قضايا

حقوق الطفل العراقي في ظل التحديات الراهنة

ظهر للجميع أهمية مرحلة الطفولة في عمر الإنسان حيث ان هذه المرحلة هي التي ستحدد شخصيته في المستقبل, وجاءت اهميتها من حيث انها تشغل ما يقرب ربع حياته ولأحداثها آثار واضحة في بقية عمره سواء كان ذلك في سلوكه أو صفاته الشخصية.‏ ومن هنا انبثق دور الاسرة ومركزيتها في تنشئة الطفل وخلق جيل واع قادرا على مواجهة تحديات الواقع وضبابية المستقبل. فالمنزل هو المؤسسة التربوية الأولى التي تحتضن الفرد طفلاً ويافعاً وشاباً، ويرسي الأسس لتتفتح شخصيته، وفيه يتقرر مستقبله .

الا ان الطفل العراقي نجده قد دفع ثمن الحروب والنزاعات المسلحة من صحته ومن حقه في التمتع بحياة كريمة و الحق في التعليم والتنزه بأمان، حيث ادى التدهور الامني إلى خوف الأهالي من ارسال اطفالهم للمدارس خشية التعرض للموت او العنف مما ادى الي انتشار الجهالة، فضلا عن الازمة الاقتصادية الراهنة التي اجبرت الكثيرمن الاطفال الى ترك التعليم والانتقال للعمل لكي يعولوا اسرهم. معظم الاسر العراقية التي فقدت معيلها اصبحت تعاني من صعوبة في المعيشة, لذا التجأت نحو زج الابناء الى الشارع بحثا عن لقمة العيش.

العديد من العوامل والازمات اثرت على واقع الطفولة في العراق منها:

- العامل الاقتصادي

- تجنيد الاطفال من قبل الجماعات المسلحة

- النزوح

- العنف

يُضطر العديد من اطفال العراق المعدمين على كسب لقمة عيشهم من الشارع من خلال البحث في القمامة والتسول وبيع البضاعة بالتجول في الأحياء والمدن الملوثة. فهولاء أطفال الشوارع ينتمون إلى عدة فئات، فمنهم من يعمل في الشوارع لكسب لقمة العيش ومنهم من يتخذ الشارع ملاذاً له في النهار قبل أن يرجع في الليل إلى مجموعة تشبه الأسرة ومنهم من يعيش بشكل دائم في الشارع من دون أن يكون منتمياً إلى أي عائلة. لكن، أياً تكن الفئة التي ينتمون إليها، فهم معرّضون للاستغلال من مجموعات خارجة على القانون. وبذلك سيكونون عرضة للوقوع ضحايا للمخدرات وصراع العصابات والأوبئة وغالبا ما يكونوا فريسة سهلة للإساءة والإهمال والاستغلال .

العراق عانى كثيرا من ويلات الحروب والاحتلال وترتب عليها اثار نفسية واجتماعية واقتصادية وتربوية وقد اثرت على الاطفال بالدرجة الاساس وبشكل مباشر, لذا يجب ان تسارع الحكومة على سن قوانين حماية الطفل وتفعيل دور منظمة حقوق الاطفال في العراق لانقاذ الطفولة او ماتبقى منها.

أطفالنا هم تلك الصفحة البيضاء التي يمكن لنا أن نخط عليها ما نشاء من كلمات، وهم التربة الصالحة التي يمكن أن نغرس فيها ما نشاء من الفكر السليم، لذلك علينا أن نحسن اختيار تلك الكلمات والغروس.

 

م. ايناس صادق حمودي

 

 

في المثقف اليوم