نصوص أدبية

محمد محضار: رماد من نوع خاص

احترقت أفكاره هذا الصباح وصارت رمادا، حاول أن يعيد لها الحياة، تخيّلها طائر فينيق ينبعث من رماده، لكن خَياله لم يسعفه ..لم يحدث شيء، ظلت أفكاره رمادا وظل هو حائرا، مترددا خائفا، اقترب من كوم الرماد، أقعى ثم حفّن مدّاً، قربه من أنفه كانت رائحة الرماد زكية ذكرته بعطور فرنسية كانت تضعها زوجته، مثل ايف سان لوران، أو لولو كاشريل، وربما أيضا " رِيف دور " عِطر أمه وجدته المفضل، أيّ صاعقة لئيمة هذه التي استأثرت بأفكاره فأحالتها على هذا الحال؟

أهو تفريط منه أم هي صدفة لعينة؟ تساؤلات رهيبة تَشج رأسه ولا يجد لها جوابا.

تردد لحظة ثم هرول مسرعا وأحضر صندوقا خشبيا كان يضم بعض وثائق والده القديمة ومجموعة من صور العائلة القديمة، وشجرة نسبها التي أوصاه والده بها خيرا، فتحه فانبعثت منه رائحة مشابهة لرماد أفكاره، مد يده وأخرج جرابا أخضر اللون تذكر أنه قد رآه من قبل ضمن محتويات الصندوق، حل تِكّة الجراب، اكتشف أن به غبارا يشبه الرماد

ابتسم :"لعله رماد أفكار أسلافه " لا ضير عليه الأن يمكنه أن يضع أيضا رماد أفكاره في الجراب لأنه المكان الملائم لاحتضانها.

استعاد رباطة جأشه وهو يعيد الصندوق إلى مكانه وقد أصبح له فيه أُثر وذكرى.

***

محمد محضار

16 أبريل 2022

في نصوص اليوم