نصوص أدبية

مالكة حبرشيد: هل تستحق رائحة الشواء.. كل هذا الاحتراق؟

في الفؤاد قصيدة تنتفض...

بين الضلوع حلم يحتضر

على شاشة الأفق ابتسامة

لا تكمل استدارتها

مهما تظاهرت الغيوم بالانزياح...

وانتحل الشفق بريق الغسق.....

لا شيء يوحي بالعيد...

غير أصوات الباعة

وبعبعة الخرفان في كل زقاق وحارة...

ترثي زمنا أعزل

لم يحض بأناشيد تهتز في حلق الصباح

اغتيالا لنواح لا يبرح صدر المدينة

*

أعيديني إلى سفر التكوين

أيتها العيون الحزينة

كيما أثقل كاهلك بتعاويذ

كسرت أفراح الحي

لطخت جلباب الصبر

حين بأطرافه كان يمسح الدمع

*

غريب أنا ....على حافة طوار

احصي العابرين نحو التيه

لا رقعة  تستوعب أوجاعهم

لا ابتسامة تضمد جراحهم

ولا مواويل تكتمل في ليل القبيلة

كل السكاكين حادة...والملامح واجمة

في رقم على غرة ذبيحة.... تائهة

فمن أين لي بدف ترتفع لإيقاعه الأهازيج

والطفولة لم تغير ثيابها

المزامير اختنقت نوتاتها

الحسرة تشيع الأحلام عند باب السوق

حيث تركت عرق السنين

لتمسح دمع صدفات لا تفهم عسر الحال

الجدران حبلى بالأنين

وظلال الشاحنات أتخمها عرق المقهورين

فهل تستحق رائحة الشواء

كل هذا الاحتراق ؟

*

اذرف دمعة....وعد إلى أول الوجع

هناك سنلتقي لننظم للموت قصيدا

يشرح صدر القابضين بالنواجذ

على ما تبقى من كبرياء

ما اهتدى من وعي

وما يرقع شريان الأمل المذبوح

في حانة الصبر

***

مالكة حبرشيد

 

في نصوص اليوم