قضايا

صلاح حزام: الدين يقوم على الخوف والحب يقوم على الاختيار الطوعي.. هكذا قال المتحدث!!!

نشر أحد الاصدقاء فيديو يظهر فيه الدكتور خزعل الماجدي وهو يلقي محاضرة .

خلاصة ماقاله في محاضرته، ان الدين عكس الحب !!

لأن الحب يقوم على الرغبة الطوعية في حين ان الدين يقوم على الخوف.

وهو هنا يسجل إخفاقاً جديداٍ ناجماً عن التسرع وعدم التعمق في دراسة الأشياء.

وهذه ليست المرة الاولى التي يتبنى فيها موقفاً مستعجلاً كما فعل في موقفه السابق عندما ربط صحة الرسالات السماوية بوجود آثار لتلك الرسالات!!

ولديَّ عليه بعض الملاحظات مع بالغ احترامي لشخصه ولاجتهاده في الكتابة والنشر.

١- لماذا هذه المقارنة بين الدين والحب؟؟

الدين عقيدة والحب موقف عاطفي.. هل نستطيع المقارنة بين السيارة والطعام ؟او بين الحب والنوم؟؟

٢- لم يفرق الرجل بين صُلب الدين وجوهره الحقيقي وبين الثقافة الدينية الشعبوية المتداولة بين الجهلة والتي ساهم في نشرها الكثير من الناس لاسباب كثيرة والتي كرّست فكرة الخوف والعذاب والانتقام الألهي لأتفه الاسباب..

٣-في نظري، المتواضع، ان جوهر الدين يتلخص في آية واحدة:

تقول: ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولاتحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون (سورة فصلت)...

لايتطلب الأمر سوى الايمان بالله والاستقامة !!  اين الخوف في ذلك؟

الاستقامة تبعث على الاطمئنان سواء أكان الشخص مؤمناً او ملحداً.

هل الدعوة الى الاستقامة مقتصرة على الدين ؟ هل هنالك حركة او منهج مادي او ملحد الخ.. لايدعو الى الاستقامة؟

٣- نسي الرجل ان هنالك قلقاً وخوفاً انسانياً شاملاً اسمه قلق الموت !! يعاني من هذا القلق كل البشر بغض النظر عن عقائدهم. والأيمان الديني الحقيقي يخفف او يزيل ذلك القلق.

٤- يقول ان اسماء الملائكة مثل عزرائيل وجبرائيل ، موجودة في الديانات القديمة الوثنية ونحن أخذناها منهم مع وجود فروق بسيطة في اللفظ ..يبدو انه يجهل ان الله يقول انه ارسال العديد من الرسل الى الامم القديمة وهي تأتي من نفس المصدر وتستخدم نفس اسماء الملائكة، لكنها حُرّفت على مدى آلاف السنوات وتحولت الى ديانات وثنية..

والدليل على ذلك انه حتى الاسلام يتعرض للتحريف والافتراء وتدخل عليه بعض الطقوس التي تشبه الوثنية مع انه أحدث الاديان ..

٥-لاينبغي للباحث الرصين اسقاط قناعاته الشخصية المسبقة على قضية عامة ويعمل على اشاعة قناعاته الشخصية والباسها لباساً علمياً بحثياً نزيهاً...

٦- كنت اتمنى ان يضيف الدكتور خزعل جملة بسيطة يقول: فيها انه يتحدث عن الثقافة الدينية الشعبية الجاهلة والتي قد تكون بعيدة عن جوهر الدين..واذا كان يعتقد انه ليس من واجبه البحث عن جوهر الدين، حينها نقول له عليك الابتعاد عن المواضيع التي لاتطيق الغوص فيها.

٧- بعض الناس يعتقدون خطئاً، ان استعجالهم في طرح افكارا تبدو لهم ثورية ، سوف يضعهم في موضع المفكرين الذين احدثوا هزة في التاريخ الفكري الانساني..

قد يستطيع هؤلاء ان يكونوا مفكرين اذا اعتمدوا التركيز والعمق في اعمالهم الفكرية.

***

د. صلاح حزام

في المثقف اليوم