قضايا

مريم لطفي: تقديس الذات النرجسية - Narcissism

(تقام العلاقات مع النرجسيين على أمل أن تتحسن يوما مع قليل من الادلة التي تدعم ذلك).. راماني دورفاسولا

تعود تسمية النرجسية الى الاسطورة اليونانية، حيث ورد فيها ان نرسيسوس –نرجس- بالانكليزية والذي كان آية من الجمال وقد عشق نفسه حتى الموت عندما رآى صورته في الماء!

وتعرف النرجسية على انها حب النفس أو الانانية، وهو اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغطرسة والغرور الاعمى، التكبر، التعالي، الشعور بالاهمية ومحاولة الكسب بأي طريقة على حساب الاخرين.

والنرجسية حالة مرضية تؤثر على الصحة العقلية للمريض الذي ينتابه شعورمضخم للذات على اعلى درجات المبالغة من الاهتمام، وهذا الاهتمام يتطلب إدامة وديمومة لاتنضب من الاعجاب والاهتمام والاطراء من قبل الاخرين بشكل مبالغ فيه وزائد عن الحد، كما يصاحب هذه الشخصية شعور غير عادي بالعظمة، وانه شخص نادر الوجود، فريد من نوعه لايمكن ان يفهمه الا خاصة الناس، وهو بالحقيقة يتعامل مع نفر من الناس يخدعهم باكاذيبه لينال اعجابهم أو انه يتعامل مع من لايعرفه تمام المعرفة.

والمشكلة الحقيقة للنرجسي لاتكمن في حبه لنفسه بل انه يتغذى ويقتات من استغلال الاخرين وبابشع الطرق، هذا المرض الذي يؤدي الى انعدام الاحساس بالاخرين تماما، حيث يغالي المريض وتكون لديه حاجة مفرطة للاعجاب والتقديس وهي إحدى سمات الثالوث المظلم، ومن الجدير بالذكر ان النرجسية تختلف عن مفهوم مركزية الذات.

والغريب بالامر إن هذا الهيكل الفارغ الممتلئ بالهواء لحد التخمة والذي يرى نفسه بمرآة محدبة، قد يكون أول الكارهين لنفسه ويمكن ان ينهار كيانه وينفجر البالون الفارغ من شكة دبوس صغيرة!

فهل قابلت شخصا بهذه المواصفات في حياتك! مكان عملك! أو بيتك!ت

هل تعيش مع شريكا يعتاش من استغلالك!

هل عانيت من تسلط نرجسي لحد التخمة يعد عليك الانفاس!

هل سأمت الانتقادات المتوالية على طريقة كلامك او لبسك او سعيك لتحقيق هدف ما!

هل صودر رأيك وخنقت كلماتك لمجرد انك تعاشر نرجسيا في البيت او العمل او اي مكان آخر!

هل سأمت من العطاء بلا حدود وبلامقابل!

هل تسلل احد النرجسيين الى حلمك للقضاء عليه!

هذه التساؤلات وغيرها قد تكون أشد وأقسى تبعا لنوع الحالة ودرجة استفحالها سنتناولها بشئ من البحث ..

بالحقيقة إن لكل مرض سبب أو عدة أسباب أدى الى إنهيار جانبا معينا من النفس وأدى الى سلوكيات معتلّة وهذا ليس تبريرا لانحراف السلوك لكن التاريخ المرضي يحرث اولا في ماهية الاسباب والدوافع التي أدت لذلك وسنلقي الضوء على الاسباب التي انتجت مرضا عضالا بحجم النرجسية:

- الوراثة:يعتبر هذا المرض من الامراض الذي تتحكم فيه الجينات بامتياز حيث يكون أحد الاباء او كلاهما مصاب بهذا المرض الذي يقدمه مع الكثير من التوابل والاضافات الى الابن الذي يجتهد بدوره للاجتهاد واضافة بصمته الخاصة التي ينال بها رضا الممول اولا ثم رضا نفسه.

