نصوص أدبية

صالح البياتي: اللعبةُ.. هل انتهت؟!

اللعبةُ

لم تنته بعدُ

ينقضُ علينا

ذكرُ النحلْ

الأكثرُ عناداً

وعداءً

لم تنته اللعبةُ بعد

مذ قال هابيلُ

لأخيه قديماً

قِدَمَ أولُ جريمةٍ:

لن ابسط يديَّ اليك

لتبوءَ انت بجريمتِك

أنا هابيلُ القتيلُ

أبرئُ الكرونا*

من دمي

أتهمكم أنتم

كفى مكراً

**

يومي يبدأ..

أبدأُ يومي

باسمِ اللهِ

وبـ حيَّا على الحبِ

والحياةِ

لم انزعجْ كثيراً

إن كنتُ وحيداً

لأني سأطلقُ

جيادَ خيالي حرةً

جامحةً تعدو

او هادئةً تخُّبُ

ستعودُ إلي

سريعاً

أو بطيئاُ

**

رجاءً

لا تفسدوا يومي

فهو يبدأُ

حينَ تنامُ

نصفُ عصافيرُ

شمالَ الكرةِ الأرضيةِ

أما انا

فأفتحُ نافذةً واحدةً

على امتدادِ البصرِ

وعلى ضخامةِ الركامِ

قد ترونه أنتم

لو أمعنتم النظرَ

أغلقها سريعاً

**

أفتحُ نافذة أخرى

بسعةِ أفقِ البحرِ

قد لا ترونه أيضاً

أُسبحُ باسمِ

من أبلجَ ضوءَهُ

ورسمَ بريشتهِ المباركةَ

فراشاتَ نهارهِ

بيضاءَ..   وملونةً

ثملةً ترفُ أو تطيرُ

نشوى برحيقِ الألوانِ

وبأصابعِ شمسِ

تناغيها فتضحك

تنثرُ بذوراَ ذهبيةً

في حدائقِ الحياةِ

**

شراعي

يندفعُ

والبحرُ رهواَ

يعانقني الموجُ

يغشى عينيَّ

وهجٌ أزرقٌ

**

حين يتوارى العالمُ

أطبقتُ جفوني

لوهلةِ جنونٍ

واسلمتُ النفسَ

لخفقةِ نعاسٍ

وللحظةِ أنسٍ

راحَ العالمُ

يتوارى صغيراً

خجلاً من:

خداعهِ وأكاذيبهِ

ورحتُ أنا

أتلوى

من يأسي

**

الحلمُ أنقلبَ كابوسًا

حربٌ.. حربٌ

قصفٌ.. وخسفُ

جثثٌ.. وركامٌ

أضغاثُ الحلمُ ألأمريكيُ

أنقلبَ كابوساً

أجتمعَ شتاتٌ

والحلمُ   تبددْ

***

صالح البياتي

.........................

* الكرونا: فيروس كوفيد 19 الذي حصد أرواح الملايين في ذروة إنتشاره في العالم.

 

في نصوص اليوم