قضايا وآراء

محاورةٌ بيني وبين مثقف: الفكرُ والمعرفةُ في حضرةِ أفلاطون

في مشواره الذي كثيراً ما يغريني بالمسير معه فيه ولكني ما أكملت ذلك المشوار يوماً... فكثيراً ما قادني هذا التخيُّل إلى يقينٍ بالعكس، وكلما حاولَ هذا التخيُّل أن يأخذني في مشوارٍ إلى ضفاف النهر أعدته من حيث بدأنا دون أن يشربَ قطرةً من ذلك النبع.. وهكذا علّمتني أمي!!

 

أخذني التخيُّلُ معه هذه المرّة لنكونَ في حضرةِ أفلاطون.. وحضرة افلاطون كما أعلمُ تفيضُ بكلِّ أنواعِ الفِكر، والتسمياتُ فيها قد تعني النقائض... فالفضيلةُ عند أفلاطون قد تعني الجنسَ المحرَّم عند البعض.. أو الجنسَِ المحلَّلَ عند البعضِ الآخر.. أو الجنسَ بأيِّ شكلٍ من الأشكالِ لدى البعض ممن تستهويهم هذه الحروفُ الثلاث ــ جيم، نون، سين ــ ولعلَّ محدِّثي هذه المرّةَ ممن تستهويهم تركيبةُ هذه الحروفُ الثلاث..؛

مضيت مع تخيُّلي وفي جيبي الفأسُ التي لا أمضي مع من أشكُّ في نواياه دونَها..؛

 

بادرني محدثي قائلاً:

 تحياتي ياست الملاح، يا جميلةَ الجميلاتِ حساً وذوقاً وهيئةً وعقلاً وثقافة؛

 

قلت : وما أحذق الشعراء في نسجِ معسول الكلام !

 

أجابني: إن العسل لمن يتذوقه ويُقدِّم لمن يستأهله!

 

قلت: النحلُ يعملُ ليلأ ونهاراً ويستقتلُ في حمايةِ منتوجِه الذي لا يحصل عليه إلا من يعرف الوصولَ اليه. ومن يريدُ العسلَ الحقيقي عليه أن يتحمَّلَ اللدغات... ولكن هناك فرقٌ كبيرٌ بين العسلِِ والمعسول! ومن يطلب العسل الحقيقي لا يُخدع بالمعسول!!

 

 

ثم بدأ الجد.. أو كما أراد تخيُّلي أن يوحي الي.؛

قال محدِّثي، ليغريني بالإستمرارِ في الحديث: أنا اليومَ لديَّ موضوع، وأنتِ أهلٌ لكلِّ حوارٍ لما لك من باعٍ طولى في الفلسفةِ والعلمِ والثقافة.؛

 

قلت: أنا متذوقةٌ فقط،، ولا باعً لي في مثلِ هذا، بل وإني لأغبط كلَّ من له الباعُ !

لم يعلِّق محدِّثي على قولي هذا وكأنه لم يسمع شيئاً مما قلت واستطرد في حديثه كأنَّه على عجلٍ لبداية الرحلة:

 

قال: تعرفين يا سيدتي أنَّ لأفلاطونََ حواريةً فلسفيةً هي السيمبوزيوم أو المائدة؛

 

قلت: نعم، تلك قراءةٌ من الوزنِ الثقيل... وماذا تودُّ أن تقولَ عنها؟

 

قال: هذه الحواريةُ تدورُ حولَ فلسفةِ الحُبِّ بأنواعِه حتى حب الذكر للذكر والعذري وغيره؛

 

قلت: نعم نعم...فهو، أعني أفلاطون، من ادَّعى الفضيلةَ في حبِّه للصبية !! فماذا لديك؟

 

قال: والآن سؤالي، وأنتِ الضليعةُ والواسعةُ الاطّلاع، هل الحبُّ والجنسُ وجهان لعملةٍ واحدة؟

