نصوص أدبية

فرات المحسن: تلك الأيام المضنية (4)

هبطت من خلال سلم العمارة دون استعمال المصعد الكهربائي، وتوجهت نحو باب العمارة الخلفي المفضي إلى الحديقة، وأسرعت نحو حافة الغابة حيث اختفت أمي والطفل الذي لم أدقق في ملامحه، وما عرفت من يكون. كان الممشى طويلاً يتلوى مثل ثعبان ويختصر الغابة ليتجه مباشرة إلى البحيرة، وهناك يتفرع إلى طريق قصير يوصل إلى مركز التسوق. كل ما في المكان هادئ ساكن سوى خشخشات بين الحشائش لحيوان صغير. تقدمت في الشارع الترابي وسط الأشجار العالية الكثيفة الفروع التي تمنع نور الشمس، وتضفي على المكان دكنة شديدة وجواً رطباً خانقاً.. تتبعت الطريق محاولاً اللحاق بأمي. كان هناك رنين يدوّي في رأسي مثل رنة جرس طويلة رتيبة. أسرعت في مشيي، وعند المنعطف رأيت ظلها. كانت ممسكة بيد الطفل تسحبه وهي تتلفت، ثم توقفت ودلفت جهة اليسار عند مجموعة من الشجيرات الصغيرة. وصلت المكان وكنت أتهيأ لمعاتبتها على ما سببته لي من إرهاق. لم أجدها. لم تكن هي، وإنما كان هناك شيخ كبير السنّ بوجه مستطيل شاحب ترتسم فوقه ابتسامة خافتة، وعيناه تفصحان عن ودّ خائف. كان يمسك طرف الحبل المشدود إلى كلب أسود كبير. كان العجوز يسحبه نحو صدره بقوة، محاولاً أن يمنع انفلات الكلب الذي بدا متحفزاً للوثوب. بادرته بالتحية فردّها بصوت متهدج وبقي ساكناً في مكانه يشد بقوة حبل الكلب.

عندها لاحظت أن مرافقي يتبعني رغم انشغاله بهاتفه، وكان صوته يعلو وكأنه في شجار مع الآخر على الطرف الثاني. اقتربت من المخرج المفضي نحو البحيرة، ثم استدرت باتجاه الشارع المؤدي إلى مركز التسوق. بدت الساحة الفسيحة أمامه ضاجّة بالبشر، أطفال يلهون مع بالوناتهم بملابسهم الملونة وعجائز وشيوخ يفترشون المقاعد المحيطة بالمكان، وثمة من يعرض بضاعة فوق مناضد صُفّت قرب موقف العجلات، وسيارة شرطة تقف عند الجهة اليسرى لمركز التسوق.

ـ يبدو أن اليوم يوم احتفال..أين تنوي الذهاب. بادرني البولوني وهو يقترب ليجاورني.

ـ ليس في نيتي شيء محدد..دعني أريحك مني اليوم..لا تهتم.. سوف أشتري كالعادة علبة سجائر وورقة يانصيب ثم أعود.. دعني لحالي ولو لدقائق..

ابتسم وسألني أن لا أبتعد كثيراً، وإن احتجت إليه فسيكون قرب المدخل الرئيسي. ولجت  داخل السوق وتفرست في الملصقات على واجهة محل بيع أوراق اليانصيب. في اليومين القادمين سيكون الجوكر في لعبة اللوتري الأسبوعي أكثر من سبعين مليون كرون..واووو.

يا ربي.. أية قدرة على الاحتمال يملكها ذلك القلب وهو يتسلم مثل هذا المبلغ بعد أن دفع نقوداً قليلة لشراء تلك الجائزة.

