آراء

عبد العزيز قريش: الحرب العبثية في غزة العزة

 الفشل الإسرائيلي النازي الفاشي الداعشي

الناظر في حرب إسرائيل النازية الفاشية الداعشية على غزة العزة يسجل بوضوح:

أ ـ الأهداف المعلنة للحرب؛

ب ـ الأهداف المضمرة للحرب؛

بالنسبة للأهداف المعلنة لهذه الحرب التي أعلنها " النتن ياهو "، وهي: القضاء على حركة حماس كليا، لإنهاء تهديدها للكيان الصهيوني النازي الفاشي الداعشي بصفة تامة وإزاحتها عن حكم غزة العزة، وتحرير أسرى السابع من أكتوبر 2023 الصهاينة القتلة لدى حماس، وإخراجهم من قطاع غزة العزة. وملحقات هذين الهدفين التي تنضاف مع تصريحات القادة الصهاينة البرابرة الهمج الخمج.

وأما بالنسبة للأهداف المضمرة للحرب، فهي: الإبادة الجماعية للفلسطينيين جميعهم دون استثناء، وعلى الترتيب والأولوية، بدء من غزة العزة وانتهاء بفلسطينيي 48 ومرورا بالضفة الغربية. وقتل مقومات الحياة في غزة العزة بالتدمير الشامل للقطاع بنية ووظيفة، وللضفة الغربية بالمغتصبات والمستعمرات الصهيونية النازية الفاشية الداعشية. وإسقاط المشروع الفلسطيني في تأسيس دولتهم المستقلة بعيدا عن الملاحظات والتحفظات بخصوص المساحة والحدود. ففلسطين التاريخية هي الهدف لكل إنسان مقاوم وحر. وإفراغ القطاع من أهله للعودة إليه بالمغتصبات والمستعمرات ترحيلا إلى خارج فلسطين المحتلة، مصر والأردن ولبنان والدول الغربية والعربية، تحقيقا لتصفية القضية الفلسطينية بصفة نهائية.

وبالنسبة للأهداف المعلنة والمضمرة؛ رغم ما يربو عن خمسة أشهر من الحرب، لم يحقق الصهاينة النازيون الفاشيون الداعشيون وجيشهم المهزوم أهدافهم المعلنة أمام المقاومة. لكنهم للمضمرة؛ فهم يقتلون ولا يقاتلون في غزة العزة، يقتلون الأبرياء بمختلف أعمارهم ومهنهم وجنسهم. لا يفرقون بينهم في شيء، كل سواء بالنسبة للجيش الغاصب المهزوم الهمجي البربري، بمعنى حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. ويدمرون كل شيء بنية تحتية ومنشآت مدنية ومساجد وكنائس ومستشفيات ومركبات صحية ... ويقطعون ويمنعون سبل العيش للإنسان الغزاوي العزيز أدوية وتجهيزات ومواد غذائية وماء، بمعنى حرب التجويع ... إنهم يبيدون الحياة الإنسانية للإنسان قاطبة في الكون بعنوان الإنسان الغزاوي الكريم. وباحتضان من قادة وحكومات الدول الغربية وعلى رأسها هولاكو العصر أمريكا الرسمية لا الشعبية الهمجية البربرية، سفاح العالم واللص العالمي قاطع الطرق، وناهب الثروات ... فهم حققوا بعض الأهداف دون التهجير، نتيجة تمسك الغزاويين الأحرار والأبرار بأرضهم ما داموا أحياء يرزقون من فوقها، وكذا تحتها إن استشهدوا وصعدوا السماء أحياء عند ربهم يرزقون.

وبما أن الصهاينة النازيين الفاشيين الداعشيين فشلوا في القتال في غزة العزة، فلم يحققوا أهدافهم المعلنة، ونجحوا في القتل دون تحقيق التهجير وإيجاد البديل لحماس أو ما بعد حماس. فإن حربهم غدت حربا عبثية لا معنى لها على المستوى السياسي والعسكري، وأصبحت عبئا ثقيلا على الكيان الصهيوني على المستوى البشري والاقتصادي والاجتماعي والعسكري والسياسي قبل أن تكون عبئا أثقل على أهل غزة العزة الكرام. وديمومة هذه العبثية لن تكون لصالح الكيان الغاصب، وإنما لصالح " النتن ياهو " الذي يريد إطالتها تمديدا لجلوسه على كرسي رئاسة الحكومة، لكي لا يحاكم بالفساد وحماية الصهاينة الهمجيين العنصريين. وكأني به حاكما عربيا يضحي بالشعب من أجل الكرسي، لا العكس؛ يضحي بالكرسي لأجل الشعب. لذا؛ فأرواح الصهاينة العنصريين رخيصة بشكل رهيب مقابل كرسي الحكم، والاستمرار في الجلوس عليه.

وأظن أن " النتن ياهو " قصد تلك الأهداف المعلنة للاستمرار في الحكم، وهو يعلم علم اليقين أنها أهداف عالية مثالية متعالية عن إمكانية التحقيق. فنزع إليها طريقا وسبيلا إلى تحقيق أهدافه الشخصية. ولعل استمراره في إفشال المفاوضات دليل على تلك القصدية في الحرب. ومنه؛ على الصهيوني النازي الفاشي الداعشي أن يفكر بعمق في مآلات الحرب عليه، فهو لا يحقق سوى القتل. وهذا؛ لا يحقق له النصر، ولا يعيد له هيبته العسكرية المزعومة، ولا يرجع أسطورة وخرافة " الجيش الذي لا يقهر "، فقد قهر في السابع أكتوبر 2023 ومن قبل في الحرب مع المقاومة الإسلامية في لبنان وغزة العزة. فهو الآن ينفخ في الرماد بدلا من النار. وهزيمته حتمية وزواله كذلك حتمي وضرورة إنسانية عالمية لإعادة البعد الإنساني للبشرية جمعاء، الذي أسقطه الكيان الصهيوني الاستعماري الاحتلالي بكل الأدوات، وفي العالم كله باسم معاداة السامية. فالمحاكم تقوم لأهل البلدان الأصليين من أجل عيون الصهاينة الهمجيين باسم تلك " التهمة " التي استعبدوا بها العالم واحتقروه في قعر دياره، وفي محافله الدولية المزعومة للحقوق الإنسانية. فالصهاينة العنصريين فوق العالم كله. فهل يستفيق " النتن ياهو " من أحلام اليقظة بالاعتراف بالهزيمة، والخروج من الحرب قبل فوات الأوان؟ فكل يوم يمر وإلا يزيد فشلا على فشلا، ويغرق في الهزيمة إلى أذقانه، فرمال غزة العزة أغرقت الغزاة عبر التاريخ مهما طال غزوهم. وهم إلى زوال مهما طال الزمن ... والصهاينة العنصريين سيمرون كما مر غيرهم، وتبقى فلسطين لأهلها.

***

عبد العزيز قريش

في المثقف اليوم