مرَّت لحظاتُ صمتٍ... تذكَّرتُ أنني قد سمعتُ هذا السؤالَ من قبل... أما تغليفه بغلافِ المعرفةِ الفلسفية والتفلسفِ فيها فهو أسلوبُ المثقفِ لجرِّ محدثتِه (الأنثى) للحديثِ بمستوى "تحت الحزام" والذي المحُ علاماته ومؤشراته من بعد أميالٍ وأميال، وعبرَ بحارٍ وبحار، وطالما تملصتُ من الدخول في معمعاتها بحيلٍ أكسبتها لي حكمةُ السنين. فقد علمتني السنين محاكاة السمكةِ البارعةِ في انزلاقِها من يدِ صيّادٍ ماهرٍ أوغيرَ ماهر. كماعلّمتني محاكاة الزئبق في تكوّرِه وانزلاقِه بلمحِ البصر من أيِّ ممسك. وعند الضرورة في الهزيمةِ كالغزالٍ.؛

 

قلت: هذا كثيرٌ من الوصفِ لمعرفتي المتواضعة.. ولكنَّ معرفتي المتواضعة تقول كلا..

 فأحدهما منتوجٌ للأخر...

وأحدهما مبررٌ للآخر...

وأحدهما موهمٌ بوجودِ الآخر....

 فأيهما الناتجُ؟

 وأيهما الموهِِم؟

 

قال: أعرف أن هناك أنواعاً من الحبِّ متعددة، حبُّ الوطن، حب الأبوين، حب الأم لأبنائها... إلى آخره؛ ولكن ما بين الجنسين، وخاصة العاشقين، أو حتى بين المرأة والرجل هو حب يطغى عليه الجنس ؛

 

قلت: نعم، ولكن حبَّ الروحِ للروح شيءٌ مستقلٌ بذاتِه ولا يشبهه شيءٌ آخر..

وحبُّ الجسدِ للجسد نوعٌ آخر وهو الغالبُ في كلِّ الأزمانِ والعصور..

وقد يمتزجُ هذان الأخيران... أو بالأصحّ، حينما تمتزجُ الروحُ بالروح فإنهما تنزعان عنهما الرداءَ الخارجي فيمتزجُ الجسدُ بالجسد، وهذه هي قمّةُ الحب...؛

 الجنسُ خادع ٌ، وهو قادرٌ على إيهامِ البشر بأنَّه هو الحبُّ؛

 

قال: هناك اشكالٌ كثيرةٌ من الحبِّ، بل أنواعٌ.... هناك حالاتٌ لايقاربُها الجنسُ بتاتاً وقد تكون الحالةُ بين رجلٍ وامرأةٍ غريبين ولا صلةَ بينهما، والرابطُ فيها الاستلطافُ وغيره

 

قلت: نعم كحبِّ جبران خليل جبران ومي زيادة، حبٌّ دون لقاءٍ حسِّي..

 وهذا هو حبُّ الروحِ للروح... وفيه تختفي الفروقات المادية

 كالجسد والجمال والعمر، والحالة الإجتماعية، والدين، والمسافة، والظروف؛

 

قال: ولكن أرى أنَّ أجملَهُما النوعُ الذي بين جنسين، جسدي وروحي بين ذكرٍ وأنثى...

 

 

التفتُّ إلى تخيُّلي وقلت.. اسمعني ياهذا، يامن تقودني في رحلة وددتَ أن توهمَني أنها فلسفيةٌ، ولكنك تدري أنني أعرف أحاييلك.. فأنتَ ياهذا التخيل من صنعي وسأديرُك كما أشاء وكما الخاتم في إصبعي..

 

ضحك تخيُّلي وهمس في أذني " جامليني، ولنمضِ إلى النهر، ولكني أعلم جيداً أنني سأعود إلى الكوزِ وماء الحِِبّ !" *(1)..

