ترجمات أدبية
سيرغي يسينين: أراضٍ تغمُرُها المِياه

قصائد للشاعر الروسي سيرغي يسينين
تتغنى بجمال الطبيعة
ترجمة الدكتور إسماعيل مكارم
***
С добрым Утром
نهارُكم سَعيدْ
وَسِنَتِ النجومُ ذاتُ اللون الذهبي
واهتزّت مِرآة ُ الماء في خور النهر
وانبلج َ الصّبحُ وأضاءَ ذلك الخليج
واحمرّ الأفقُ الجَميلُ في السّماءْ.
*
أشجارُ البتولا النعسانة بابتِسامَة ٍ تعانِقُ الصّباحْ
وتلوّحُ بضفائرَ من حَريرْ
ويُسمَعُ صَوتُ عَراجينها الخضراء ْ
وتلتمعُ حَبات ُ الندى ذاتُ اللون الفِضي .
*
هناكَ عِندَ السّياج اعشوشبَ المَكانُ بنباتاتِ القرّاص
هاهي تزينت بثوبها الجَميل بلون الصّدَف
وراحتْ تتمايَلُ وَهي توشوشُ بخفة ٍ:
" نهارُكُم سَعيد ْ "
1914م
***
Прощай родная пуща
وداعا يا غابتي الغالية
وداعا يا غابتي الغالية
أعذرني أيها النبعُ الذهبي .
تندفعُ وتسبَحُ الغيوم.ُ
آه، أيها الشّعاعُ الذي يُشبه سكة المِحراث.
*
تألقْ أيها اليومُ الصّافي
أما أنا فيملأ قلبيَ الحزنُ.
سوف لا أحملُ بعد اليوم ِ
في جزمتي خنجرا.
*
ولن أنامَ في العراءْ برفقةِ مهري
في الليالي القاسيةِ ، الباردة
ولن تسمَعَ صوتي الضّاحِكَ
سّماواتُ الغاباتِ تلك.
*
لا أحدٌ يَتفادى العاصِفة
ولا أحدٌ لا يَناله ألمُ الفقدان
كي يدق أبوابَ السّماء المَجهولة
في تلك الزرقةِ اللازوردية.
1916م
***
Топи да болота
مُستنقعاتٌ وأراض ٍ تغمُرُها المِياه ُ
مستنقعات وأراض تغمرها المياه
وَصحنُ السّماءِ الأزرق.
وغابة كثيفة قد تزيّنت
تلوّحُ بأهدابِ الصَنوبريات كطوق من الذهب.
*
وعصفور الزّمير يزقزقُ
في مَملكة ِ الشجر ِ تلك
وأشجارُ الشوح السوداءْ تحلم ُ
وتبدو لها جلبة ُ الحصادين.
*
ووسط المرج تسير عربة ٌ بحملها
حيثُ يُسمعُ صَريرُ آلتها الخشبية
وتنبَعِثُ من عَجلاتها
رائحة ُ أشجار الزيزفون الجافة .
*
أما الصَفصّافات ُ فتسمَع ُ
صَفيرَ الرياح هُناك...
موطني.. أنتَ يا موطني المَنسيّ
موطني .. أنتَ يا وطني الغالي.
1914م
***
.......................
* في عام 1914 انتقل سيرغي يسينين إلى موسكو، وفي هذه المدينة الكبيرة غمره إحساس مزدوج، إذ من جهة مدينة موسكو (وخاصة الوسط الأدبي) معجبة في أشعاره، وبما يكتبه، ولكنه افتقد هنا في أجواء المدينة وعمرانها، افتقد جمال الطبيعة الساحر. لذا نراه في هذه القصائد يتغنى بجمال ضيعته الأخاذ والمذهل.، حيث السهول والغابات والنهر الجميل.،.ولا غرابة أن نجد في هذه النصوص حنينا إلى مرابع الطفولة والفتوة.
* قمنا بترجمة هذه النصوص من الأصل الروسي.
هوامش ومصادر:
1)Сергей Есенин. Собрание сочинений в двух томах.
Том 1. 1991.
2)Сергей Есенин. Собрание сочинений в двух томах.
Том 2. 1990.