قضايا وآراء

معرض الفنان التشكيلي ثامر الأغا / نبيل عبد الأمير الربيعي

على قاعة دار الود للثقافة والفنون في بابل يوم الأحد 27-5-2012 والذي احتوى على (52) لوحة، ويعتبر هذا المعرض التخطيطي الثاني بعد معرضه الأول الذي أقامهُ في إيطاليا 2009، وقد صرح لطريق الشعب :"إنني أبحث عن موضوع الديناميكية الدرامية، وصراخات ونداءات ألسن متشابكة وخطوط بشحنة وجدانية عالية، تتماها مع خيال اقتنصتهُ من الواقع، فقد استخدمت القلم الرصاص المدرسي والحبر الصيني والألوان، وذلك لسهولة التعبير، وقد طرحت مواضيع معانات المجتمع العراقي اليومية، فهي مواضيع قد سجلت في فلاش الذاكرة ثم حولتها إلى عمل فني وموضوع اللوحة قد وضعتهُ في زاوية اللوحة إضافة إلى التجميل كموضوع عن الفقراء والكادحين " كما أشار إلى إن أعماله" ينوي من خلال إصلاح السلك المعطوب المزمن القائم بين المتلقي واللوحة الحديثة المعاصرة، ولا تستغربوا إذا قلت إن المتذوق العراقي وبالأخص البابلي لديه شرهاً كبيراً في مجال التذوق الفني، لكن هنالك حلقة مفقودة في الفن التشكيلي بسبب منع الفن لفترة لأسباب قد تكون سياسية أو دينية ، مما أبعد المتلقي عن التواصل، لكن في الغرب استمر التواصل عبر المدارس الفنية فنلاحظ امتلاكهم للحس والذائقة الفنية، ولذلك تطور الفن وخاصة في إيطاليا، في الوطن العربي استمر فن الخط العربي فقط ولذلك لم نلاحظ هنالك قطع فيه "،والفنان الأغا يرصد ويتقصى إشكال العنف الفكري والسياسي والاجتماعي والديني، باحثاً عن جذوره التاريخية عبر مسيرة البشرية، إن ما يمكن أن توصف أغلب لوحات المعرض، إذ يتميز الفنان ثامر الأغا على قدرته في اقتناص اللحظة الفنية وتشيئها من خلال توظيفه لموتيفات عديدة تمثل قباحة العنف وما يرافقه من تداعيات مدمرة، وهذا ما حفلت به السطوح التصويرية، وهي تعج بأحاسيس الفنان الشخصية.

وقد أشار الأستاذ حسام الشلاه " إن لوحات الفنان الأغا قد أبهرتني ، فقد كانت أعماله عبارة عن تحطيم داخلي للفنان وحاول أن يعكس هذا التحطيم على حياة المرأة في الواقع الاجتماعي" كما علق د. عاصم عبد الأمير (أستاذ أكاديمي) على لوحات الأغا " أعمال الأغا فيها خيالات واطروحات البثيولوجية الشخصية، وتعتبر أعماله تطوير واضح لما أنتجهُ في معرضه السابق، وقد استخدم التقنيات في أعماله ، فقد حاول الأغا أن يخلق علاقات فيها لعب على المخيال الشخصي، والتهيؤ في القفز على المنطقة التي تتخالط فيها المونتيفات الشعبية ".

أما د. باسم العسماوي فقد أشار إلى أن أعمال الأغا "أو تخطيطات ثامر الأغا تماماً متشعبة، فقد تناول عدة مواضيع اجتماعية ولا سيما معانات الشعب العراقي في تلك الظروف القاسية وما سبقها من ظروف وقد نجح في إبراز المسكوت عنهُ في السابق وفي الوقت الحالي من معانات المواطن العراقي، و أعمال الأغا ذات مخيال عالي جداً "،و الفنان ثامر الأغا في معرضهُ التخطيطي هذا، إذ يسوق للمتلقي قيم النقاء والفرح، والوضوح وهو رسالة واعية، وواثقة من أن المستقبل سيكون لخالقي السلام والمعرفة والجمال.

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2145 الجمعة  08 / 06 / 2012)

في المثقف اليوم