آراء

أمريكا والأرض المحروقة في العراق

abduljabbar aljaboriما يجري في العراق الان، من دمار وخراب واحتراب طائفي واقتتال وإرهاب وميليشيات طائفية ودواعش ارهابية متطرفة برؤوس متعددة، هو نتاج طبيعي لسياسة امريكا في العالم تصنع الارهاب وتحاربه، فقد حصل هذا في فيتنام وأفغانستان والعراق وليبيا واليمن وسوريا وغيرها، هي تغزو الدول وتقتل شعوبها وتدمر بنيتها التحتية وتشعل حرائقها الطائفية في مجتمعاتها، هذا كله جرى امام انظار العالم، وتظهر على العالم (باعتذار وقح) عما قامت به بعد خراب البصرة كما يقال في المثل العراقي، فقد اعترف واعتذر المجرم بوش بغزو العراق، واعترف اوباما بخطأ تدمير العراق وتركه لإيران، ثم بعد المرشح الرئاسي وهيلا ري كلينتون، وكل الساسة في امريكا اعترف واعتذروا من ان غزو العراق كان (جريمة)، ليس لأنه قتل وهجر ملايين العراقيين، وهدم دولتهم، ولكن لانها اوجدت من يؤرقهم ويهدد مستقبلهم وأمنهم القومي، ويهدد مدللتهم اسرائيل(في الظاهر)، إلا وهو تنظيم داعش، وآخر الاعترافات والاعتذارات، جاءت على لسان الكلب بلير شبيه بوش في نزعة الاجرام والوحشية وشريكه في قتل العراقيين في غزوهم وتحالفهم ضده، وماذا بعد هل انتهى مسلسل القتل والتهجير بهكذا اعترافات واعتذارات، بالتأكيد (لا)، على العكس لقد بدأت صفحة اخرى اقسى إلا وهي استخدام الارض المحروقة في العراق، فكيف يحصل ذلك هنا سنوضح ونفضح اوباما وإدارته، واستيراتيجيته الفاشلة في العراق منذ ان استلم من سلفه المجرم بوش الملف العراقي، بكل تأكيد ويعرف هذا كل العراقيين تحديدا، ان من صنع داعش والميليشيات ورعاها ودعمها وجعلها تتقاتل فيما بينها لدواع طائفية هي ادارة اوباما وإيران، حفاظا على مصالحهما في ألعراق حتى تم توقيع اتفاقية البرنامج النووي الايراني، وعندها بدأ عصر جديد في المنطقة (حذرنا منه وشخصناه)، بعيد الاتفاق بأيام وقلنا ان عصرا جديدا بدأ في المنطقة هو عصر ما قبل الاتفاق وعصر ما بعد الاتفاق، انظروا، قبل الاتفاق الاوضاع في سوريا كانت معارك بين الفصائل فيما بينهما وبينها وبين النظام ألسوري وفي العراق كان الاقتتال بين بين الجيش وداعش، بعد الاتفاق صار بين داعش وبين الميليشيات الايرانية، قبل الاتفاق لا توجد تحالفات اقليمية ودولية ومحورية بين قطبين اساسيين هما امريكا وحلفاؤها وروسيا وحلفاؤها، الان اصبحت هذه التحالفات ظاهرة تتوسع في المنطقة وتنذر بحقيقة، اعلنا عنها بناء على واقع على الارض قبل عام، من ان حربا عالمية ثالثة، يجري الاعداد لها في المنطقة بين امريكا وروسيا وحلفاؤهما، وهذا اصبح حقيقة تقترب يوما بعد يوم من الاندلاع على الارض السورية-العراقية، ويدفع ثمنها الابهض الشعب العراقي والسوري، ودول المنطقة، اليوم نشهد ألسيناريو اكثر التصاقا في الواقع ويسير بخطى واثقة وسريعة نحو الانفجار، ففي العراق تجري معارك متعددة ألرؤوس بين امريكا وداعش، وبين امريكا والميليشيات(تهديدات ابو مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي)، وبين الجيش وداعش، وبين داعش والميليشيات، وبين داعش والبشمركة، وهكذا تجري المعارك في اكثر من قاطع وبوقت واحد، وبسياسة واحدة لدى الجميع هي سياسة الارض المحروقة للأرض فمثلا جرت معارك قبل عام في ديالى بين الميليشيات وداعش وتم طرد داعش من ديالى وتم تهجير اهلها، ولم يعودوا لبيوتهم لحد الآن وقد دمرت وأحرقت بيوتهم وبساتينهم ومنعتهم الميليشيات من العودة لها رغم دمارها لحد الان، وجرى هذا وبوحشية اشد وعلى ايدي