**

كانت عضلاته المفتولة موشومة بمجموعة صور لثعابين تلتف على بعضها، وتتسلل نحو رقبته منحدرة فوق ظهره. ووجهه المنمش قاني الحمرة، بعينين ذئبيتين راحتا تتفحصان زبائن المحل. ابتسامة رضية باشّة وكف ملوحة، هكذا استقبلني صاحب المحل بيتر بتومكين وهو سويدي من أصل فنلندي، يرحب بالمهاجرين ويقربهم له، ويسميهم بأقاربه الذين تعرف عليهم في السويد. لم يكن بيتر هذا قبل عشر سنوات غير مدمن مخدرات، زار السجون لمرات عديدة وبأزمان متفاوتة، بسبب قضايا عراك واعتداء. فجأة تغير الحال معه، وهو يعزو ذلك لصاحبته المغربية التي يتحدث عنها كالمسحور، ويقول إنها أنقذت حياته وسحبته من الحطام. كان يحكي قصته لجميع المهاجرين دون إهمال الجوانب الثانوية فيها، ويختمها في النهاية بالقول إنكم أهلي وليس هؤلاء السويديون.

حين دخلت متجره رحّب بي بابتسامة عريضة وناداني باسمي:

ـ ها يا صاحبي ما الذي أتى بك اليوم ؟ أراك شاحب الوجه..هل عاودك المرض..أكرر نصيحتي لك. تزوج من موراكو..ثم أطلق ضحكة مجلجلة كان يتلذذ دائماً في إطلاقها بشكلها الهستيري وكأنما يتحدى بها الآخرين.

ـ كيف الحال ؟

ـ شكراً، عساك تكون بخير..كالمعتاد علبة سجائر وورقة تريس أليس كذلك.

ـ نعم كالعادة..ولكني اليوم أريد شيئاً أخر.. سؤال بسيط ؟

ـ تفضل، هاك أولاً ما أردت..وسل ما شئت.

ـ إن حصل المرء على الثلاث صور لشاشة التلفزيون في ورقة اليانصيب التريس هذه ما عساه يفعل.

زمّ شفتيه أولاً، ثم أطلق ضحكته المعهودة وتلفت حوله وأمسك بيدي بقوة وصرخ:

ـ أراك ربحت يا صاحبي. وجبة غداء دسمة لا تكلفك كثيراً هي حقي الشرعي..أليس كذلك.

أجبت وأنا أفتعل المرح كي لا ينكشف أمري.

ـ كلا أيها العزيز، فقط سؤال أردت منه معرفة أسرار اللعبة.. وإذا حصل المرء على ثلاث صور للديناري؟

ـ آه يا صاحبي عساك لا تراوغ..ولكن على أية حال أتمنى لك الحظ السعيد فجميع أبناء عمومتي يستحقون الخير. ألم يمنحوني جليلة التي أنقذتني من موت محقق، وهي جائزتي التي حصلت عليها منهم..انظر أيها الطيب..في الحالتين عليك الذهاب والاستفسار من قناة التلفزيون الرابعة السويدية في مدينة يوتوبوري. هناك سوف يخبروك عن اللعبة وشروطها..صورة شاشة التلفزيون تعني أنك ربحت خمسين ألف كرون بشكل أولي.  وصورة الديناري تعني أنك ربحت عشرة آلاف كرون سويدي شهرياً لمدة عشر سنوات. ولكن، هناك في البرنامج الصباحي للقناة الرابعة سوف يمنحونك حظاً جديداً، تزداد معه المبالغ حيث تسحب عندهم ورقة يانصيب جديدة، ربما تصل الأرباح فيها مع صورة الشاشة التلفزيونية إلى آلاف أخرى، أو تتضاعف إلى ملايين والشيء نفسه مع صورة الديناري حيث يتضاعف المبلغ إلى خمسة عشر أو خمسة وعشرين ألفا كرون تقدم لك كل شهر وتتضاعف المدة إلى خمس وعشرين سنة أيضاً.

صرخت بهستيريا وقفزت ولكني تداركت وضعي فصمتّ، وبادرته بالسؤال.

ـ هل أستطيع أن أحصل على المبلغ دفعة واحدة بدلاً من منحي إياه كل شهر.أريد أن أحصل عليه فمسألة توزيعه على أقساط شهرية أمر متعب.