- البيئة:وهي الحاضنة الاولى التي تتجسد بالوالدين وعلاقتهم التربوية مع الابناء، وهذه تمثل البذرة الاولى التي سقيت بابشع الصفات لتزهر!

الافراط بالتعامل :وهذه تتمثل بالدلال الزائد حد الفساد، أوالاضطهاد والتعسف حد المسخ!

- عوامل بيولوجية:تتمثل بقابلية الشخص على استقباله لهذا النوع من المؤثرات المرضية والسلوكية وتتويجها بالاستجابة القصوى نتيجة لخلل واعتلال في المنظومة العصبية.

هذه العوامل وغيرها انتجت شخصا نرجسيا بامتيازيرى الكون كله مسخرا له ولتحقيق أهدافه بشتى الطرق وعلى حساب الاخر مهما كان هذا الاخر بعيدا أو تربطه به صلة قرابة من أي نوع.

وإذا توقفنا قليلا بل كثيرا عند شخصية النرجسي سنجد الاعراض الاتية:

- انه شخصا ساديا بامتياز يقوم على استغلال الاخرين والاستمتاع بايذائهم بل والتلذذ باهانتهم وتحقيرهم والتقليل من شأنهم والشخصية الضعيفة هي ضالته الاولى ومكافأته التي يسعى للنيل منها.

- النرجسي شخص ماسوخي لمن هو أقوى منه وقيام الاقوى بتحقيره واذلاله يعيده الى حجمه الاول ويحدده.

- النرجسي شخص ميكافيلي عنده الغاية تبرر الوسيلة، وبامكانه سلك جميع الطرق للحصول على مايريد، مع وجود الدافع والمبرر مسبقا لكل عمل مهما كانت قباحة العمل.

- يعاني النرجسي من الوسواس القهري الذي يجعل حياته أتونا مستعرا يتغذى على أحقاده وسوء ظنه بالاخرين الذي يؤرقه ويحرمه من أبسط متع الحياة ويكون طاحونا مفزعا يطحن نفسه والاخرين بلا رحمة وهذا يتمثل بحرمانه من النوم واصراره على وجود خطر دائم يهدده وفقدانه للكثير من العلاقات الانسانية والاصدقاء الذين سرعان مايكتشفون مرضه ليلوذوا بالفرار.

- الاجرام الفكري :والذي يتمثل باستغلال نقاط الضعف عند الاخرين والسعي لاستخدامها في ابتزازهم بشتى انواع الابتزاز المادي عن طريق التحايل والنصب واستخدام الطرق الملتوية كا لتهديد او الاستعطاف حتى ينال مبتغاه بكل دونية! والجسدي الذي يتمثل بالحرمان من كل الحقوق وانتهاك الحرية الشخصية والاغتصاب والتعنيف الجسدي الذي يصل الى حد القتل! والمعنوي الذي يتمثل باحتقار الاخر وازدراءه ومناداته باقبح الالقاب ثم التسلل الى عقله وتحطيم البنية التحتية لنفسه حتى يشعر الاخر –وغالبا مايكون الشريك- بانه اقبح مخلوق وانه بلافائدة ولايملك من حطام الدنيا الا هدفا واحدا وهو الخلاص من هذه الدوامة التي تنتهي اغلب الاحيان بالطلاق –في حال الزواج- او الانتحار.