داعش والميليشيات في كل من جرف الصخر وآمرلي وسليمان بيك وحزام بغداد وصلاح الدين التي تحولت الى محافظة اشباح حقيقية ولم يسمح بعودة اهلها لها لحد اليوم، ومن يشرف على كل هذا ويدعمهم بطائراته وسلاحه وصواريخه هي ادارة اوباما، وحكام طهران، الان جرى تحرير قضاء بيجي بعد كر وفر لمدة عام بين الميليشيات وداعش حول المصفى انتهى بطرد داعش منها، ولكن ماذا حصل، لقد تم تدمير بيجي بالكامل تدميرا وحشيا من قبل الطرفين، بحيث لم تعد بيجي وديالى وصلاح الدين وآمر لي وجرف الصخر وحزام بغداد ووو.. صالحة للعيش فيها على الإطلاق لان الحرق والتدمير ونبش القبور وتفجير الجوامع والمساجد والبيوت وحرق البساتين وتهجير سكانها هي السمة الابرز للمتحاربين هناك، اذن هذه هي سياسة امريكا وإيران، ان يحرق العراق كله ولن يعد صالحا للعيش تماما، اليس هذا ما جرى في مدنه واقضيته ونواحيه وقراه على يد تنظيم داعش والميليشيات ذي الصناعة الامريكية والإيرانية، نعم هذا جرى ويجرى الان، ونحن امام معركة اخرى اكبر لاستكمال الدمار الشامل بحرق العراق كله من اقصاه لأقصاه ن ونقصد معركة الموصل القادمة ومعركة الانبار القادمة، وهما مدينتان تمثلان جناحا العراق، اهمية استيراتيجية في الموقع والتاريخ والموقف، فهاهي امريكا مستمرة في تدمير العراق، بأيد (تدعي انها عراقية)، تنظيم داعش المتطرف (السني) بدعم أمريكي وميليشيات طائفية برعاية ايرانية كاملة، اليس هذا ما يجري في العراق الان، والإنزال الامريكي الذي نفذته امريكا في الحويجة، فضح ادارة اوباما وعلاقتها مع داعش، فالذين اطلق سراحهم هم قادة داعش انشقوا عنه، وخرجوا عن طاعة الخليفة، وارتموا بالحضن الامريكي لتنفيذ اجندته داخل التنظيم، لهذا وعندما، يختلف الحرامية على الغنائم، تظهر الخلافات وينكشف المستور، وهكذا خرج علينا نائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس المتهم بتهم دولية، ليهدد امريكا، نعم يهدد امريكا وهو حليفها في الانبار وامرلي والفلوجة وصلاح الدين، ويقول (اننا سنلاحقها ونقاتلها من اليوم)، وهذا يعني ان شهر العسل انتهى بين الميليشيات وإدارة اوباما، وبدأت صفحة جديدة من الحرب بينهما، وكان (المهندس)، قد ارسل تهديدات وتعنيفات قوية لرئيس وزرائه وقائده العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، يحذره من عدم دعم الحشد الشعبي وتخصيص له ميزانية، فماذا سنرى بعد معركة بيجي، التي قادها الحشد الشعبي وأحالها الى (رماد وخراب تنعق فيه البوم) بالتفجيرات والحرق ومعه داعش، فهل نرى معركة من نوع اخر بين امريكا والحشد وحكومة العبادي والحشد (ونقصد ايران)، لان الحشد يأتمر بأوامر الولي الفقيه الخامنئي ودعمه التسلحي منه، وبإشراف قاسم سليماني بشكل مباشر وعلني، المشهد العراقي الان، بين الفرقاء والأعداء لا يمكن التكهن به، وهو شديد الالتباس والضبابية، والاختلافات والخلافات متصاعدة بين جميع الأطراف ويظل الطرف الامريكي ماسكا باللعبة من طرفيها وهو يقود معاركه ضد داعش بالطيران والقصف فيما الميليشيات تكمل المعارك على الأرض وهناك سيناريو عماد الخرسان وصل نهايته وبدأ يطرق ابواب العبادي بشدة نتيجة فشل العبادي من السيطرة على الحشد وقادته، وان الملف الامني هي من يمسكه لا العبادي وهذا ما يؤرق امريكا وإدارة اوباما، لذلك تستخدم امريكا سياسة الارض المحروقة في العراق، للتخلص من جميع الاعداء وتحرقهم بوقت واحد...وتلك هي سياسة امريكا مع الشعوب...

 

عبد الجبار الجبوري

 

في المثقف اليوم