ـ أيها اللعين، أراك ربحت وتحاول أن تخفي ذلك عني. ها قد أفشيت سرك.

ـ لا..لا ولكن فقط اسأل لا غير.

ـ أتمنى لك الحظ السعيد،  ربحت أم لم تربح،  فأنتم أقاربي وسعادتكم تهمني..يا صاحبي إنهم سوف ينتظرون موتك. وهو بدوره يأتي بعجالة غريبة.

ـ موتي !!!.

ـ أي نعم موتك وليس شيئاً آخر..هؤلاء الشياطين يحسبونها بدقة..فالرابح كم عليه أن يعيش من السنوات..فقط العجائز والمرضى من يربحون اليانصيب في هذه الدنيا. الأقساط شهرية.. لا يعطون المبلغ جمعاً بكسر. وسوف ينتظرون موت الشخص لتقطع عنه تلك الجائزة.حل بسيط جداً..لم أسمع عن شخص أكمل السنوات العشر وهو يتلقى قسط الجائزة الشهري..هُبّ.. فجأة تنتقل روحه إلى السماء ويسقط اسمه من قائمة الأحياء، عندها تحجب الجائزة لعدم وجود من يتسلمها، فيربح الميت سعة الجنة بدلاً عنها، أو يُشوى بنار جهنم متذكراً أنه كان، يوما ما، غنياً مترفاً.

ـ إذن إنه الموت..الموت..الموت يا له من قدر سخيف يسحق الفرح ومعه الجائزة.

تركني ليقدم خدمته  لزبون آخر، ثم أدار وجهه نحوي وابتسم قائلاً :

ـ حظا سعيدا مع جائزة كبرى..لا تقلق فالقلق لا يجلب الحظ السعيد.

ـ شكراً..حظا سعيدا لك أيضاً.

عند مخرج مركز التسوق، ظهر من طرف موقف السيارات المجاور جوق كبير من رجال ونساء يرتدون ملابس مزركشة بألوان فاقعة، تتدرج فوق أجسادهم بتناغم بديع.اتجهوا بهيئة فرقة منظمة نحو وسط الساحة الكبيرة وهم ينشدون بفرح أغاني بلهجة لم أكن أفهمها، ربما هي لغة الهنود الحمر أو شعوب أمريكا اللاتينية. توزعت الجوقة إلى حلقات راقصة تتألف من أربعة راقصين، يقابلها حلقات أخرى لفتيات بالعدد ذاته. على رؤوس الرجال قلانس ترتفع منها ريشة طويلة ملونة وملابسهم متشابهة الألوان تغطي النزر اليسير من أجسادهم القوية، وتنسدل تحت الخصر أشرطة ملونة، وينتعلون أحذية طويلة تصل إلى ما تحت الركبة، تلتف حولها أشرطة من الألوان ذاتها أيضاً..على صوت المزامير والصنجات والطبول يتراقصون ثم يتقدمون ليحيطوا حلقات الفتيات الرائعات الجمال اللاتي كن يرتدين صداري صغيرة ضيقة بلون زهري توشحها شرائط دانتيل خضراء، بدت وكأنها حقول ربيع ضاجّة بفوح الزهور والأعشاب، وتهبط من تحت الخصر شرائط أخرى بلونين فاقعين هما الأصفر والأزرق الشذري، شعورهن معقوصة إلى الخلف بحلقات من الدانتيل مختلفة الألوان تتجانس مع ثيابهن، وترتفع فوق الرأس ريشة واحدة بلون كستنائي. وكانت أجسادهن من أعلى الخصر تظهر سحنة بشرتهن السمراء والصديريات الضيقة لا تغطي سوى القليل من النهود النافرة التي تريد أن تهرب من مكامنها التي ضاقت بها مثلما ضاقت عليها. وقع أقدامهن يترافق باتزان مبهر مع أصوات الموسيقى، وكانت دوائر الرجال تضيق ثم تنفرج حول حلقات الفتيات، وكأن ما يحدث هو عملية محاصرة أو نزاع أو اختطاف. فجأة ومن وسط حشد الجمهور الذي أحاط الفرقة من كل جانب متلذذاً بمشهد الحفل الراقص، ظهرت حورية جميلة سمراء خلاسية البشرة، لم تتعد بعد سنواتها العشرين. مشت الأميرة بهدوء وتقدمت بخطى وئيدة وكأنما أقدامها تقرع نقراً خفيفاً فوق طبل. كانت حورية يتوج رأسها إكليل غار، وينسج الثوب بشرائطه الشفافة ملاءة من زخرفة تغطي شيئاً يسيراً من جسدها.سطعت شمس الصيف ببهاء نورها فوق هذا الجسد المشدود والقدّ الميّاس، وتقدمت الفتاة برشاقة وغنج لتقف أمام الفرقة الموسيقية، وإشراقه لابتسامة ملائكية ترتسم فوق محياها.