عقدة الاضطهاد:وهذه تتمثل بنظرته الى النصف الفارغ من الكأس الذي غالبا مايذكره بطفولة معنفة وحرمان أبوي أو تفرقة بين الاخوة جعلته يشعر بالدونية والغيرة القاتلة من إخوته التي تؤدي الى الكراهية وربما الى الجريمة! وتبقى هذه السمة تلازمه وهو الشعور بانه مضطهدا ومنبوذا لترافقه مدى الحياة، فبعد أن يجد ضحيته المثلى- والتي يذبح لها القطة من اول ليلة – لتتحمل شذوذه وانحرافه واعتلاله النفسي تحت اي بند!و من ثم يكوّن اسرة واطفال ليشعر ثانية بنفس العقدة والدونية بانه ليس أبا أو أما إنما خادما عليه القيام بهذا الدور مرغما وهو ماينعكس على نفسية الابناء الذين يعانون بانهم حمل ثقيل على اب مريض يعاني شتى انواع الاعتلال، وهذا الطريق يؤدي الى نتيجتين: الاولى أن يعتمد الابناء على انفسهم في ادارة شؤون حياتهم من خلال العمل او التفوق وهذا بافضل الاحوال والثانية هي سلوك طريق الانحراف والجريمة لاثبات ذواتهم المعتلة! وهذا مايدفع ثمنه الاسرة اولا والمجتمع ثانيا.

وبالاضافة الى ماسبق فهناك الكثير من الاعتلالات التي يعاني منها النرجسي والتي يعتبرها هو سمات فريدة يتفرد بها عن الاخرين منها:

- التردد باتخاذ القرارات وتكون الخطوة الاولى بالنسبة له مرعبة وهي الولوج الى عالم مجهول يخيفه الى حد اللعنة.

- الانطواء والابتعاد عن الاخرين مهما كانت صلة قرابتهم.

- الاكتئاب والقلق فهو دائم الشكوى من اي شئ، متمارض، كسول، جزوع،

نكدي بامتياز، يبحث عن المرض والنكد ويدعي الفقر حتى لو كان مليارديرا، يتباهى بانه غير مهندم وغير مرتب ويعتبرها سمة فريدة يعنونها بالتواضع وهو أبعد مايكون عن التواضع، فوضوي ويتفنن ببث الفوضى باي مكان يرتاده مع رغبة شديدة بتدمير الممتلكات العامة والخاصة، أوإنه يهتم بمظهره لايهام الاخرين باناقته ونظافته والحقيقة غير ذلك.

- التنابز بالالقاب:وهذه تتمثل باختياره الفاظا واسماءا وعبارات لكي يحط من شأن الاخر بمحاولة منه لازدراءه واهانته والتقليل من شأنه خصوصا في التجمعات والاماكن العامة.

- المشاعر المتبلدة وفقدان القدرة على تكوين حياة زوجية سعيدة بسبب السلوكيات المريضة التي يغلب عليها السلوك الدرامي والانفعالي وغالبا مايكون الطلاق هو الحل.

- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر لاعطاء انطباعا على القوة الوهمية.

- عدم تقبل الانتقادات السلبية واعتبارها هجوما مضادا لابد التصدي له.

- التعامل مع الاسرة والاهل بقلة تهذيب و عدم الاحترام واللامبالاة وخصوصا الاستهزاء بألام وعلل الاخرين واعتبارها عارا!

- السعي لجذب الانتباه بأي طريقة.

- الشعور الدائم بالنجاح رغم الفشل وادعاء المواهب الخارقة.

- الخوف المرضي والاعتقاد بنظرية المؤامرة حتى من اقرب المقربين.

- التعامل مع الشريك او الحبيب بمنهج فردي بمعنى ان النرجسي لايبادل الشريك العاطفة وان قدم له الشريك تلك العاطفة مجانا لانه يعتبرها حق مكتسب.

- ادمان الكحول والمخدرات لكي يؤجج المرض بداخله ويساعده على المواجهة لانه بالحقيقة وكما ذكرت مخلوقا ضعيفا .

- التلاعب بالالفاظ فقد يلجأ الى حفظ بعض العبارات التي تجعل منه مميزا لبقا في المواجهة، فالحياة بالنسبة له حلبة مصارعة ولابد ان يكون الفوز حليفه.

- الشهامة الزائفة والثقافة الوهمية التي يدعي بها، والقدرة على الاقناع مهما تطلب الامرللحصول على ضحيته .