 

هززتُ رأسي ومضيتُ وكلي يقينٌ أن تخيُّلي لم يخدعني ولم أخدعه... وما المخدوعُ إلا رأسُ هذا المثقفِ الذى يمضي معنا إلى النهرِ حالماً بالإرتواء...

أما قلمي، فقد رقص نشوةً وراح يدورُ حول حاملةِ المداد ليملأ خزّانه منها، ثم توقف وهمس لها: "وهذه ستكون إحدى محاوراتي.. فلنمضِ معهم في هذه الرحلة !!"

سمعت الحروفُ ماهمسَ به القلمُ لحاملةٍِ المداد فهلَّلت راقصةً مع القلم، متعلقةً بإذيالِه، مُبتهجةًً بما توقّّعَتهُ من مغامراتٍ في هذه الرحلة...

 

 

واصلتُ الحديثَ مع محدِّثي المثقف ِ الذي كان يحثُّ الخُطى تقوده ُ تخيلاتُه هو الآخر؛

قلت: كما ذكرتُ من قبلً، أنَّ الامتزاج بين روحين وجسدين هو قمًّةُ الحب

 الحب العذريّ هو كحبِّ الوردةِ البيضاء للندى.....

وامتزاجُ روحين وجسدين في آنٍ واحدٍ هو كامتزاجِ النارِ والماء، كلاهما جميلٌ وحده، ولكنّه القمةُ إن جاء مرافقاً للآخر..

 

قال: وأنا اري الحبَّ الجنسيّ هو القمّةُ المبتغاةُ من الحياة، لأن الإنسانَ بعقلِه وفهمِه هو الأقدرُ والأجدرُ بهذه الحالةِ من الحبِّ وهو تفرّدَ بها بين سائرِ المخلوقات.

 

قلت: بل العكس، الإنسانُ تفرَّدَ بحبِّ الروحِ والعقل، ولكنَّه شابَهَ كلَّ المخلوقاتِ الأخرى بالحسِّ الجنسيّ ؛ الحبُّ الجنسيّ، إن صحَّت التسمية بالحب، هو آنيّ وأمدُه قصيرٌ، ويتبعه الشعورُ بالذنب وهو المفسدُ الأعظم.

 

قال: تقولين أمدُه قصيرٌ وقد يطولُ العمرَ كله، قد تتعكّرُ حياةُ المرءِ المحروم جنسيا، كما أنَّ نزلاءَ المصحّات العقليةِِ معظمُهم ضحايا الحرمانِ الجنسيّ ؛ الذين يرتكبون الجرائمَ الجنسيّةَ هم، لسببٍ ما، محرومون في الغالب.

 

قلت: أو العكس.. معظمُهم ممَّن اعتُدِيَ عليهم تكراراً في طفولتهم ؛ أما من يرتكبُ الجرائمَ الجنسيةَ فهو مريضٌ بلا شك، ولكن لأسبابٍ كثيرةٍ غيرَ الحرمان، مثله مثلُ مرتكِبِ أيَّ عنفٍ آخر...او مثله مثلُ أيِّ حيوانٍ متوحش؛

 

قال: ثقولين أن الإنسانَ شابهَ الحيوانَ بالحسِّ الجنسيّ، لكن الحيوانَ غايتُه من الجنسِ التلقيحُ لبقاءِ النوع. الأنثى في الحيوان لا تقبلُ الجنسَ في غير موعدِ الضراب. أما الأنثى في الإنسان فهي تقبلُ الجنسَ لأسبابٍ أهمُّها المتعة، وهي سببٌ جوهريٌّ وغايةٌ نبيلةٌ وجميلة.

