قضايا وآراء

عبد الحسين فرج في تفاصيل قلقة / قاسم ماضي

وهو يفصح عن نصه الشعري، وهو مسكون بالشعر والطفولة، ومدن الاحزان التي لا تنتهي في عالمنا المحترق، لا أدري الان هذا المونتاج الذهني القابع في مخليته الوهاجة والمشعة تراتيل مسكونه بهوس الليل، الذي يحتاجه الشعراء الذين لا ينامون، وها هو في قصيدته مختطا ً خطوطا ً طولأ وعرضاً يتقاسمها مع حياته التي تسبقه رغما ً عنه،

جنبا إلى جنب

نسير معا ً

حياتي

وأنا

هي تسبقني

وأنا

بلا رغبة ..... اتبعها

حصيلة تجربة مرة يدافع بها وهو مسلح بتراجديا سوداء، وأدبه الذي طرحه علينا عبر دواووينه الشعرية " غزلة البرتقال " 2010، تفاصيل قلقة 2011، أدبا ً يترفع من ان يكون هذيانا ً محموما ً ومتيافيزقيا متوهمة، وغيبيات مغالطات، عمل عليها هذا الشاعر الدؤوب والمتمعن لما يجري حوله تجد ايحاءات الخوف، والمهارات الشعرية، والأدوات التأويلية يصبها في صوره الشعرية المتصادمة، والتي تكثر فيها المتضادات بشفرة بالغة الرهافة، وقدرته على الكشف عن موضوعاته الخاصة التي تورق فيه المعاني والألفاظ لتربطه بالعالم الخارجي، وهو مثقل بالرومانسية، مرهف الحس بالايقاع، مدهوش به، حتى إنني أندمج في قصائده وكأنني ألتهمها كي اتلذذ بطعم كلماتها، وكأنه لايضع المفردة الشعرية على الورقة البيضاء الا بعد أن يعاشرها دمه وقلبه حد التجذر،

النهار يشبه الليل

الضحك

بشبه البكاء

ثمة قلق أبله

يتسلق رأسي

كالغبار

رأسي غابة

تنجب الفؤوس ص51

وشعره يبدد فيه هذه الطلاسم التي تطغي على الواقع العراقي المزري، ويواصل شاعرنا على جمع الصور المختلفة من محيطه الذي يعيش فيه، وكما يقول " محمد شكري عياد " انه يفسح المجال للشاعر لتنويع الإيقاع، أو بتعبير أكثر تحديدا، انه يمكّن الشاعر من إحداث التأثيرالذي يريده بإيقاع التوافق والتنافر بين عدد من العناصر التي تؤلف معا، موسيقية الشعر،

حين

اخطات الرصاصة رأسه

رجع إلى فراشه

شاكرا إغفاءته

التي

منعته من الخروج ص48

والى جانب هذه السيمياء في قصيدته تجد الشعريات السيميائية التي تعمق فيها، ويبدو كان متأثرا ً في نظرية " امبرتو ايكو " التي تتحدث عن مضاعفة الشفرة في الأعمال الشعرية التي تؤدي إلى انفتاح العالم الدلالي الشعري على مدلولات متعددة ولا نهائية 1، ،

اذن اقتحامه جمرة هذا الشعر حسيا ً، عبر رؤيا مكثفة مكتملة المعنى التي يريد إيصالها، رغم بساطة اللغة المستعملة، وهو ذلك المطارد، المسجون، المتعب، كما يقول" على مسافة، صرخة تجلس فجيعتي يذكر أن الشاعر المذكور عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، عضو نقابة الصحفيين العراقيين، وله مجموعة شعرية " تفاصيل قلقة " الصادرة عن دار الجواهري – بغداد


قاسم ماضي – ديترويت

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2241 الخميس 11 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم