قضايا وآراء

نص ورأي

والجمال بأستهداف المعنى المتجاوز لآليات اشتغال النص بمدياته القديمة القائمة على آحادية المعنى وآسرات البوح  الواقع في أسر القوالب الجاهزة  - التقليدية والمكرورة - .

وربما ورثنا كماً هائلا من الهدر النصي  في بائر اشتغالات البعض دون مسؤولية كتابية .. تلك المشوبة بضعف بنائي وخواء معرفي البعيد عن اشتغال الشعر وما يتصل به من مكملات أخرى .. وأنني أذ أبين في هذا الايضاح  قناعتي بنصوص البعض والتي دونتها في دراسات عديدة ، أود أن أؤكد بأن هناك نماذج نصية في قصيدة النثر تتلمس طريق الإبداع الحقيقي، دون أدنى تجميل أو مدائح ذات .. فالآكسسوارات وطرق الإعلان لا تأخذ طريفها إلا في ميدان الإعلان المجاني وليس له من مكان في سبيل الأدب الشعري لا من قريب أو بعيد ..

وعليه ..  فأنا لا أبشر بولادة شاعر فالشاعر يولد من رحم الحياة شاعرا، وليس هناك من فضل لأحد  على الشعر .. كذلك ليس من أستذة شعرية هناك ولا شيخ ولا ملا . لكن الفضل يبقى لمن خلق وصيّر، والشاعر بظله خالق آخر لنص يولد من رحم مأساة الشاعر ذاته وعذاباته .. كما لا يوجد هناك مجد في الشعر كما يظن البعض، فالشاعر في اعتقادي خسران أولا وآخراً ..

 وأنه لمن الغبطة في هذه الفسحة الكتابية أن  أقدم عماد الفارس شاعرا بهذا النص الجميل على طريق الأدب الشائك والجميل  .. وأترك للأدباء أولاً والقراء ثانياً  بيان الرأي المنصف على تجربة هذا الشاعر المتوقده .. سننتظر منه بلا أدنى شك نصوصا جديدة  جميلة أخرى ستكون مدار بحث لنا عن نصوصه وتجربته في قابل الأيام ..                        

                               

إبتكار الثكالى

عماد الفارس

 

الهداية ...

تنثر الموت هدايا

والصدور...

كالمقابر تتسع...

تصرخ بذاتها اتسعي...

فللنزلاء ذاهبون

شرقنا..

يديم الحياة بالرصاص

فلا دن الا زعاف ..

والخلاص موت

كل شئ مباح

فاليقين قابل للشك...

والشك ربما يقين

الموت على قيد الحياة..

بل ..

الحياة على قيد الموت

الارصفة...الشوارع..البيوت...

مقابر

والمأذن شاهدات..

وشاهدات :

ان لا حي غير الموت

متعب موتنا.. مثخن بالسلب..

جثى سعاره ..

يستجدي الفسحة بين القيامة والقيامة

موتنا...

قلنسوة وسرفة ونار..

نار ...

تستبيح بكارة شريط اخضر...

ليوكل بدمنا.

عيون الغرباء تجهش بالرصاص..

رصاص ..

يتلوى على اجساد..

تلبست بالطفولة

وتمادت..حد الحلم والانتماء

بأم الحكمة يتمتع السنا

والشمس تقتدي بجيش ظلام.

الضواري...

تستصرخ شجاعة العصفور ..

من خلف الكرامة

والهشيم يسف بقايا الرماد

الآيات..

موت ولا بيان .

والتاريخ..مضجع وراية

لحس العهر .. وللمجتهد آجران

إجتزنا حدود الصحو بخطوة

وأقدام العيون ..

على عتبات القلق..

فالطريق ذئاب..

والآياب...

عرس يبتكر الثكالى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1119  السبت 25/07/2009)

 

في المثقف اليوم