 

قلت: الأنثى في الإنسان تقبلُ الجنسَ لاسبابٍ عدة معظمها مادية، والحيوانُ لا يعرفُ الماديات، وهذه من البديهيات. أما من الناحية الحسيّة، فمن دخلَ عقلً الحيوان ليقرأ مافيه؟ ومن قال أن الحيوانَ لايقبلُ على الجنسِ للمتعة؟

في دراسةٍ على مجموعةٍ من الخنازيرِ ومجموعةٍ من الخرافِ الذكورعُزلوا عن الإناثِ لفترةٍ طويلة، كانت النتيجةُ أنهم مارسوا الجنسَ مع بعضِهم، كما هي الحالة في البشرِ في المجتمعاتِ التي تفرضُ العزلةَ بين الجنسين.

 إذاً، لافرقَ بين البشرِ والمخلوقاتِ الأخرى من الناحيةِ الحسيّة، ولكنَّ الإنسانَ مكابرٌ ومستنكرٌ لما لا تستنكرُه المخلوقاتُ الأخرى؛ فالإنسانُ يمارسُ في السرِّ كلَّ ما تمارسُه المخلوقاتُ الأخرى علناً !

 

قال: ربّما ! القرودُ ارقى المخلوقات الأخرى، وهي تمارسُ العادةَ السريّةَ دليل المتعة.

 

قلت: إنها سريّةَ لدى البشرِ فقط، أما لدي الحيوانِ فلا تصِحُّ هذه التسمية! سمِّها الإمتاعَ الذاتيّ العلنيّ لدى الحيوان. و إليكَ ملاحظةً أخرى، ألا ترى أنكَ قد دحضتَ نفسَك بنفسِك!!!

 

قال: أنا لا أعيبُ هذه الممارساتِ الفرديةِ والتي لا تقتصرُ على المجتمعاتِ المغلقة، ويجبُ استبعادُ كلمةِ عيب عند الحديتِ عن الجنس.

 

قلت: لك رأيك والمجتمعات لها آراؤها الخاصة بها. كل مجتمع يظن انه الأفضل والأرقى، وكل منهم يدّعي الفضيلة ويعرِّفُها حسبَ مفاهيمِه الخاصةِ به...

 المجتمعُ المغلقُ يحرِّمُ الحديثَ عن الجنسِ علناً بين الجنسين، ولكن ما أن يختلي رجلٌ بإمرأةٍ حتى يحاولَ جرَّها،بشكلٍ مباشرٍ أو غيرَ مباشرٍ، إلى الحديثِ في الجنسِ، وينسى أنَّ لها عقلاً كما له، بل قد يكون أرجح تفكيراً. وفي مثلِ هذه المجتمعاتِ، ما يُفتى به شيءٌ وما يجري فعلاً هو شيءٌ آخر ومغايرٌ تماما!

المجتمعاتُ المتخلفةُ تبيحُ الإعتداءَ الجنسيّ بتغاضيها عن عقابِ المعتدي (الذكر)، بل وتذهبُ أبعد من ذلك بمعاقبةِ الضحيّةِ (الأنثى) والتسترِ على الجاني؛

أما المجتمعُ الغربيّ فهو واضحٌ وصريحٌ ولذا تراهُم فيه يسوِّقون كلَّ الأدواتِ ذات العلاقةِ بالممارساتِ الجنسية. والأمرُ متروكٌ للأفراد ولهم الحريّةُ فيما يفعلونَه إن لم يكن فيه تعدِّياً أو أعتداءً على الآخرين. والرضا بين الطرفين ممَّن بلغوا سنَّ الرشدِ شرطٌ أساسيّ للتفريِقِ بين ماهو ضمنَ الحريّةِ الفرديةِ وما يشكِّلُ اعنداءً وبالتالي جريمةً يعاقبُ عليها القانون.

 فالقانونُ الأمريكيّ، على سبيلِ المثال، يعتبرُ كلمةَ "لا"، ان نطقت بها المرأةُ، كافيةً لجعلِ إجبارِ الرجلِ المرأةَ على الجنس جريمةَ اغتصابٍ، حتى وإن كانت بين الزوجين..

