نصوص أدبية

جودت العاني: الحب والإفتراق وطقوس الكلمات!

شبحٌ يتخطى في ظلمةِ

ليلٍ دامسْ،

في الغرفةِ

في الممشى

يتأرجحُ ظلٌ، فوق الحيطانْ ..

ويمضي مهموماً فوقَ رمال الشطآنْ ..

**

تسائلَ، ماذا تفعلُ في هذا الليلْ ؟

هنا، تتمشى الغيلانْ،

فلماذا تهرعُ، تخطو سريعاً

نحوَ الساحلِ،

مسكونٌ بالصمتِ

على إيقاع الموج الغارق في الهذيانْ ..؟

**

سادَ الصمتُ

وكاد الوهمُ

يبتلعُ الغرفة والممشى

ويكتسحُ المدن المنسيهْ..

**

تسائلَ في ظلِ النور المتأرجح

في رأسِ صغيرٍ يتمزقْ

ما بينَ الحب وسخف الأقدارْ ..

ماذا تفعلُ هنا، قل لي يا هذا ؟

ولماذا تغرقُ في الصمتِ

ولماذا تشطرُ نفسكَ نصفينْ ..؟

نصفٌ، يأكله الصمت القاتل

والنصفُ الآخر لا يسكت في وجهِ الموتْ..!!

فأنا أعرفُ خطوي

وإلى أينَ تسيرُ خطاي

وأعرفُ معنى العتمة

والظلمةِ في آخرِ سيري

لكني، لنْ استسلم

بلْ أرسمْ معنى لمحاكاتي ..

لا اكسرُ فيها آنية الزهرِ ولا مشكاتي ..

حيثُ الحب وطقوسُ علاماتي ..

**

منْ أنتَ يا ...... ؟

أنا نصفك يا من حَلَقْتَ بعيداً بين الغيماتْ..

وتَحَلَقْتَ حولَ زهور الحقل

تحاورُ جمع النحل

وتنثرُ للحبِ سُحاباتْ..؟

**

تركتكَ رياحُ الدهرِ

تتخطى في منعطفينِ

تُرْبِكُ اقدامكَ عندَ السيرِ،

عندَ تخوم المجهول

ما بينَ رحيلٍ قد عطل مشواركْ ..

وبينَ غياب الهمسة

واللمسة في محرابكْ ..

فضاعتْ اقدامك بينَ رحيلٍ لا رجعة فيه

وبينَ غيابٍ لمْ يترك للحب صدى

ولمْ يخلقْ في الكون مدى

سوى، ألآم السير على الحصباءْ ..

وفوقَ سرير الحب الغارق في الفحشاءْ ..

سألوه، ماذا تفعل في عتمةِ هذا الليلْ ..؟

فاجابَ .. أراقبُ، رؤوس الموتى تمرُ أمامي

تتكسرُ فوقَ الجدران سهامي

وأراقبُ رقص الغيلانْ ..

فوقَ سرير الحب ونهش الأوطانْ ..!!

***

د. جودت العاني

02 / 02 / 2023

في نصوص اليوم