إنها راشما..يا ربي إنها هي..تسمّرت مكاني ووجدتها تطالعني بابتسامة ملائكية، فشعرت بدوري بالرضا وأنا أتفرسها بنهم، حيث تقف وسط الجوق. حين وقفت راشما كانت فرقة الراقصين قد شكلت جدارين متوازيين، الفتيات مقرفصات على الأرض والرجال يقفون خلفهن، وكان الصفان يتمايلان بتناغم مع صخب الموسيقى، والرجال يدقون الأرض بأقدامهم صعوداً وهبوطاً، ويطلقون صوتاً مكتوماً يدل على القوة والتحدي. تقدمت راشما نحو منتصف الساحة، وكان شعرها المزدان بإكليل من الورد ينساب فوق الظهر المكشوف، ويعكس بريق لمعان الشمس، وجسدها أسفل الخصر غطـّي بملاءة من قماش التول الأصفر الشفاف. كانت ترتدي صديرياً بلون أصفر يخفي صدرها الناهض، وحين تقدمت بدأ جسدها يتلوى مثل أفعى. تقدمت فضجّ الجمهور بالصراخ والصفير وتصاعدت معه ضربات الطبول وأصوات المزامير.انحنت الفتيات المقرفصات نحو الأرض فقفز الرجال من فوقهن وهم يصرخون صرخات الحرب، ثم ركضوا ليحيطوا أميرتي بحلقة محكمة فبدأت تتلوى مرتعبة ولكن فجأة تحركت جوقة الفتيات ليتقدمن مهرولات ليولجن أجسادهن من بين جدار الرجال، ويقفن كسدّ منيع يحيط بالملكة لمنع الرجال من اختطافها، وبدأت عند ذلك رقصة جميلة، تتقدم النساء فيتراجع الرجال ثم تدور الدوائر وتتراجع النساء. يشن الرجال غارتهم وتردّ النساء بقوة بغارة تبعد الأعداء. تتوتر الأجساد وتندفع بصبوة وفتوة. كانت رقصة أخاذة أشاعت الفرح وسط جمهور المشاهدين الذي راح يتمايل ويهتف مع حركات الراقصين والراقصات.

كانت دقات قلبي تتسارع وصداها يعلو ويهبط خوفاً من أن يحدث شيء ما لراشما. كانت الأجساد بملابسها المزركشة الموشّاة بتلك الألوان تختلط بتوليفة حركات كرّ وفرّ ومعها ترتسم على وجه راشما تعابير الخوف والرهبة وتقطيبة غضب حين يتقدم الرجال، ولكنّ ابتسامة عريضة لفرح ملائكي تحل فوق وجهها. جسدها الطري يتمطى ويهتز طرباً حين تكر فتياتها المدافعات والموسيقى تصدح بنغمتين مختلفين بين تارة وأخرى.