 فالجنسُ بين البشرِ إن لم يكن أساسُه الإحترامَ والرضا يصبحُ عمليةً حيوانيةً لا يجيزُها إلا قانونُ الغاب، ولا يستسيغُها إلا مجتمع متخلف!؛

 

 

سكت محدِّثي، وقد اقتربنا من نهايةِ الطريق..  

وصلنا حدَّ النهرِ و التيارُ فيه يجري بسرعةٍ نحو المنحدر..

فتململَ محدّثي...

وضحِكََ تخيُّلي..

وابتهجَ القلمُ...

وتراكضت الحروفُ مهللةً...

 

 

قال الحرف الأول: أهذا هو شاطئ الظلام ِالبلوتوني؟

قال الحرف الثاني: ربَّما هو المنهلُ الأفلاطوني!

قال الحرف الثالث: من هنا جاءَ غرابُ أدغار ألن بو!

قال الحرف الرابع: لا هذا ولا ذاك ولا ذاك.. إنها مسيرةُ التخَيُّل وخيبةُِ أمل المثقَّفِ في الرحلةِ الأفلاطونية...

 

 

سمع المثقَّفُ قهقهاتِ التخَيُّل والقلمِِ والمدادِ والحروفِ فتعثَّرَت خطواتُه وسقطَ في هوَّةِ الحلم ِالموؤودِ ومضى مع التيّارِ الجارفِ...

فصاح الحرفُ الخامسُ ملوِّحا ً: وداعاً أيها الصديقُ، أبلغ تحيّاتَنا إلى أفلاطونَ ومائدتِه المستديرة...

 

 

ضحك الحرفُ السادسُ قائلاً: ربَّما تلتقي بذلك الناقدِ الذي يرقصُ قلمُه مصفقاً كلما وجد "أنثى" تكتبً على المكشوف وبالقلمِ العريض ! والذي تكادُ أن تسمعَ صوتَ تمَطُّقِ شفتيهِ بينَ سطورِه النقدية.. بلِّغهُ تحيّاتنا !؛

نظَرَ القلمُ إلى الحروفِ وهي تتمازحُ وتتضاحكُ نظرةً جديةً فهِمَتْ الحروفُ منها أنْ قد آنَ الأوانُ للتجمُّع وتشكيلِِ اللمساتِ الأخيرةِ في محاورتهِ، فتجمَّعَت وتكوَّرت في مدادِه... وعمَّ الصمتُ حولَها...؛

أما تخيُّلي فقد مضى في طريقِِ العودةِ وحيداً مخذولاً...؛

 

يا قارئي، لا تسلني أينَ هو أفلاطونُ في هذه الرحلة، بل سَل المثقَّفَ فهو الذي بشَّر بوجودِه معنا في الرحلة. كما أنَّ تخيُّلي حاولَ جاهداً إيهامي وإيهامك أننا سنجده في طريقِنا ولكنّي كنتُ أعلمُ علمَ اليقينِ أنَّ أفلاطونَ يرقدُ بسلامٍ وطمأنينةٍ في كتابٍ على مكتبي، هو واستاذُه سقراط وتلميذه أرسطوطاليس وجمعٌ من التلامذةِ في أكاديميةِ الكهفِ يتناقشون فيما لم ينتهِ النقاشُ فيه ليومِنا هذا.

 

..........................................................

كانت هذه خربشات على بوابة كهف الأكاديمية الأفلاطونية بعد منتصف الليل....

 

حرير و ذهب (إنعام)

الولايات المتحدة

http://goldenpoems.wetpaint.com/

...............

الهوامش:

* (1) الحِب: بكسر الحاء، إناء فخاري لترشيح الماء بالطريقة البدائية؛

** (2) الكتاب بعنوان:

Selected Dialogues of Plato, The Benjamin Jowett Translation

Revised and with Introduction by Hayden Pelliccia

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1100  الاثنين 06/07/2009)

 

 

 

 

في المثقف اليوم