كالقمر اليقظان

ينظر في أفقٍ

ويمدّ على الكون جناحيه

ويرتاد مرافئ

تهمي بالفيروز

وبالطيبة والوجدان

يحكي للنجم

نداءات من ذاكرةٍ

خلف تجاويف السنوات

يحنو بالحبِّ...

وبالعبق الناضح

بالإيمان

يغلق باب الليل

ينوِّر

كلّ دروب أحبته

كي لا يغرق أحدٌ منهم

في ألحان أنين

أو بين رياح عاصفة

يتبعثرُ فيها

ألوان الصمتْ

من غربة ناقوس

أو وحشة تابوت

خلف ستار الموت ْ....!

***

حامد عبد الصمد البصري

في نصوص اليوم