تكريمات

بانتظاري مرة ً أخرى / وفاء عبد الرزاق

 

 

أعيدي إليّ

ما تجرأتِ عليه

ونسيتِ أنه يتوجهُ لي

كهُدبٍ لا كحل له

وكشفق ٍ يصهر جمري.

 

أعيدي إليّ

أقراطا ً صمـّاء

وقميصَ نوم ٍ مؤجل ٍ

سنواتـُهُ خيزرانٌ وسياط

ظلـُهُ فدية ٌ

تلقـَّح خيطـُها

استوحش

وأوقدَ أزمنةً

تئنّ ُ كلما ْخرستْ ريحُكِ.

 

أعيدي إليّ جسدا ً

تعددت ندوبُهُ وصرختْ

مرة ً بي ومرة ً عليّ

ندبة ٌ ذابت بين أصابعي

ندبة ٌ لا أعرِفـُها

ثلاثٌ تعرفــُني

ندبتان اتسعتْ حدقتــاهما وتكلستْ

عشرون تشبثتْ بمكانـِها

عشرٌ صفـّقتْ راغبة ً بي

دافئ ٌ قيحـُها

والآتي مجرد ُ إفلاس.

 

كيف تعيدينه لي؟

أيتها المرايا الوقحة

كيف

أخبريني كيف؟

كيف أسترجعُ صباحا ً

ساقه صمتـُكِ للذبح

فقط أعطيتهِ حفرة ً

وقلتِ له عتـّق خرائطـَكَ

وتكاثف كمدينة

كيف أنجو بثوب ٍ بارد ٍ

أيتها اللئيمة لؤمَ مثلِك

لكن أشرطتـَه بين قيثارتيَّ

تعاكستْ سيوفـُها وانحنتْ

أحمرُ عمْرُها

احتضنتـُها كحبل ِ سُرّتي

وأبقيتُها لترافقـَني

لمهديَ الأخير

أفي شريعتـِكِ وأدُ الذكـَر؟

لماذا إذا ً شربتِ الصباحَ وكأسيَ الأولى؟

لستُ أحاسبـُكِ

أنا المتعلقة ُبكِ كخيطِ ماء

لكنها الريحُ تنقرُ بابي

فهل لديكِ بقايا من قميص ِعزلتي؟

إنه الشتاء

ولَدي الجديد

بحاجة ٍ إلى ما يلوكُهُ

ليلعبَ بكراتِ الدمع ِ بعد أشهر ٍ

ويخرجَ إلى الشارع ِ

يدلُّ امرأة ً حبلى إلى بابي..

ها هنا

أي خالتي

دارٌ للأيتام

ومربـّيةٌ للأشتية

 

إن كانت بكِ حاجة لليتم

تفضلي

مرآتيَ العنكبوت

وحاذري أن تتهشي

داريَ كومة ُ أحلام ٍ تحجرتْ

وجوقة ٌ صمَتتْ

بمحاولتــِها الأولى وَوَوَ وَ وَ

وْووْووْو

و ِو ِوِو ِو ِ

ولم تـُكمل..

 

تفضلي

معي يتيمان فقط

إن كانت لكِ حاجة ٌ توسّلي

لكن أبقِ ليَ النون

مازال ماؤها يعرق في قلبي.

خاص بالمثقف

.................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (عدد خاص لمناسبة تكريم القاص المبدع فرج ياسين اعتبارا من 14 / 4 / 2012)

في المثقف اليوم