سياسة التجويع وهي تشمل التجويع المادي وادعاء الفقر للاستحواذ على مقتنيات الشريك باي طريق فالنرجسي لايغمض له جفن وهو يعلم ان الشريك لديه مبلغا من المال او بعض المقتنيات الذهبية فهو لايدخر جهدا بالحصول عليها واعتبارها حقا شخصيا (انت وما تملك لي).

والتجويع الجسدي حيث ان النرجسي شخص متبلد المشاعر يشعر بن الشريك اقل منه لذا فهو دائم التلاعب بهذا الموضوع وهو حرمان الشريك من العلاقة الحميمة خصوصا اذا علم ان هناك ميلا لهذا الموضوع.

- النرجسي غالبا مايكون جمهوره من المعدمين فكريا ليستطيع التغلب عليهم ونيل اعجابهم

- جنون العظمة وهذه تتمثل بتأليه الذات وتضخيمها الى حد إنه يقارن نفسه بالفلاسفة والعظماء والاولياء..

- الابتعاد عن الله جوهريا بل ان النرجسي في اغلب الاحيان لايؤمن بالله لان رأس الحكمة مخافة الله وهذا ماينعكس على شخصيته المريضة التي تعاني اعتلالات ماانزل الله بها من سلطان وفي ذات الوقت هو يدعي بالايمان الظاهري لكي يجذب اكبر قدر من المغفلين!

- الايحاء المرضي وهذا يتمثل بقدرته الهائلة على اللعب بمقدرات الاخرين عن طريق دس السم في العسل!

- النرجسي يكره الانسان الناجح بل ويحاربه ويحاول بكل طاقته النيل منه وتدمير سمعته والاساءة اليه.

- الخزي والعار وهوالشعور الذي يعاني منه النرجسي وعدم القدرة على معالجته.

- الحسد:النرجسي شخص حسود ينظر الى ابسط الامور التي يمتلكها الاخرين ويتمنى زوال النعم مهما كان هذا الاخر.

وتصنف الشخصية النرجسية الى عدة اصناف:

- النرجسية المعلنة وفيها يركز النرجسي على المكانة والثروة والقوة ويعتقد انه ينال هذا الاستحقاق وبجدارة.

- النرجسيةالخفية: وهي اقل وضوحا وفيها يشعر النرجسي الى اهميته وتظهر عليه سلوكيات معادية مثل لوم الاخرين والتشهير والتلاعب بمقدرات الاخرين.

- النرجسية المعادية وهي استغلال الاخرين للوصول باي طريقة.

- النرجسية الخبيثة:وهي اكثر الانواع خطورة فهي بالاضافة لكل ماذكر فهو يعاني من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع(سايكوباث) مثل جنون الارتياب وانعدام التعاطف واستفحال السادية.

والحقيقة ان الاعتلالات النفسية التي تؤدي الى تدمير المريض الذي يقوم بدوره بتدمير كل المحيطين به دونما رحمة بل وتزين له نفسه انه العاقل الوحيد في مجتمع مريض، ومع ان لكل مرض سبب ونتيجة وعلاج لكن النرجسي شخص عصي على الشفاء اذا اخذنا بالحسبان ان جميع الامراض النفسية والسلوكية وامراض الثالوث المظلم(ميكافيلية، سايكوباث، السادية) تجتمع وتنصهر في بودقة النرجسي.

وهناك بعض النصائح التي قد تساعد الاشخاص الذين تضطرهم ظروف الحياة الى معاشرة النرجسي منها:

- وضع حدود غير قابلة للتجاوز، ومثال على ذلك ان النرجسي شخص غير مهذب يلجأ الى السب واللعن واستخدام الشتائم اثناء الحديث، وعلى الاخر ان يرفض هذه الوقاحة وان لم يستطع فالانسحاب افضل الحلول ..

- عدم الاهتمام لمواضيع النرجسي أو الاصغاء لما يقول.

