قضايا وآراء

لا .. لن يحترق القمر .. قصائد على رفوف المكتبة (الى سعيد الوائلي

 هذا الطرح وخصوصا ً لدى اغلبية الجالية العراقية، وأن الشاعر سعيد الوائلي وفي طروحاته التي تحمل مضامين " نحو الماورائيات " وصراعه المستمر دون أحداث قطيعة بينه وبين الاخرين جعله يجدد الثقة بقدرة الإنسان نفسه على التمييز بين الحقائق والأكاذيب، وهو يتفاعل عبر القصيدة التي يكتبها ثورة ضد مفاهيم الحياة التي هيمنت على الكثير من العقول التي تركت الانهماك بالأخلاق القيمية الشخصية والاتجاه إلى التلذذ بالحياة الدنيوية ومباهجها وما أكثرها في منفانا القسري، والبعض من أبناء جاليتنا وضع سعيد الوائلي في دائرته الضيقة التي هي عبارة عن " بيسمت " ليبث من خلاله كل قصائده التي تعتمد حياة الإنسان وتعالج أحتياجاته واهتماماته، وبذلك فإن فلسفته انطوت على أو نبعت من شخوص تحركت في مخيلته هو ارادها أن تكون مشخصة كما شخوص واقعة الطف وشخوص شكسبير " يقول عنه الكاتب جواد وادي " حين يقاتل الشاعر ليظل الأمل نافذته للحياة، الشاعر سعيد الوائلي يبقى قمره مضيئا ً رغم هسيس النار الصفراء " موكدا ً ذلك حينما يقول " يستخدم الشاعر لغة الغائب ليشرك القارئ في بلواه ووجده، وهذا نزوع ذكي ليدع الاثنين قارئا ً ومبدعا ً للفوز في متون النص الذي أعطاه عنوانا يتسم بالعزلة والخوف والتعبد والانتماء والوحدة والتوحد مع الذات كلها إحالات لمفردة " الكهف " وفي تقديري الشخصي فإن سمة الإنسان هي حرية الاختيار في تشكيل نفسه وتكوينه، ومن هنا يؤكد " سارتر " يفقد الإنسان إنسانيته حالما يتخلى عن حرية الاختيار هذه وينصاع إلى الأعراف والقيم والسلوك المكتسب "

         

فارش الاحزان،

خازن الاهوال،

يستلهم الافكار من مكان بعيد ...

وبشفتيين مطبقتيين

وعينيين غائرتيين

يرى انفتاح الكهف

وطائرا ً شفافا ً

يشرعُ بالطيران

 

ومن هذا المنطلق أخذت قصيدته ترتقي وفق أجندته التي سخرها للتنوير والفكر الحر لكن لوجود هيمنات شعرية نشأت عبر ايدلوجيات متعددة تستخدم قوة خفية لأخماد أي منجز شعري طالما لن يمر عبر بواباتهم المؤدلجة حتى على صعيد النشر، فظلت الأسماء المختارة من قبلهم تتراقص وتصب جل ّ غضبهم على الوائلي وغيره من المبدعين الشباب وغير الشباب في منفانا، والوائلي يؤمن بقدسية حرية البحث والتحري المستقل لإثبات الحقائق والنتائج، يقول عنه الدكتور عدنان الظاهر " رصدتُ تطوراً نوعياً في شعر سعيد الوائلي ونضجاً متميزاً في وسائل التعبير وإتساع رقعة ما يوظف من مفردات ومجازات ورموز وما يستخدم من صور شعرية . إرتفعت منذ هذا العام (2006) حرارة شعر الوائلي بعد عام 2005 الذي أسميه عام الهمود والكمون والهدوء الذي يسبق العاصفة ... ثم جاءت العاصفة، جاءت بالفعل . "

في مملكة المرجانِ في عمق البحرِ

أركبُ كآبتي وأترعُ البحرَ

وبالتالي ليست هناك قوة خارجية تملي عليه وانما أصر على أهمية الإنسان في كوكبنا المترامي الأطراف، مشتق نفسه الشعري من مجموعة الشعراء الذين أكثر بالقراءة عنهم وأتخذهم قاعدة من خلال تقديمهم للقيم الأخلاقية، ومجموعة من المثل الملهمة، وسبلا للتعامل مع حقائق الحياة القاسية التي قدمت له هذه الكاَبة لكنه يؤكد فلسفته التي اشتغل عليها عبر قصائده التي أتسمت بالنزعة الأنسانية الخالصة وتنوع الخيالات وأصالتها مستثمرا ً القصيدة بوضوح المعنى الواحد وفي صور مختلفة مستغلاً تسخير اللغة والتحكم في الألفاظ، ويبقى الشاعر يحفر في طبقاته المتراكبة، كلماته التي يستخدمها فيها الكثير من التلويحات والاشارات تحول الكون كل الكون الى لغة الطبيعة / العناصر / حتى حيواناته التي يستخدمها هي رموز استهلها وطوعها خدمة لقصيدته التي انطوت على جملة من المواقف من فعل الابداع الذي أحاطوه تحت يافطات عديدة مستغلين سطوتهم وجبروتهم للوقوف ضد كل من يبدع ويهيم بحب الوطن الناصع البياض ومامن شيء بسبب هذا كان الوطن محور شعريته ورمزها الاكبر.لكن لدور الأنترنيت وموقعه الشخصي في نشر منجزه الأبداعي جعلنا نتواصل مع قصيدته التي بثت فينا العديد من المواقف التي يحسد عليها الشاعر وخاصة في هذه الأيام الصعبة، التي ينطلق منها الكثير " يقتلون القتيل ويمشون في جنازته " فالشعر نقاء وموقف .

 

نعيش في عالم بلا مروءة

- بلا شمس ٍ...

- بلا قمر ٍ،

- لا نجوم

- ولا طيور...

سوى اية النفاق !

تنخر عظامنا

يذكر ان الشاعر المذكور كان قد شارك في الأمسية الشعرية التي نظمها المركز الثقافي العراقي في واشنطن الى جانب عدد من الشعراء العراقيين وذلك في مستهل تدشين فعاليات المركز .

 

قاسم ماضي – ديترويت

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1540 السبت 09/10/2010)

 

في المثقف اليوم