نصوص أدبية

ريما آل كلزلي: على خُطى الشّعر..

في ظلال الأرجوان والأخضر،

حيث تتدلى السماء كقطعة قماش مزركشة،

أتنقل بين الأشجار، أنفاس الغاب تلفني،

أنا الكلمة المسافرة دون جناحين،

أغوص في الطبيعة البكر، أتخيل العوالم.

على ضفاف نهر الأحلام، الماء يعزف سيمفونية،

أشاهد الأسماك ترقص تحت السطح البرّاق،

الأزهار تنحني برقّة لقُبلات الندى،

أهمس بلغة لا تعرفها سوى الأعماق،

أنا الشاعرة، الساحرة، الفنانة.

الأوراق تتساقط كأنغام متناثرة من قيثارة عتيقة،

تغفو الأرض تحت وشاح الأمسيات الهادئة،

أتقاسم الصمت مع اللّيلك والعنادل،

أتنشق عبير الحضور، عطر الغياب،

أنا النبض، اللحن، الحياة.

السماء تبكي، دموعها سبائك فضية،

تغسل وجه العالم، تبريك للأرض العطشى،

أترك قدمي تغرق في طين الأزل،

أتحدى الزمان بنظرات تمتد للأبد،

أنت المعنى، الأثر، وأنا اللغز ، النهر الجاري.

كل شجرة هي قصيدة تنبت في صدر السماء،

كل ريح هي أنفاس الأساطير الخالدة،

أنا، سر الماء في مملكة الخضرة،

أغني مع العصافير، أصرخ مع العواصف،

أنت المد، فاترك لي الجزر،

أنت الشمس ،فدعني قمرًا ينعكس على بركة هادئة.

هكذا، في خطى رامبو أسير،

بين الطبيعة والقلم، أبحر، أغوص، أستمر،

أترك للمستقبل نصوصاً من عطر ومطر،

أنا الحلم، الوعي، الروح التي لا تستكين.

***

ريما آل كلزلي

 

في نصوص اليوم