- محاولة الحصول على الدعم المعنوي والمادي المناسب من الاهل لان النرجسي يستغل غياب الاهل والاقارب ليقوم بكل ماتغذيه نفسه المريضة من اعمال كالحرمان مثلا وسياسة التجويع المادي والجسدي!

- التجاهل وهو السلاح السري والعلاج الناجع للنرجسي الذي يقلب الطاولة عليه غيضا ويجعله يشعر بانه صغير جدا.

- التحلي بالصبر خصوصا اذاكان هناك اطفال يجب مراعاتهم ومحاولة ابعادهم عن ساحة المعركة باي طريقة.

- تحقيق الاهداف من خلال ممارسة هواية ما أو عمل ما يعود بالانجاز والنفع.

- الرحيل في حال تعذرت الحياة واصبح من المستحيل استمرارها في ضوء الانتهاكات المستمرة والتعنيف والحرمان والتحقير والاذلال.

- الاستقلال ماديا ونفسيا يجعل الشريك اكثر راحة بادارة شؤون حياته بعيدا عن الذل والاحتقار.

ورغم ان التقدم بالطب النفسي اتخذ خطوات واسعة لكن بقي العلاج متواضعا لايتعدى مرحلة التخدير وليس الشفاء التام.

النرجسية في القرآن

"حب لاخيك ماتحب لنفسك"

إن طاقة الحب هذه العاطفة الجياشة التي تغمر الانسان بكل ماهو جميل فتكون كشجرة مثمرة تؤتي اآكلها كل حين وعاطفة الحب ينطوي تحت جناحها كل انواع الحب كحب الوالدين لابناءهم وحب الانسان لاخيه الانسان وحب الوطن والارض والمكان وحب الابناء للوالدين وبقية افراد الاسرة وحب الزوج لزوجته والعكس بالعكس، هذه العاطفة من شانها ان تجعل المجتمع مبنيا على اسس قوامها الحب والتضحية من اجل الاخر، ولكن اذا انحرفت هذه العاطفة وجنحت وتشرذمت اهدافها فهي تتحول الى سرطان خبيث ينهش بجسد الامة، والقران فيه الكثير من النرجسيين على مر العصور التي ظهر فيها انبياء الله الذين بعثهم لتحجيم هؤلاء الذين طغت عليهم صفة النرجسية امثال فرعون و وقارون وهامان الذين جمعهم الله في أية واحدة" وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا" والسامري وجالوت وابو لهب والنمرود"قال أنا أحيي واميت" وهؤلاء الطواغيت يشتركون بصفة واحدة وهي النرجسية العالية التي اعمتهم واضلتهم فتكبروا حتى على الله، ومابعث الله الانبياء والرسل الا لمحاربة الطغاة أو هدايتهم لكن الله لايهدي القوم الظالمين .

يعتبر التكبر والتعالي من صفات النرجسي وهي صفات مذمومة واخلاقيات وسلوكيات منبوذة قال تعالى "والذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان"

والنرجسي هو شخص يشعر بالعظمة وقد تصل به الحال الى ان يتخيل نفسه إلها ويعلن ربوبيته كفرعون حينما قال"انا ربكم الاعلى"

واذا ماعدنا الى بدية الخلق سنجد إن النرجسية من صغات الشيطان الذي تكبر وتجبر وتمرد على الخالق جل وعلا"قال أأسجد لمن خلقت طينا" فهي العودة اذن الى طريق الخير والشر طريق الهدى والضلالة.

واخيرا علينا أن نقر بان الابتعاد عن الله يجعل الانسان عرضة لوساوس الشيطان الذي يجعل من الشخص مطية لاهواءه، فالروحانيات تطهر النفس من الدنس وتزرع قيم الفضيلة والمبادئ السامية من خلال جهاد النفس الذي يعتبر اعظم جهاد لانسان سليم من الامراض النفسية والاخلاقية، قال تعالى في كتابه العزيز"إنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا" صدق الله العظيم.

***

مريم لطفي

في المثقف اليوم