قضايا وآراء

صور نقدية لديوان (بصمات قلب) للشاعرة سمرقند الجابري / قاسم خضير عباس

ومعاناة الحياة وتفاصيلها .

وهنا يبرز الشعر كأداة لتصوير أحاسيس الانسان بصور متحركة حية تختلج مع خلجات النفس، وتعصر الألم في القلب، الذي يترك أثراً وبصمة مميزة تتناثر ذكريات (حلوة ومرة)، إنه (بصمات قلب) .

بصمة القلب هذه تركت أثراً واضحاً في الشاعرة المبدعة سمرقند الجابري، فكان ديوانها الذي صدر من دار التكوين للتاليف والترجمة والنشر في دمشق يحمل نفس الأسم (بصمات قلب)، ويحمل لغة القلب التي تدخل الى القلوب دون استأذان، مع أنغام وايقاعات جميلة تنقلك من موقع الى آخر (كجيش من سرايا الوجد، مدجج بالوفاء والندى والشعر) .

وانت تنتقل بين هذه المواقع الابداعية والصور الجميلة عند سمرقند تستوقفك محطات أقل مايقال عنها أنها تناغم القلب، وتجد نفسك مرغماً على إعادة قراءة بعض المقاطع الشعرية في قصائد (بعيداً عنهم، الفصول ليست أربعة، ومضات، غربة، ألست أنا، أكباد الحجر، بعد الغابة، ضفائر، أمرأة) .

الشاعرة سمرقند الجابري كانت بحق مبدعة، والابداع طاقة عقلية، بشرية، فطرية في أساسها، اجتماعية في نمائها، تطورت عبر تجربة حية نابضة بالحياة غنية بالذ كريات والأحاسيس الصادقة، هي القدرة على رسم الاحساس بريشة فنان محترف ليعطينا صور تنبض بالمشاعر والوجد والشوق واللوعة، وصور أخرى تعيش تفاصيل الحياة بحلاوتها ومرها بسعادتها وشقائها .

تجربة الشاعرة سمرقند تجربة نابضة بالحيوية ممزوجه بصور شتى، تتحرك أمام ناظريك باحساس مرهف ، وأعتقد أن هذه التجربة للشاعرة هي تجربة متماسكة تضع الايمان بالتجدد مع النزوع لذات الانسان وهواجسه وأحاسيسه وآلامه وكوابيسه ودموعه الممزوجه بالحزن والألم .

وهكذا فان الشعر لم يتخل عن دوره الكبير في تأجيج المشاعر، وتحريك الأحاسيس، ولذا كانت أنغام سمرقند الجابري تدخل الى خلجات النفس، فتطير محلقة الى سماء ملؤها الحب والايثار والتفاني في الاخرين، عبر صور فنية ابداعية رائعة تنقلك مرة الى حزن دفين في ذات معذبه، ومرة أخرى الى تحليق حر لفهم الاخر والذوبان فيه وفي ذ اته واحاسيسه .

الذي استوقني اخيراً في تجربة الشاعرة سمرقند الجابري وألمني كثيرا التشاؤم حيث أهدت ديوانها الى والدها الذ ي قدم لها تجربته الحكيمه كي لاتتوه في كوكب سكانه تائهون، التيه والحزن والالم وعدم الوفاء انعكس تشائما في قصيدتها (موقف) حيث ذكرت بانها تكتب (أدباً مبتلاً بالعارلعاصمة المخازي)، ولذا اتمنى على الشاعرة سمرقند أن لا تغوص بالمها نحو مزيد من الحزن غير المبرر وجلد الذات وهناك صور في المجتمع تدعونا للتفاؤل والقول : باننا نكتب ادبا يناصر الاخر ويحس باحاسيسه وليس مبتلاُ بالعار.

اتمنى للشاعرة المبدعة سمرقند النجاح ومزيد من العطاء وان تغني الادب العراقي بدواوين وقصص تحاكي الواقع وهذا ماعودتنا عليه، فالشكر موصولاً لها .

 

الدكتور قاسم خضير عباس

نائب رئيس اتحاد الادباء المغتربين في اسكندنافيا

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2053 الخميس 08 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم