نصوص أدبية

مالكة حبرشيد: اقصيدة الموت.. المشتهاة‎

غروب ..وتنتهي الخاتمة

عند قبلة ذات مقطعين =

واحدة معبأة في عيون لهفة

وأخرى مضغة رماد

في جوف المسافات الآيلة للانهيار

على الرصيف.. يقف الغضب

هيكلا منطفئا

يتلمس عناوين الجرائد الفاسدة

يسأل التواريخ عن مثوى

من عربدوا دون فهم في السياق

والشارع ضالع بالسياط

على جبهته مطرقة ...

وألف علامة...؟

كل الأسئلة مباحة

الأجوبة وحوش تستأنس العاصفة

كل الشعارات فضفاضة

فمن يمنح الحلم

خبزا ...وماء؟

من يلبسنا حضرة مطلقة

لنغتسل من غربة الوطن؟

*

العنف حكم غيابي.....

يجتاح الأجساد من حيث لا تدري

ولا تدري الاسرة المثقلة بالهذيان

والشارع المارق في تثمينه

علب السجائر

سراويل جيل مثخن بالخسران

أحمر شفاه لا يفقد اللمعان

والخلاخيل إيقاع نشاز

تشنج في أحشاء الظهيرة

*

الشعراء طوابير على حدود الفراغ

لا يعلمون أن اللعنات.. لا يشفي علتها

غير بوصلة انعتاق

من يوم ميلاد يأسرك في صفحة باردة

انتهت صلاحيتها حين عجز الواقع

عن استضافتهم في عالم قصير القامة

فاحش الإعاقة ...غني بالقهر

موغل في مجاملات قاتلة

لا تفقد مفعولها مهما ضخها الهراء

*

الجدران تصرخ فيك =لا تبك

افتح صدرك للريح

شرقية كانت أم غربية

وامنح ثقتك للسراب

هو أمين ...مخلص.. لا يخون

على امتداده

ارسم وجع الغصن المنحني

لعاب طفل ينظر إلى الرغيف باستجداء

مواء قطة فاجأها المخاض

عند عنق كوكب ضرير

فصوله عاجزة عن الدوران

أوقفتها الكآبة مذ شحت السماء

هجرتها الخصوبة إلى وجهة

غير معلومة

*

بين تجاعيد بحر عجوز

تختبيء رائحة الحلم العتيق

تستصرخ الجهات الست:

أين أنتم يا أحباب الله

والجوع يتمدد أفقيا ...عموديا

ليصير مأوى المشردين الذين

أرعبهم النشيد الوطني

حين اهتز في جنبات السكون

تحية لأكوان تجيد تراتيل التبجيل

مهما حفرنا عميقا تحت جلودنا

يظل القهر طافحا على المحيا

*

قال بودلير- سابقا عصره -

عليكم بالثمالة إلى الأبد

لم ندرك وقتها ان نصيحته جاءت

حفاظا على آخر غرغرة في الرمق

كيما نشعر بأوزار الزمن الفجيعة

نحن الفجيعة المبتغاة

قصيدة الموت المشتهاة

وقنينة النبيذ المعتق

في شرايين الأجساد المنهكة

*

بأبجدية عشق...كنا نكتب الشعر

اليوم نكتبه بياضات تروي

انتظاراتنا العالقة في جوف الريح

ارتجافاتنا الأخيرة ..المتشبثة بالفواصل

خيباتنا المتناسلة في الحبر المراوغ

الخداع محارة تجمعنا ...

والوعي باكتيريا

تتمرغ في وحل المسافة

كيما يتورط في نكز أدمغة

تجتر خيبتها إلى حيث

كان ...يكون ....الخبز ترياقا

ضد العراة الماضين في توبيخ المعنى

مطاردة الراقصات حين يهزن خصورهن

نكاية في قوانين لا مأوى لها

غير دواة منزوعة المضمون

وأقلام تبصم للظلم

بلاغة إخماده الحرف فوق الغلاف...

بعيدا عن أي معنى !!

***

مالكة حبرشيد - المغرب

في نصوص اليوم