نصوص أدبية

عطا يوسف منصور: صُـمــود

صُمُـودٌ لا يُـماثِـلُـهُ صُمُـودُ

ومــوتٌ لا تُـحَــدِّدهُ حـــدودُ

*

وغــزّةَ كُـلُّـها عـزٌّ وفـخـرٌ

وتـأريخٌ تَـعَـهَــدهُ الـجــدودُ

*

رجـالٌ ليس مِثلِهُـمُ رجـالٌ

إذا صالوا على الباغي أُسـودُ

*

هُـمُ العِزُّ المُـجَـسّـدُ في أُناسٍ

أُبـــاةٍ لا تُـقــيــدُهــمْ قــيــودُ

*

على أكـتافِهِمْ حَـملوا الـمَـنـايا

بـطُوفانٍ ومـا حـالـتْ سُــدودُ

*

فصار الموتُ يَخـشاهُمْ لِئلّى

تُـفـاجِــئـهُ وتـصــدمَـهُ ردودُ

*

من الطِفلِ الرضيعِ الى شـيوخٍ

يَــرونَ الـمـوتَ للـعـلـيـا يَـقـودُ

*

هُـمُ والارضُ قـد صارا كـيانًا

عـشـيـقٌ عـنْ عـشـيـقـتهِ يـذودُ

*

فصارتْ وهي طوفانٌ عـتّيٌّ

جـحـيمًا حين يـدخُـلُها الـجنـودُ

*

وقـالـوا بعـض أيّـامٍ وتُـنهى

وتُـسـلِـمُ أمـرَها ولـهـمْ تـعـودُ

*

بنو صهيونَ ظَنّوها فخابوا

وعتريسُ الـبـغاةِ بـها يـؤودُ

*

وعـالـمـنـا تَـسـيّـدَه عُـتـاةٌ

صـهايـنـةٌ وسـيـدُهُـمْ كـنـودُ

*

صهـايـنةٌ أقامـوا باغـتـصابٍ

دُوَيَـلَـتَـهـمْ وظـنّــوهـا تَـســودُ

*

فَـعاثـوا في فـلسـطينٍ عُـقـودًا

ومِنْ زاكي الـدماءِ لـهـمْ عـقـودُ

*

ومِنْ رَحِـمِ الـسفالةِ والـتـداعي

لـعـالـمـنـا تـمَـخَـضتِ الـجـهـودُ

*

فصار الـغاصبون ذوي حقوقٍ

وأهـلُ الـحـقِّ تُـغـنـيـهـمْ وعـودُ

*

وفي هـذا الـخِـضَمِّ يُـبادُ شـعبٌ

أمـامَ الـعـالـميـنَ وهـمْ شُــهـودُ

*

أرادوا أن يعـيـشَ بها غريبٌ

كـما يحــيا بأمـريـكا الهــنـودُ

*

بلا تأريخَ في وطـنٍ ســليبٍ

لإسـرائـيـلَ هــوّدَهُ الـيـهــودُ

*

عـلى هــذا أرادوها كــيـانًا

لـشـذّاذٍ وراعـــيـهـا يـجــودُ

*

وها هُوَ في مجازرها شـريكٌ

ويرفـدها وتُـنْـتُهـكِ الـعُـهُـودُ

*

فـعالـمُـنا الى دركٍ تـهـاوى

تَــــولّاهُ الاراذلُ والــقـــــرودُ

*

فـيا لَـلْـعارِ عـالـمنا تَـرقّى

وما ارتـقتْ الـعـلومُ بمَنْ يـقـودُ

***

الحاج عطا الحاج يوسف منصور

الدنمارك/ كوبنهاجن

الخميس في 13 حزيران 2024

 

في نصوص اليوم