قضايا وآراء

البعد المعرفي والأخلاقي للحضارة ألإسلامية ودورها في الفلسفة اليونانية

وعلى هذا النحو، فأن ألرأي الغالب هو ذلك الذي يتطابق مع فكرة أن الثقافة اليونانية والإسلامية ثقافتان متقابلتان متفاعلتان لا متباينتان في باب العلوم وألأدب وألأخلاق والمعرفة، باعتبار أن المتتبع لتاريخ الفلسفة اليونانية وألإسلامية، يرى أن هنالك ترابطاً حثيثاً في مكوناتهما على أساس البعدين المعرفي والأخلاقي .

 

أما البعد المعرفي فأقصد أن الثقافة الإسلامية ذات خطاب متعدد الوجوه في باب العلوم المتنوعة كالطب والكيمياء والرياضيات والفلك، لهذا فقد صار هنالك تجاذباً معرفياً خطابياً بينها، أي الثقافة الإسلامية والثقافة عند الأغريق، وصار علماء المسلمين أساتذة لباقي العلماء والفلاسفة، فمن خلال هذه العلوم، تم تناقل وترجمة علوم أخرى كما هو حاصل مع الخوارزمي الذي ترجمت كتبه الى اليونانية، لهذا نبتت ووجدت موضوعات جديدة كالمنطق والأخلاق والفلك واللاهوت، وصار هنالك تفاعلاً واسعاً شكل بداية عصر جديد لإرتباط فلسفة ألإسلام بكل مكوناتها الثقافية وألأدبية مع ثقافة الغرب عبر البحر المتوسط الذي يعد بوابة مهمة من بوابات التفاعل الحضاري والثقافي بين الشرق والغرب .

 

أما البعد ألأخلاقي فقد أرتبط بفكرة تعريف الفلسفة كونها منهج يبحث في الفضيلة ويدرس علم الخير والشر وما يتبعهما وقد ذهب سقراط وأفلاطون وأرسطو وغيرهم، لمناقشة هذه الموضوعات بطريقة تتفق في محتواها الديني والفلسفي والخطابي مع فلسفة الإسلام، حيث صار علم المنطق الأرسطوي علماً ومنهجاً مقابل نظرية القياس يتبع في الدراسات الإسلامية الخاصة بألإستدلال وألإستنباط الفقهي وصار مفتاحاً للتفاعل مع علوم أخرى كالخطابة والقانون .

 

لقد أرتبطت الفلسفة بحسب مضمونها بالمفهوم اللغوي والدلالي لمقولة الحكمة بكل ما تحتويه من دلالات وأبعاد أخلاقية وثقافية كما ظهر ذلك على يدي سقراط، الذي بحث في موضوعة النفس والفضيلة والخير باعتبار ان النفس مقولة مرتبطة بطبيعة الصفة التي يريدها الله في كتبه المقدسة .

 

 لهذا ونظراً لذلك فقد أرتبط موضوع الفلسفة من حيث البعدين المعرفي والأخلاقي مع فكرتي الخير والشر والكمال والفضيلة، ما يسوق إلى الإرتباط بموضوع الحكمة كونها تعني في المفهوم الدارج حسن التصرف باعتبارها بحسب سقراط ترتبط مع موضوعتي الفضيلة والخير .

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1072  الاثنين 08/06/2009)

 

 

 

 

في المثقف اليوم