فجأة تشتت حلقة الرجال، وراح بعضهم يصطدم ببعض كمن يريد الهروب أو يلوذ بمكان بعيد، ووجوههم يعتريها الخوف، عند تلك اللحظة خرج من وسط الجوقة الموسيقية شابّ فارع الطول جميل المحيّا مفتول العضلات، خصلة من شعره تسقط نحو وسط ظهره وتتطاير أحياناً مع قوة حركاته التي بدت متناسقة.كان يتمنطق بحزام يربط بنطاله الجلدي القصير عند الخصر، وامتد منه غمد عريض يضم غّدارة طويلة، واعتلت رأسه ريشة عريضة بلونين فاقعين، يمسكها رابط أخضر حريري رفيع.ورغم الملامح الغاضبة والعبوس الذي يظهر على وجه الفتى، فقد كانت عيناه تشعّان ببريق طاغ كان يصوبه بدقة نحو راشما التي جلست القرفصاء وسط حلقة وصيفاتها.تقدم الفتى واستلّ غدّارته، ولوّح بها في الهواء، فانسحب الرجال إلى الخلف وشكلوا نصف دائرة، بعدها استوت أجسادهم ثم انحنت، وتقدمت سيقانهم وطُويت إلى الأمام بحركة ركوع. تقدم الفتى نحوهم وهزّ غدّارته عدة مرات فتمايلت معها أجساد الرجال تعبيراً عن خضوع واستكانة وتذلل، فأرجع الفتى غدّارته إلى غمدها وطلب منهم بإشارة واضحة أن يحيطوا به ففعلوا ذلك، وكانوا ينطـّون حوله مثل الأرانب. استدار الشاب نحو الأمام بمواجهة حلقة الصبايا وعروسهنّ، ثم رفع وجهه ويديه نحو السماء وبدا جسده الضخم يبرز عضلاته المتناسقة، ثم تمتم بجمل غير واضحة فتسارعت أصوات الطبول والمزامير.ومع الموسيقى وتراتيل الفتى بدأت راشما ترفع جسدها رويداً رويداً لتستوي منتصبة ووجهها يطفح بالحبور والبهجة، ودارت الفتيات حولها برقصات متوازنة تمايلت بها الأجساد بغنج وخفة،  وكأن هناك موسماً  للربيع قد حلّ، وعليهن استقباله والترحاب به. وفي الوقت عينه كانت مجموعة الرجال تؤدي رقصة جميلة أخرى تصاحبها همهمات لأصوات مكتومة، وكانوا يتحلقون حول الفتى وكأنهم ديوك تتقافز بخفة ورشاقة.تقدمت الحلقتان إحداهما من الأخرى فتلامست الأجساد ودارت دورتين ثم انفرطتا ليختلط الجميع. عندها وقف الفتى بمواجهة راشما ثم ضمها إلى صدره بقوة فصدحت الموسيقى وعلت الأصوات وضج المكان بالتصفيق.  دخل بعض الصغار والفتيات من الجمهور وسط الحشد.

اندفعت هائجاً نحو المكان وسط الجوق ثم سحبت راشما من يدها ودفعت الفتى من صدره.عزلت عنه راشما بلمح البصر وضممتها إلى صدري. أبعدتني عنها بقوة صارخة في وجهي بصوت أجش، وكان وجهها يكتسي بسحنة من غضب، والشرر يتطاير من عينيها، ووثبت مبتعدة وهي تنظر إليّ شزراً. رفعني الفتى بقوة ودفع بي بعيداً. التف جسدي دورة كاملة وسقطت على الأرض. كان الطنين يملأ رأسي وبدأ جسدي يرتعش. نظرت نحو راشما فوجدتها تبتعد وكانت تمسك يد إحدى صاحباتها. رفعني مرافقي عن الأرض وضمّني إلى صدره. بدأت أجهش بالبكاء وأنادي على راشما.

ـ أيّ راشما أيها المسكين..يكفي هذا.. لقد أفسدت فرحة الناس.

ـ ولكن راشما..راشما.

ـ أي راشما يا صاح..إنها فتاة الفرقة

***

فرات المحسن

في نصوص اليوم