قضايا

عامرة البلداوي: يوم للمرأة

بودي في يوم المرأة لو نتوقف عن تبادل التهاني وارسال بطاقات التهنئة الملونة، بودي في يوم المرأة لو نتوقف عن أقامة الأحتفاليات في الدوائر الرسمية وغير الرسمية، بودي في يوم المرأة لونتوقف عن التقاط الصور والقاء القصائد الشعرية وغيرها من الفعاليات التي تعبر عن تكريمنا للمرأة في يومها وفي المقابل نمعن قليلا بما قدمناه لها (حكومة وبرلمانا ومجتمعا). دعوني أسطر امامكم عدد الخطط والستراتيجيات التي مازالت سارية المفعول الى يومنا هذا و التي كتبت من قبل خبراء ومستشارون ومختصون من أجل المرأة.

- الستراتيجية الوطنية للمرأة العراقية (2023 - 2030) والتي كان عنوانها (الستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة)

- الستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف القائم على النوع الأجتماعي ( 2018- 2030)

- الخطة الوطنية الثانية لأجندة المرأة والأمن والسلام (2021 - 2024)

- الستراتيجية الوطنية للصحة الأنجابية (2020- 2030)

كُرسّت تشكيلات رسمية لتمكين المرأة في كل وزارة وهيئة مستقلة ودواوين الأوقاف وفي كل محافظة، مما يشي و من خلال هذه الجهود بأن موضوع المرأة والنهوض بها ذو أولوية لصاحب القرار العراقي، ونحن منذ عام 2014 نعمل على تحقيق خطط الأمن والسلام ولكن يبدو ان كل ماتم تسطيره اعلاه هو حبر على ورق لم يتغلغل في العقل العراقي ولم يتبناه الرجال قبل النساء ولم تخصص له الميزانيات كما تخصص للبرامج الخدمية والأعمار وغيرها، ودليل ذلك بمجرد دخول عصابات أرهابية (داعش) الى عدد من محافظات العراق، كان هدفهم الأول النساء فلم تترك رذيلة الا واقترفوها بحق النساء حتى ليقف المرء مذهولا أمام ممارساتهم القذرة، وبعد تعافي العراق من افعال هذه العصابات وبعد تنفس الصعداء والعمل على توفير السياسات اعلاه لدعم المرأة، مرة أخرى و بمجرد تناقل المقاطع الفديوية عن المعنى الذي يتبناه الغرب لمصطلح الجندر (النوع الأجتماعي) حتى بادرت الحكومة الى تبني مصطلح آخر وتغيرت عناوين السياسات لتصبح متوائمة مع المصطلح الجديد، والغيت تشكيلات المرأة في العديد من المؤسسات الحكومية وهبت موجة عدائية للمرأة سببت الغاء حتى كلمة (تمكين) الكلمة العربية والمذكورة في القرآن الكريم وتحميلها معان ليست صحيحة ولم تجد المرأة من يقف بجانبها على الأقل للأبقاء على مصطلح (تمكين) الذي يشير الى الدعم والتقوية والتعزيز، ولكن هيهات هبت العاصفة وجرفت معها كل المكتسبات التي كانت حبرا على ورق لم تلق اذنا صاغية ولا نية صادقة للتنفيذ. هانحن الآن نعود ادراجنا ونحمل أشلاء مشاريعنا وخططنا التي مزقتها العاصفة لنحاول الوقوف من جديد ولكن الأرض من تحتنا رخوة لاتكاد تستطيع حملنا. وهنا أقول ماقيمة الأحتفال وتبادل التهاني بيوم المرأة اذا لم نستطع بناء الثقة ولم نجسّر الأقوال بالأفعال ولم تقوى شوكة مطالبتنا بما يكفي بحيث لاتنتزعها اي عاصفة أخرى، ماقيمة الأحتفال ولم تستطع النساء منذ 2008 الى يومنا هذا من أقناع مجلس النواب بتشريع قانون لتجريم العنف الأسري الذي حوادثه تغص بها مراكز الشرطة ودائرة حماية الأسرة والمرأة والطفل. لا احتفال و لا تهنئة ولا شعارات زائفة لتكريم المرأة مالم تتغير العقول و تتجذر التبنيات لتكون أصيلة في عمق الثقافة العراقية لاتهزها الهزاهز ولاتغيرها مقاطع يوتيوب او غيره من وسائل التواصل الأجتماعي

***

د.عامرة البلداوي

8-آذار-2024

في المثقف اليوم