أقلام حرة

صادق السامرائي: الأقلام بأوطانها!!

قيمة الأقلام تتناسب طرديا مع قيمة الأوطان، فإذا كان الوطن مُستعبدا، فأقلامه مهما توهمت فهي عند قاع الحضيض، فما يمت للوطن بصلة هو مرآته!!

ربما ستستغربون من هذا الإستنتاج الذي تعبر عنه وسائل الإعلام والتواصل المستدام.

أنظروا قيمة أي وطن وأقلامه وإعلامه، ستدركون أن الكبير كبير بوطنه!!

عندما كتب زميلي بإسم مستعار لا يدل على وطنه، كان ما يكتبه ينتشر في المواقع وتتداوله وسائل التواصل، وتتجاوز القراءات عشرات ومئات الآلاف للمنشور، وما أن كتب بالإسم الدال على الوطن حتى تضاءلت المقروئية إلى بضعة مئات أو عشرات.

فما يرتبط بالوطن لا يتجاوز الميادين التي يُطرح فيها، ولا يفوز بتفاعلات تُذكر، وأقلامنا لا تنال إستحسان المواطنين، بينما ما يكتبه وينطقه أبناء أوطان أخرى يحوز متابعات مليونية أو ألفية.

وفي واقعنا ما يُكتب لايٌفرأ، وما يُصرّح به لا يُسمع، لأن الوعي الجمعي يأبى التبعية والخنوع، والإرتهان بالهذيان.

فالخانعون لا يُقرَأون!!

الطبع البشري يقرأ إبداع القوة والتحدي والإصرار، والتعبير عن العزة والإقتدار، ولهذا تتوطننا النصوص الغنية بالكينونة المِقدامة والمكابرة وتأكيد الذات العالية!!

وعندنا لا يوجد قلم قادر على الخروج من شرنقة ذاته وموضوعه، والتسرب إلى الدول الأخرى والإستحواذ على قرّائها، بينما نتسابق نحو إبداع الآخرين بأنواعهم.

ولو أجريتَ مسحا لمبيعات الكتب في شارع المتنبي، لوجدتَ الكتب العربية والأجنبية أكثر رواجا من كتب أهل البلد، ولا يمكن تفسيرها بغير أن أحوال البلاد تمثلها أقلامه، ولا يوجد في الدنيا مَن يَقرأ إبداعا معتقا في أوعية فقدان السيادة والكرامة والهيبة.

فهل من قدرة على التفنيد؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم